بينما يتحضّر طرفا النزاع الأوكراني لجولة مفاوضات ثالثة الاثنين المقبل، كشف مفاوض عن كييف، السبت، أن روسيا بدأت تُدرك الكلفة الحقيقية للحرب أمام قوات بلاده، مؤكدا أن المفاوضات أصبحت “بناءة”، وفق تعبيره.

وأوضح مستشار الرئيس الأوكراني ميخايلو بودولاك أنه بدأ يلمس تحولا في الموقف الروسي في ظل المقاومة الأوكرانية والعقوبات الدولية، وذلك في مقابلة له مع صحيفة كندية.

موسكو بدأت تدرك الكلفة الحقيقية للحرب

كما لفت إلى أن روسيا لم تكن تتوقع أن تواجه مقاومة قوية كهذه، بحسب قوله.

وأضاف المسؤول الذي شارك في أول جولتَي محادثات بين روسيا وأوكرانيا على حدود بيلاروسيا، أن موسكو بدأت تتأكد وتدرك الكلفة الحقيقية للحرب.

أتت هذه التطورات بينما يستعد طرفا النزاع لعقد جولة مفاوضات ثالثة بعد انتهاء الجولة الثانية من المحادثات الروسية الأوكرانية.

فقد أعلن زعيم الحزب الحاكم في أوكرانيا أن الجولة الثالثة من المحادثات مع روسيا ستعقد يوم الاثنين المقبل.

وكان المستشار الرئاسي الأوكراني أوليكسي أريستوفيتش قال في تسجيل فيديو الجمعة، أن بلاده لن تشارك مقدماً تفاصيل بشأن توقيت أو مكان أي محادثات مع روسيا.

إلا أن الرئاسة الأوكرانية عادت وأوضحت لاحقا أن الجولة الجديدة من المفاوضات ستعقد نهاية الأسبوع.

تفاهم على بعض النقاط

جاءت تلك التصريحات بعدما أعلن مستشار الرئيس الأوكراني ميخايلو بودولاك مساء أمس الخميس، أن الجولة الثانية انتهت دون تقدم. وقال عبر تويتر إن “الجولة انتهت، لكن لسوء الحظ، لم تحقق أوكرانيا النتائج التي تحتاجها بعد.. فهناك قرارات فقط بشأن تنظيم ممرات إنسانية”.

في المقابل، رأى رئيس الوفد الروسي المفاوض مع أوكرانيا فلاديمير ميدينسكي، أن روسيا وأوكرانيا تمكنتا من التوصل إلى تفاهم بشأن عدد من النقاط. وقال إن وزارتي دفاع البلدين اتفقتا على تشكيل ممرات لإجلاء المدنيين، وفق ما نقلته وكالة سبوتنيك الروسية.

وكان الوفد الروسي طرح أمس ثلاثة ملفات تتضمن “العسكري التقني، الإنساني والدولي، والسياسي”، بحسب ما قال ميدينسكي الذي لم يعطِ مزيدا من التفاصيل.

كما كانت تسربت أنباء عن مطالب روسية تتضمن الموافقة على انضمام أوكرانيا للاتحاد الأوروبي وعدم الانضمام للناتو، مع فرض حكم ذاتي للمناطق في إقليم دونباس الذي يضم “الجمهوريات” الانفصالية دونيتسك ولوغانسك في الشرق الأوكراني، مقابل انسحاب روسي من كييف.

يذكر أن المحادثات بين الوفدين، التي عقدت في منطقة بوليفسكايا بوشا في بريست على الحدود البيلاروسية، القريبة مع بولندا، كانت انطلقت يوم الاثنين الماضي. إذ عقد أول لقاء في 28 فبراير لكنه انتهى من دون تحقيق تقدّم ملموس.

إلا أن الطرفين عادا واتّفقا على عقد لقاءات تالية، فيما تستمر المعارك العسكرية على الأرض.

Share.

عراقي متمرس في تحرير الاخبار السياسية ومهتم بالاخبار والاحداث العالمية

Comments are closed.