نشرت صحيفة “التايمز” (The Times) البريطانية تقريرا لمراسلها ماكسيم تاكر في أوكرانيا، حيث التقى شابة أوكرانية تدعى ديانا يميليانوفا، عمرها 20 عاما، أثناء تنقله في غرب البلاد، الوجهة الأخيرة التي استقرت فيها لإجراء أكثر من عملية جراحية في قدمها، واستمع إلى محنتها وسجلها في هذا التقرير.

وروت يميليانوفا للصحيفة حالة الرعب التي عاشتها هي وأسرتها من وابل الرصاص الذي أمطر سيارتهم وهم يحاولون الفرار من الجنود الروس المحاصرين لمدينتهم تشيرنيهيف منذ بداية الغزو لأكثر من شهر.

وتحكي الشابة الأوكرانية أن السيارة انحرفت إلى جانب الطريق ورأت والدتها وقد أصيبت في بطنها، وحاولت تضميدها، لكن جانبها كان ممزقا بالكامل واندلقت أمعاؤها ولم يكن هناك شيء لتضميدها ففارقت الحياة.

وأشار المراسل إلى أن الأسرة خلال فرارها كانت قد اعترضتهم 3 دبابات روسية أثناء محاولتهم الفرار من المدينة في التاسع من مارس/آذار الجاري. وعندما حطمت إحداها سيارتهم كان على يميليانوفا وزوجها الركض عبر حقل مفتوح للفرار.

وعندما وصلوا إلى الحقل التالي نظرت إلى قدمها ووجدت أنها فقدت أصبعين، ومع ذلك تمكنت من السير 3 كيلو مترات إلى أقرب مركز أوكراني. وتحكي أنها لم تشعر بأصبعيها وكأنها في حلم، إلى أن أصبحت في مأمن وبدأت تشعر بالكارثة وكيف ستعيش بدون والدتها.

ووفق التقرير فقد استطاع المسعفون إنقاذها ومعالجتها في المستشفى المحلي وأجريت لها عملية أخرى بتر فيها أصبعين قدم أخريين.

ومع ذلك لم تنته محنتها بعد، فبينما كانت تتعافى هناك تعرضت المدينة للقصف بالمدفعية الروسية وسقطت قرابة 25 قذيفة على المستشفى وحبست في الطابق الثالث مع الأطباء والممرضات، لكنها نجت بأعجوبة، وأصبحت المدينة مدمرة وبلا إنارة أو حرارة أو غاز.

وذكرت أنه قتل في عملية القصف 47 شخصا وهم ينتظرون في طابور الخبز في ميدان المدينة، الأمر الذي اعتبرته منظمة العفو الدولية جريمة حرب. وبالرغم من الدمار ظل المدافعون عن تشيرنيهيف صامدين، وتحملوا الهجوم الروسي طوال 32 يوما.

وذكر المراسل أن طريق الخروج الوحيد من المدينة هو المشي على الأقدام، وأولئك الذين يجازفون بمحاولة الفرار من المدينة المحاصرة يخاطرون بأن يلقوا نفس مصير يميليانوفا وأسرتها ولا يجدون من ينعيهم ويدفنهم دفنا يليق بالبشر.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.