في آخر مباراة مونديالية يحتضنها ملعب “أحمد بن علي”، عانى منتخب الأرجنتين ليهزم أستراليا ويتأهل لربع نهائي مونديال قطر، ولكن الفرحة كانت كبيرة في المنطقة المختلطة من لاعبي “التانغو” وصحفيي بلادهم.

انتظروهم حتى ساعات الفجر الأولى ليخرجوا ويتحدثوا عن تأهلهم الصعب إلى هذا الدور، بعد أن خرجوا في مونديال روسيا من ثمن النهائي على يد فرنسا بطلة العالم.

آخر الواصلين كان النجم ليونيل ميسي الفائز بجائزة أفضل لاعب في المباراة للمرة الثانية في 4 مباريات، ومسجل الهدف الأول الذي تفوق فيه على مارادونا وأصبح رصيده من الأهداف المونديالية 9 مقابل 8 للأسطورة الراحل، ويتبقى له هدف واحد لكي يعادل رقم النجم السابق لمنتخب “ألباسيلستي” غابرييل باتيستوتا الذي سجل 10 أهداف مونديالية، كما أن هذا الهدف هو الأول في الأدوار الإقصائية في تاريخ مشاركاته بالمونديال.

وردا على سؤال عن المباراة وصعوبتها، يقول ميسي “هذه مباراة في كأس العالم، وبغض النظر عن اسم المنافس سنواجه مباراة صعبة، لأن الجميع يريد الفوز والتأهل للدور التالي، ففي الأدوار الإقصائية المهم أن تفوز وتواصل”.

وتابع “هناك منتخبات مرشحة بينها فرنسا وإسبانيا وإنجلترا لا تزال في سباق الفوز باللقب، وأنا متفاجئ من الخروج المبكر لمنتخب ألمانيا رغم أنه يمتلك جيلا شابا مميزا ومواهب كروية جيدة”.

وردا على سؤال للجزيرة نت -عبر صحفي أرجنتيني- عما إذا كانت الأرجنتين مرشحة للقب، قال ميسي “لسنا من بين المنتخبات المرشحة. نلعب كل مباراة بروحية النهائي ونحن من أفضل منتخبات العالم، وعلينا إظهار ذلك فوق أرضية الملعب ومواصلة تقديم الأداء وحصد النتائج الجيدة”.

وكشف أن المشاعر كانت مختلطة في الملعب، فبعد أن كنا “سعيدين ونقترب من حسم اللقاء بتسجيلنا الهدف الثاني، انقلب الأمر رأسا على عقب بعد تسجيل أستراليا هدف تقليص الفارق. المباراة كانت قاسية وصعبة وخاصة من الناحية البدنية، ولهذا نحتاج لأيام من الراحة والتعافي، لأننا لعبنا 4 مباريات صعبة في أيام معدودات”.

وعن احتفاله بمباراته الألف، أشار ميسي إلى اللاعبين، وقال “قدموا لي أجمل هدية بفوزنا في المباراة والتأهل لثمن النهائي”.

وختم نجم باريس سان جيرمان أنه واللاعبين “يشعرون أنهم عائلة واحدة، والجماهير تشعرنا وكأننا نلعب في بلادنا، عائلتي الصغير وأطفالي مثل باقي الشعب الأرجنتيني سعيدون بهذا الفوز والتأهل، وبات أطفالي يعلمون ماذا يعني كأس العالم والضغوط والإرهاق والتعب الذي أعاني منه في المباراة، وبعد كل مباراة أشرح لهم ماذا حصل في المباراة وكيف سارت الأمور”.

أما بطل اللقطة الأخيرة في المباراة والتي لو دخلت فيها الكرة المرمى لكانت قلبت المباراة رأسا على عقب، الحارس إيمليانو مارتينيز لاعب أستون فيلا، فأكد أنها “إحدى أهم التصديات في مسيرته، لأن الكرة لو هزت الشباك لكان سجل هدف التعادل وتغير مسار المباراة”.

واعتبر أن “المباراة كانت معقدة ولم تكن سهلة، وصنعنا الكثير من الفرص وسجلنا هدفين، والآن نتطلع إلى المباراة القادمة”.

بدوره تحدث رودريغو دي بول لاعب أتلتيكو مدريد عن مواجهة منتخب هولندا، معتبرا أنه فريق قوي ولديه لاعبون مهاريون من الطراز الأول ومدرب خبير، وأضاف “لدينا عدة أيام للراحة والتعافي، وهذا ما نحتاجه قبل خوض امتحان ربع النهائي”.

وعن غياب أنخيل دي ماريا عن مواجهة أستراليا، أجمع لاعبو الأرجنتين الذين تحدثوا للصحفيين أنه غير مصاب، وسيكون جاهزا لمواجهة هولندا، وأن غيابه كان تدبيرا احترازيا من قبل المدرب.

في المقابل، كشفت دموع اللاعب الأسترالي ميلوس ديجينيك والصحفيون الأستراليون الذين كانوا يتحدثون معه عن حجم المرارة وصعوبة الخروج بعد الأداء الجيد الذين قدموه أمام لاعبي الأرجنتين ونجمهم ميسي.

وقال للجزيرة نت “كنا قريبين جدا من التعادل، الدقائق الأخيرة من المباراة شهدت إضاعة فرصة ثمينة، ولكن هذه كرة القدم يمكن أن تهدر فرصا وتسجل من أنصاف الفرص”.

وتابع “في الشوط نجحنا في الحد من حركتهم ومنعناهم من صناعة أي فرصة أو تشكيل خطورة، ولم يكن هدفنا احتواء أو إيقاف ميسي بل الفريق كله واللعب ضدهم بندية، وكنا قريبين من تحقيق التعادل”.

وهناك لاعبان في الفريق الأسترالي لن يناما الليلة، هما غرانغ كول والحارس ماتيو راين. فالأول أهدر فرصة تسجيل هدف التعادل، والآخر تسبب في الهدف الثاني بعد أن أخطأ في تشتيت الكرة.

وبدا كول الشاب البالغ من العمر 21 عاما متأثرا جدا، وكان الجميع يحاول مواساته، وقال “كنت أريد أن أضعها في الشباك وأمنح بلادي هدف التعادل، ولكن الحارس تصدى لها، كانت لحظة قاسية لو سجلت الهدف لكانت المباراة انطلقت من نقطة الصفر”.

من جهته، اعتبر راين حارس كوبنهاغن الدانماركي -في حديث للجزيرة نت- أنها “لحظة حرجة وقاسية ولن أنساها، لأن الخطأ تسبب بالهدف الثاني الذي كان حاسما بالنتيجة. أخطأت وسأحاول أن أتعلم من هذا الخطأ، أتمنى أن تكون بلادنا وشعبنا وأطفالنا فخورين بنا، لأننا قدمنا كل ما لدينا ولم نبخل بأي شيء حتى نصل إلى هذه المرحلة”.

وعن إمكانية اللجوء أكثر للهجوم بدل الانكفاء واللعب بخطة دفاعية، قال راين إن “الخطط في كرة القدم والتكتيكات تتغير، فلو هاجمنا منذ البداية لكنا -ربما- تلقينا أهدافا مبكرة وحسمت المباراة. كنا نسيّر المباراة كما نريد قبل تسجيل الهدف الأول ومضاعفة النتيجة”.


المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.