شكّل استهداف الطراد 121 “موسكفا” بصاروخين أوكرانيين من طراز “نيبتون”، صفعة قوية لمكانة روسيا وقدراتها العسكرية، وحمل كثيرا من الرسائل إلى الكرملين والداخل الأوكراني، بأن الحرب الروسية في أوكرانيا ستكون مكلفة.

مدة الفيديو 01 minutes 20 seconds

أوكرانيا- لأهميته ورمزيته الكبيرة في أسطول البحر الأسود، شكل استهداف الطراد 121 “موسكفا” (موسكو) بصاروخين أوكرانيين من طراز “نيبتون” (Nepton)، صفعة قوية لمكانة روسيا وقدراتها العسكرية؛ وحمل إغراقه -في هذا التوقيت- كثيرا من الرسائل إلى الكرملين، بحسب مسؤولين وخبراء.

لكنّ الطراد لم يكن أول تلك الرسائل، بل سبقه -في الأول من الشهر الجاري- استهداف مستودعات وقود في مدينة بيلغورود الروسية القريبة من الحدود الأوكرانية بصواريخ مروحيتين، دون أن تنفي أو تؤكد كييف مسؤوليتها عن العملية.

ولعل آخر الرسائل تلك التي حملها تصريح المستشار في مكتب الرئاسة الأوكرانية أوليكسي أريستوفيتش، أمس الخميس، ردا على تهديد وزارة الدفاع الروسية باستهداف مواقع قيادية في كييف، إذ قال “سنرد بالمثل.. لدينا ما يكفي من الإمكانيات الممتازة لذلك”.

وسبق كل ذلك تهديد لروسيا بتحويل المناطق التي تسيطر عليها إلى “تشيرنوبايفكا” أخرى، في إشارة إلى قاعدة عسكرية جوية في منطقة خيرسون، تعرضت لـ15 قصفا منذ أن سيطرت روسيا عليها في أوائل أيام الحرب المستمرة منذ 24 فبراير/شباط الماضي.

فأي رسائل توجهها أوكرانيا إلى روسيا، وهل كييف جادة في هذه “التهديدات” لموسكو؟

ضرب العمق واستهداف القدرة

بحسب خبراء، فإن أهم هذه الرسائل مفادها أن أوكرانيا قادرة على ضرب العمق الروسي وأبرز قدراته، ردا على أي تهديد أو تصعيد جديدين تقوم بهما القوات الروسية.

ففي حديث مع الجزيرة نت، يعتبر المحلل العسكري فلاديسلاف فيتكو أن “كييف جادة في هذا الأمر، واستهداف الطراد موسكفا يأتي بعد أيام من حديث مسؤولين عن مفاجآت تنتظر القوات الروسية”.

ويتابع موضحا “استهداف الطراد شكل -عمليا- أول استخدام لصواريخ نيبتون في هذه الحرب، وذلك قبل وصول الصواريخ البريطانية المضادة للسفن، والتي تعهد بها رئيس الوزراء بوريس جونسون”.

ويرى فيتكو أن “رسالة أوكرانيا تهدف إلى كسر شوكة الروس والحد من تماديهم في استخدام القوة وتهديدات الاجتياح، إضافة إلى الحد من تكبر قيادتهم وتعاملها الفوقي مع كييف، خاصة في عملية التفاوض”.

وقف الحرب لحفظ ماء الوجه

وبحسب مراقبين آخرين، فإن رسائل أوكرانيا تحمل تأكيدا على أن الحرب ستكون مكلفة بالنسبة لروسيا أكثر مما تتخيل، ودفعا إلى وقفها والجلوس بجدية وبـ”كفة متساوية” إلى طاولة التفاوض.

ويقول المحلل العسكري في مركز “رازومكوف” للدراسات ميكولا سونهوروفكسي “بدأت المرحلة الثانية من الحرب، وهي مرحلة إحداث خسائر كبيرة في صفوف القوات الروسية”.

ويضيف “خسارة روسيا أكثر من 30% من قواتها سيسبب لها الألم، وسيدفعها -مع استمرار الدعم السياسي والعسكري الغربي لأوكرانيا- إلى الجنون باستخدام السلاح الكيمياوي أو حتى النووي، أو إلى البحث عن خيارات تصالحية تحفظ ماء وجه قيادتها بصورة ما”.

ولذلك، يرى سونهوروفكسي أن “هذا الألم لن يمنع بوتين من خوض معركة السيطرة على إقليم دونباس، لأنه ينشد فيها نصرا يغطي على الخسائر الكبيرة؛ والمعركة هناك ستكون حاسمة في مسار الحرب”.

للداخل الأوكراني والروسي

ويرى محللون عسكريون أن رسائل كييف تحمل معاني طمأنة إلى الداخل الأوكراني، وتحذيرات إلى داخل روسيا، من أن مشهد الحرب وتداعياتها لن يكون كما صُوّر لهم.

مواقع التواصل الاجتماعي في أوكرانيا “منتشية” -إن صح التعبير- باستهداف الطراد “موسكفا”، بين مشاركات وعبارات شكر وفخر وتأييد، ودعوات إلى المزيد.

يقول الصحفي والمراسل الحربي أركادي بابتشينكو إن “عنصر المفاجئة بحجم القدرات الدفاعية والهجومية أمر مهم لتعزيز تماسك صفوف الجيش الأوكراني أولا، وهذا ما عملت عليه أوكرانيا بشكل واضح منذ بداية الحرب”.

ويوضح “دفاعات أوكرانيا دمرت 70-80% من صواريخ العدو، وصواريخ جافلين وطائرات بيرقدار أرهقت آلياته ونظام دفاعاته الجوية، واليوم صاروخ نبتون يفعل فعلته. كل هذا يعزز الثقة في الداخل، ويدفع الروس -على مستوى المسؤولين والشعب- إلى التفكير مجددا في جدوى وتكلفة وتداعيات هذه الحرب”.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.