يقول رجل الأعمال الأغنى في أوكرانيا رينات أحمدوف، المولود بإقليم دونيتسك في دونباس، إنه اختار طريقه “منذ زمن بعيد”، وهو فخور بأن مصانع الصلب الضخمة آزوفستال التي يمتلكها هي آخر معقل للمقاومة يلجأ إليه الجنود الأوكرانيون في مدينة ماريوبول.

بهذه الجمل، صدرت صحيفة “لوتان” (Le Temps) السويسرية المقابلة الحصرية التي أجرتها مع رينات أحمدوف، الذي كان يعد أغنى رجل في أوكرانيا قبل غزو بلاده، وقالت إنه بنى إمبراطورية في مجالات المالية والإعلام والاتصالات وتجارة التجزئة والزراعة والنقل.

وفي المقابلة، أوضح سيمون بيتي، الذي أجرى المقابلة عن طريق الرسائل المكتوبة، أن الرجل الذي يمتلك نادي شاختار دونيتسك لكرة القدم الذي يشارك في المسابقات الأوروبية، هو المستثمر الوحيد ومالك شركة “إس إم سي” (SMC)، مشيرا إلى أن أنشطة التعدين التي يتولاها مهددة بشكل خاص هذه الأيام نتيجة حرب روسيا على أوكرانيا.

وإذا كانت روسيا -كما يقول الكاتب- قد أعلنت أنها سيطرت بالكامل على مدينة ماريوبول، فإن الاستثناء هو مصانع صلب آزوفستال بشركة “متينفيست” (Metinvest) المملوكة لأحمدوف، والتي ما زالت تؤوي 2000 مقاتل أوكراني، من بينهم أعضاء في كتيبة آزوف التي تتهم موسكو أفرادها بأنهم “نازيون جدد”، ومعهم مئات المدنيين في مخابئ تحت المصنع.

وهنا يقول رينات أحمدوف إن ماريوبول كانت مدينة أوكرانية وستظل كذلك، وإن الأوكرانيين يدافعون بشدة عن كل شبر من أراضيهم، مضيفا “أنا فخور بأن آزوفستال هو معقل مقاومتنا. أعتقد أن جنودنا سيكونون قادرين على الدفاع عن المدينة وسيتم إجلاء مواطني ماريوبول. كما أعتقد أن الجنود الروس سيعاقبون على جميع الجرائم التي ارتكبوها في أوكرانيا وبالذات في ماريوبول، وإن الوضع في المدينة مأساة مروعة وكارثة لا يمكن التغاضي عنها”.

وأضاف هذا الملياريدير المسلم أن الجيش الروسي يواصل تدمير ماريوبول ومصنعيْ آزوفستال وإليش، اللذين يتعرضان للقصف باستمرار، مشيرا إلى أنه ظل على اتصال يومي بمديريْهما، وأنه أوقف الإنتاج ولن يستأنفه إلا بعد الانتصار.

أما فيما يتعلق بعدد عمال شركة ميتنفيست الذين ما زالوا في ملاجئ آزوفستال، رفض رينات أحمدوف أن يتحدث عن ذلك، قائلا إن “الأمر يتعلق بحياة الناس وسلامتهم. لا أستطيع إفشاء هذه المعلومات”، وذكر بأن الملاجئ تم بناؤها وقت بناء المصنع عام 1933، وفقا للمعايير المدنية والصناعية.

وعند السؤال عن مدى الصمود الذي يمكن للمحجوزين في هذه الملاجئ أن يتحملوه ونصيحته لحل هذا الموقف، قال رجل الأعمال إن كلا من المدنيين والجنود يجدون أنفسهم في ظروف غير إنسانية، وإن كل دقيقة تأخير يمكن أن تكلفهم حياتهم، مضيفا أنهم بحاجة لوقف هذا الوضع، وأن “الطريقة الوحيدة للقيام بذلك هي الاتفاق على ممرات إنسانية مع التزام ممثلين من الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر، إلا أن جميع محاولات تنظيم ممر آمن لسكان ماريوبول توقفت بسبب الهجمات الروسية”.

أما عن الضرر الذي لحق بمصانع آزوفستال وإليش، فيقول أحمدوف إن رأسمالهما قبل الحرب كان يقدر بعشرة مليارات دولار على الأقل، مضيفا “نحن نستعد لإجراءات قانونية للمطالبة بتعويضات من روسيا عن جميع الخسائر التي لحقت بأعمالنا”.

وأوضح أحمدوف أن الثقة في أوكرانيا وبطولة وشجاعة جنودها، ووحدة الأمة الأوكرانية والدعم غير المسبوق الذي قدمه العالم الحر والمتحضر إلى هذا البلد، يعطيه الأمل في عودة ماريوبول إلى السيطرة الأوكرانية، حتى تتمكن شركته من العمل هناك مرة أخرى.

وأفاد بأنه اتخذ قراره منذ وقت طويل باختيار الطرف الذي يدعمه كمواطن من مدينة دونيتسك الأوكرانية، وأنه دان بشدة الانفصاليين عام 2014، وقال وقتها إن “إقليم دونباس لا يمكن أن يكون سعيدا إلا في أوكرانيا الموحدة”، أما عندما اندلعت الحرب عام 2022، فقد وصف رينات أحمدوف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه مجرم حرب.

وختم احمدةف المقابلة بالحديث عن علاقته بدولة سويسرا التي يقع فيها مقر شركته ميتنفيست، قائلا إن قرار هذا البلد دعم أوكرانيا وفرض عقوبات غير مسبوقة على روسيا يستحق احتراما كبيرا، وإنه ممتن لها وللعالم الحر بأسره، وأضاف “نحن نناضل من أجل حريتنا وحرية أوروبا. لدينا القوة والإرادة للقتال. أنا مقتنع بأننا سننتصر في هذه الحرب”.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.