وجهت روسيا اليوم الأربعاء إنذارا جديدا للمقاتلين الأوكرانيين الذين ما زالوا محاصرين في مدينة ماريوبول من أجل الاستسلام، بينما تعهدت الحكومات الغربية بتقديم مزيد من المساعدات العسكرية لكييف.

ويتقدم آلاف الجنود الروس المدعومين بقصف المدفعية والصواريخ في ما وصفه المسؤولون الأوكرانيون بمعركة دونباس.

وبعد انقضاء مهلة الإنذار السابقة للاستسلام ومع اقتراب منتصف ليل أمس، قالت وزارة الدفاع الروسية إنه لم يلق أي جندي أوكراني أسلحته وجددت المهلة، حيث تعهد القادة الأوكرانيون بعدم الاستسلام.

وقالت وزارة الدفاع الروسية إن “القوات المسلحة الروسية، انطلاقا من مبادئ إنسانية بحتة، تقترح مرة أخرى أن يوقف مقاتلو الكتائب القومية والمرتزقة الأجانب عملياتهم العسكرية ابتداء من الساعة الثانية ظهرا بتوقيت موسكو في 20 أبريل/نيسان ويلقوا السلاح”.

واتهم مسؤول روسي السلطات الأوكرانية بأنها سبب عدم خروج عسكرييها لأنها تخبرهم باستحالة إجلائهم، كما أنها لا تسمح بخروج المدنيين وتستخدمهم دروعا بشرية، وفق وصفه.

وأشار المسؤول الروسي إلى أن القوات الأوكرانية المتبقية في “آزوف ستال” مستعدة لتسليم سلاحها ولكن بإذن من كييف.

في المقابل، قال مستشار رئاسي أوكراني في ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء إن روسيا قصفت مصنع آزوفستال للصلب، المعقل الرئيسي المتبقي في ماريوبول، بقنابل خارقة للتحصينات.

وكتب المستشار ميخايلو بودولاك على تويتر “العالم يشاهد على الإنترنت قتل الأطفال ولا يحرك ساكنا”.

مساعدات عسكرية غربية جديدة

في غضون ذلك، قالت الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا إنها سترسل المزيد من أسلحة المدفعية إلى أوكرانيا.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي “سنواصل تزويدهم بالمزيد من الذخيرة، وسنقدم لهم المزيد من المساعدات العسكرية”، مضيفة أنه يجري الاستعداد لفرض عقوبات جديدة على روسيا.

وذكرت مصادر متعددة لرويترز أن من المتوقع أن يعلن الرئيس الأميركي جو بايدن عن حزمة مساعدات عسكرية جديدة بنفس حجم حزمة الأسبوع الماضي البالغة 800 مليون دولار في الأيام المقبلة.

بدورها قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أمس الثلاثاء إن شركاء أوكرانيا زودوها بطائرات عسكرية إضافية وقطع غيار لإصلاح أخرى في ترسانة كييف التي تضررت أو لا تعمل.

ولم يقدم المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي تفاصيل عن الدول التي قدمت طائرات، لكنه أقر بحدوث عمليات نقل جديدة، وقال إن أوكرانيا لديها طائرات مقاتلة قابلة للتشغيل أكثر مما كان عليه الأمر قبل أسبوعين.

وأعلنت إدارة بايدن الأسبوع الماضي عن مساعدات إضافية بقيمة 800 مليون دولار، ومن بينها أنظمة مدفعية وقذائف مدفعية وناقلات جنود مدرعة وزوارق دفاع ساحلي ذاتية القيادة، لتوسع نطاق العتاد الذي يتم إرساله إلى كييف ليشمل أنواعا جديدة من المعدات الثقيلة.

مناشدات للإجلاء

وعلى الصعيد الميداني، أفاد قيادي في قوة مشاة البحرية الأوكرانية التي تدافع عن آخر معقل للقوات الأوكرانية في مدينة ماريوبول المحاصرة “ربما نواجه أيامنا إن لم يكن ساعاتنا الأخيرة”، مناشدا في تسجيل مصور نشره على فيسبوك في وقت مبكر الأربعاء إخراجهم من المكان.

وقال سيرغي فولينا من لواء مشاة البحرية 36 المنفصل الذي يتحصن في مصنع آزوفستال الضخم والمحاصر من قبل القوات الروسية “العدو يفوقنا عددا بمعدل عشرة إلى واحد”.

وأضاف  في مقطع فيديو “نناشد ونلتمس من جميع زعماء العالم مساعدتنا”، متابعا “نطلب منهم استخدام إجراء إخراج القوات ونقلنا إلى منطقة تابعة لطرف ثالث”.

مرحلة عسكرية جديدة

وكان  وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أكد الثلاثاء انطلاق المرحلة التالية من العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وقال إن هذه المرحلة ستكون في غاية الأهمية.

كما أكد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن العمليات العسكرية الروسية تسير وفق الخطة الموضوعة.

واتهم خلال اجتماع عقده في وزارة الدفاع الروسية الولايات المتحدة ودولا غربية بمحاولة إطالة أمد العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا بزيادة إمداداتها من الأسلحة للنظام في كييف.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس عن استهداف 31 منشأة عسكرية أوكرانية. وقال الناطق باسمها إيغور كوناشينكوف إن القوات الروسية قتلت نحو 180 عسكريا أوكرانيا خلال ضربات صاروخية “عالية الدقة” استهدفت خلالها مواقع تمركزت فيها القوات والآليات العسكرية الأوكرانية.

ومن جهته، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى وقف القتال لمدة أربعة أيام لأسباب إنسانية في نهاية الأسبوع المقبل، عندما يحتفل المسيحيون الأرثوذكس بعيد القيامة، وذلك للسماح للمدنيين بالهروب وللمنظمات الأممية بتسليم المساعدات الإنسانية.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.