يتباهى رياضيون هنود بعضلاتهم المفتولة قبل المشاركة في مواجهات مصارعة الذراعين “الكباش”، في وقت يزداد انتشار هذا النشاط في بلد يُظهر شعبه ولعًا بالكريكت.

يتنافس الخصوم تحت الكشافات الضوئية، وسط تشجيع الحاضرين ومنهم بعض نجوم السينما الهندية “بوليود” في ملعب أنديرا غاندي في نيودلهي، في إطار “رابطة برو بانغا” التي تأسست في 2020.

وتأسس اتحاد مصارعة الذراعين في الهند في 1977، لكن أُعيد إطلاق هذه الرياضة، من جانب صاحبي “رابطة برو بانغا” بارفين داباس وبريتي جهانجياني، وهما ممثلان في بوليود.

وقال بارفين دباس “رياضيّونا هم أبناء وبنات أرضنا. أحدهم موظف حكومي، وآخر مدرب رياضي أو ميكانيكي”، مضيفًا “يأتون من جميع مناحي الحياة، من المدن الصغيرة في الهند. هذا ما نحبه وما يجذب الجمهور”.

الفائز في مصارعة الذراعين هو من ينجح في إلصاق ذراع منافسه بالطاولة (الفرنسية)

عمل شيخ توحيد البالغ 23 عامًا، في صقل الأحجار، كما كان ميكانيكيًا ومنظفًا للصالات الرياضية قبل أن يحقق شهرة في فئة 90 كيلوغرامًا.

وتزيد الابتسامة الجذابة والجسم المنحوت من نجاح شيخ توحيد، الذي يهزم خصومه بسرعة خاطفة، قبل أن يُرسل القبلات لكثير من معجبيه.

ويقول شيخ توحيد “العيش في فنادق فاخرة، وتناول طعام فاخر، والحصول على المال أشبه بحلم”، مضيفًا أنه كسب نحو 75 ألف روبية (900 دولار) منذ بداية المسابقة، أي عشرة أضعاف ما كان يجنيه سابقًا.

“بقوة الذراع”

تتنافس 6 فرق مكونة من رجال ونساء، بينهم أشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة، ويحصل الفريق الفائز على مليوني روبية (24 ألف دولار).

وقد رأت رابطة الكباش في الهند النور في 2020 بمباريات وبطولات استعراضية، لكنّ هذه المنافسة الأولى التي بُثت عبر قنوات التلفزيون.

وحقّقت مصارعة الذراعين رواجًا كبيرًا حول العالم بعد فيلم “أوفر ذي توب” مع سيلفستر ستالون في 1987، ولكن في الهند، تحظى هذه الرياضة المتجذرة في الأساطير باهتمام كبير.

كان شيخ توحيد يعيش في غرفة مستأجرة في مسقط رأسه أورانغاباد في ولاية ماهاراشترا، وبعد أن أصبح نجمًا محليًا، تمكّن من شراء منزل.

ويوضح “الشهرة التي اكتسبتُها من خلال مصارعة الأذرع ساعدتني في مسيرتي المهنية كوني مدرب جمباز، ما سمح لي بكسب المال”.

ويشير إلى أن رابطة “برو بانغا” غيّرت مسار هذا النشاط في الهند، قائلًا “نحن نتوجه بالطائرات للمشاركة في البطولات بدلًا من السفر في عربات قطار دون حجز مسبق”.

وسمح نجاح البطولات الرياضية لقرويين عاديين بأن يصبحوا نجومًا. وانتقلت شخصية أخرى من مشاهير الكباش في الهند، وهي فرهين دلفي، الأم البالغة 38 عامًا، من مسابقات سرية في ولاية ماديا براديش، إلى المشاركة في بطولات بزيّ فريقها ذي الألوان الزاهية، أمام كاميرات التلفزيون.

وعزّزت سنوات من الأعمال المنزلية قوة ذراعي فرهين دلفي، التي وجدت في مصارعة الذراعين وسيلة لممارسة قوتها.

وتقول دلفي، وهي معلمة بدوام جزئي وأم لابن يبلغ 17 عامًا، “الفتيات اللاتي يبقين في المنزل، ربات البيوت، هنّ أكثر قوة لأنهنّ يعملن بقوة الذراع”.

حمى مصارعة الذراعين تطال الهند
مصارعة الذراعين أصبحت لها شعبية واسعة في الهند (الفرنسية)

أحلام أولمبية

وفازت فرهين دلفي، التي تتنافس في فئة وزن ما فوق 65 كيلوغرامًا للسيدات، بالمباراة الافتتاحية بفوزها على شابة عمرها 19 عامًا، بالنقاط التي فازت بها في مواجهات متعددة.

وتقول دلفي “ذهبتُ لمشاهدة مباراة مصارعة ذراعين في الحي الذي أسكن فيه، ودفعني الناس الذين وجدوا فيّ قوّة لممارسة هذه الرياضة”.

وتضيف “في منطقتنا، لا يُسمح للزوجات بمغادرة بيوتهن، لكن زوجي شجعني (…). وها أنا هنا”.

وقد ألهم نجاحها أخريات -على حدّ قولها- وافتُتحت صالتان رياضيتان في قريتها، حيث بدأت الفتيات في التدريب.

تفاخر رابطة محترفي الكباش في الهند بوجود مدربين أجانب للفرق الستة، معظمهم من كازاخستان.

وقال يركين عليمزانوف، بطل العالم 7 مرات والمدرب في رابطة محترفي الكباش في الهند، “هناك كثيرون (من محبي اللعبة) في الهند، وكثيرون -أيضًا- في كازاخستان”، مضيفًا “يمكن أن نحاول الدفع باتجاه حمل هذه الرياضة إلى الألعاب الأولمبية”.


المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.