برز اسم المدعي العام ألفين براغ بعد أن وجه 34 تهمة جنائية للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، الذي مثل أمام محكمة مانهاتن على خلفية هذه التهم. وعلى الرغم من أن هذه القضية هي الأكثر شهرة في تاريخ براغ، فإن له تاريخا في مواجهة ترامب وأنصاره، متهما إياهم في قضايا تتعلق بالتهرب الضريبي والاحتيال وغسيل الأموال.

من ألفين براغ؟

ألفين براغ محام وسياسي أميركي، وهو المدعي العام رقم 37 لمنطقة مانهاتن الواقعة في مقاطعة نيويورك.

انتخب براغ عام 2021 ليصبح بذلك أول أميركي من أصل أفريقي يتولى هذا المنصب، كما أنه رابع شخص ينتخب لهذا المنصب خلال 80 عاما، وعيّن خلفا للمدعي العام السابق سايروس جونيور.

ويذكر أن فوز ألفين براغ في الانتخابات كان ساحقا، فقد حصل على 84% من أصوات سكان مانهاتن.

كما أن براغ من مواليد عام 1973، وقد تخرج من كلية الحقوق في هارفارد عام 1995، وحصل لاحقا على درجة الدكتوراه في القانون من كلية الحقوق بجامعة هارفارد أيضا.

وقبل توليه منصب المدعي العام لمنهاتن، عمل براغ في شركة محاماة شهيرة، وكان عمله متركزا على قضايا الحقوق المدنية ومواجهة قضايا الاحتيال.

وفي عام 2003، انضم براغ إلى مكتب المدعي العام لنيويورك قبل أن يصبح رئيس قسم التقاضي والتحقيقات في مجلس مدينة نيويورك.

وفي عام 2009، غادر براغ مجلس المدينة للعمل مساعدا للمدعي العام للولايات المتحدة في المنطقة الجنوبية من نيويورك.

في عام 2017 عينه إريك شنايدرمان، الذي كان يشغل منصب المدعي العام آنذاك، نائبا للمدعي العام في نيويورك، حيث أدار براغ أقسام العدالة الجنائية والعدالة الاجتماعية.

ولاحقا في 2018، ترك براغ منصبه وأصبح أستاذا في كلية الحقوق بنيويورك، وكان مديرا مشاركا لمشروع العدالة العرقية في الكلية، قبل أن يصبح أخيرا المدعي العام لمانهاتن.

عمله في مكتب مانهاتن

منذ توليه منصب المدعي العام، أعاد براغ هيكلة مكتب مانهاتن، إذ بات يشرف بشكل مباشر على الوحدة المسؤولة عن تقويم سلوك الشرطة لإيمانه بأهميتها، خاصة بعد حوادث العنف التي شهدها المجتمع الأميركي، والتي كان من أبرزها حادثة مقتل جورج فلويد على أيدي عناصر من الشرطة الأميركية.

وتحت قيادته زاد تركيز مكتب مانهاتن على الملاحقات القضائية المتعلقة باستخدام الأسلحة النارية، كما ركز على محاربة تجار الأسلحة.

وفي الوقت نفسه، استثمر مكتب مانهاتن تحت قيادة ألفين براغ في برامج وخدمات مجتمعية متعلقة بضحايا حوادث العنف الناجمة عن استخدام الأسلحة، ومن الخدمات التي يقدمها المكتب معالجة الصدمات التي يعاني منها الضحايا والشهود على عمليات العنف تلك.

وأنشأ ألفين براغ قسما جديدا يتضمن خدمات خاصة لضحايا العنف المنزلي والجرائم الجنسية والاتجار بالبشر وإساءة معاملة الأطفال وكبار السن، ويقدم تلك الخدمات أخصائيون اجتماعيون مدربون تدريبا خاصا للتعامل مع هذه القضايا الحساسة.

ووسع براغ وحدة جرائم الكراهية بإضافة مدعين ومحققين ومحللين وموظفي خدمات لمساعدة الضحايا، إذ تتعامل الوحدة مع عدد كبير من القضايا المعقدة وتقوم بتوعية مكثفة لمكافحة جرائم الكراهية وتشجيع المواطنين للإبلاغ عنها.

وأنشأ كذلك وحدة خاصة لتقويم السلوك الإجرامي بوسائل أخرى غير الحبس، مثل التركيز على التعليم والتدريب الوظيفي، أو التحويل إلى أخصائيين بالعلاج السلوكي المعرفي، وعلاج الإدمان على المخدرات بهدف جعل مانهاتن أكثر أمنا.

وأنشأ أيضا وحدة العدالة لإعادة التحقيق في بعض القضايا المغلقة، في حال وجود مزاعم على البراءة أو الإدانة الجائرة، علاوة على وحدة مهمتها محاسبة الشرطة في حال ارتكاب أي نوع من أنواع الانتهاكات، وملاحقة الضباط الذين يستغلون مناصبهم لارتكاب أعمال إجرامية.

ألفين براغ في مواجهة دونالد ترامب

ولعل القضية الأكثر شهرة في تاريخ ألفين براغ هي قضية دونالد ترامب، الذي أصبح في عهد براغ أول رئيس سابق يواجه اتهامات جنائية في تاريخ الولايات المتحدة.

ففي 30 مارس/آذار 2023، صوتت هيئة المحلفين في مانهاتن لتوجيه 34 تهمة جنائية إلى ترامب، أبرزها احتيال يتعلّق بدفعه مبالغ مالية للتغطية على 3 فضائح قبل الانتخابات الرئاسية للعام 2016.

واتهم ألفين براغ الرئيس السابق بأنه دفع مبلغ 30 ألف دولار لبواب في برجه، ادعى أن بحوزته معلومات عن ابن سري لترامب.

ودفع ترامب أيضا مبلغ 150 ألف دولار لامرأة لتتكتم على علاقة عاطفية سرية جمعتها به، ودفع 130 ألف دولار أخرى لممثلة أفلام إباحية تدعى ستورمي دانييلز لتتستر كذلك على علاقة عاطفية جمعتهما.

وبعد توقيفه رسميا في نيويورك، مثل ترامب أمام المحكمة في مانهاتن، وقال محاموه إنه بريء، على الرغم من أن محاميه السابق مايكل كوهين أكد أنه هو نفسه دفع للممثلة ستورمي دانييلز مقابل شراء صمتها قبيل الانتخابات الرئاسية عام 2016، وأكد كوهين أنه فعل ذلك بناء على توجيهات من ترامب.

وهذه لم تكن المواجهة الأولى بين ترامب وبراغ، فقد انخرط المدعي العام في دعاوى قضائية ضد إدارة ترامب عدة مرات، إذ أشرف على توجيه الاتهام إلى ستيف بانون، أحد المقربين من ترامب، بتهم منها غسيل الأموال والاحتيال.

كما كسب براغ إدانة ألين فايسلبرغ المدير المالي لمنظمة ترامب، والذي حُكم عليه بالسجن 5 أشهر فيما يتعلق بخطة التهرب الضريبي الطويلة الأمد.

وعندما كان نائبا للمدعي العام لولاية نيويورك، أشرف براغ على الدعاوى القضائية التي رفعتها الدولة ضد مؤسسة “دونالد جيه ترامب”، وهي مؤسسة تابعة لدونالد ترامب ومقرها نيويورك، وفي نهاية الأمر أصدرت المحكمة أمرا بحلّ المؤسسة بعد اكتشاف تورطها في العديد من الانتهاكات القانونية.

نظريات مؤامرة حول ألفين براغ

بعد أن قاد ألفين براغ حملته ضد ترامب، تعرض لهجوم كبير من أنصار الحزب الجمهوري الذين شنوا عليه حملة في تويتر، واتهموه بأنه ممول ومدعوم من جورج سوروس.

وجورج سورس ملياردير أميركي من أصول مجرية، يعتبره الكثيرون منافسا شرسا لترامب. ويتهم مؤثرون من اليمين المتطرف على شبكات التواصل الاجتماعي سوروس بتمويل عملية “إحلال كبير” لذوي البشرة السمراء والسوداء مكان ذوي البشرة البيضاء، كما يزعم البعض أنه يعمل على تشجيع الهجرة والاضطرابات الاجتماعية والأهلية والتعددية الثقافية.

وبعد أن وجه ألفين براغ التهم الجنائية لترامب، راح أنصار الرئيس السابق يتهمون سوروس بالتأثير على المدعي العام، حتى إنهم شنوا هجمات على تويتر مع نشر وسوم (هشتاغات) مثل “المدعي العام سوروس”، في إشارة إلى أنه هو المتحكم الحقيقي في الأمور.

وأمام قصر العدل في مانهاتن حيث مثل ترامب، رفع متظاهر لافتة كتب عليها “جورج سوروس يموّل المدعين العامين الأميركيين”.

وبهذه الطريقة يعمل مؤيدو ترامب على نشر نظرية مؤامرة، مفادها أن ألفين براغ مجرد ورقة تلعبها “قوى الشر الخفية” كما يسمونها.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.