كشفت وزارة الدفاع الروسية على لسان إيغور كوناشينكوف المتحدث باسمها ولأول مرة عن استخدام صواريخ كينجال الفرط صوتية ضد مواقع عسكرية أوكرانية.

ووفقا لتقرير نشر على موقع “لايف ساينس” (Live Science) أكد كوناشينكوف تدمير نحو 70 منشأة عسكرية أوكرانية خلال ساعات، بينها منظومات للدفاع الجوي.

“الخنجر” الأسرع من الصوت

تدعي روسيا أنها استخدمت صواريخ “كينجال” (Kinzhal) -واسمه يعني “خنجر” باللغة الروسية- الأسرع من الصوت لأول مرة، في غزوها لأوكرانيا، وربما ينذر هذا التطور العسكري بعصر جديد يمكن أن تهيمن فيه هذه الأسلحة فائقة السرعة على الحرب.

وأعلنت روسيا يوم السبت الماضي (19 مارس/آذار) أنها استخدمت نظام الصواريخ “كيه إتش-47 إم2 كينجال” (Kh-47M2 Kinzhal) لتدمير مستودع أسلحة في غرب أوكرانيا، وفقا لتقرير نشرته وكالة رويترز للأنباء نقلا عن وكالة الانباء الروسية إنترفاكس.

من ناحية أخرى، أفادت وكالة أنباء “تاس” (TASS) الروسية المملوكة للدولة في تقرير لها، بأن الصواريخ تم نشرها في مهمة قتالية “تجريبية” منذ عام 2017 مع سرب من طائرات “ميغ-31 كيه” (Mig-31K) المقاتلة في جنوب روسيا.

لكن تقرير “إنترفاكس” قال إن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها استخدام عائلة “كينجال” في القتال بأوكرانيا؛ ولم تعترف روسيا أبدا باستخدام الصواريخ في أي مكان آخر.

وقال كوناشينكوف المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، في إفادة صحفية، إن الصواريخ دمرت مستودعا تحت الأرض يضم صواريخ وذخائر طائرات أوكرانية.

وذكرت وزارة الدفاع الروسية أن “نظام كينجال الصاروخي بالصواريخ الباليستية التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، دمّر مستودعا كبيرا تحت الأرض يحتوي على صواريخ وذخائر جوية في قرية ديلاتين في منطقة إيفانو فرانكيفسك”.

صواريخ “كينجال” هي واحدة من عدة أسلحة عالية التقنية كشفت عنها روسيا في عام 2018 (ويكيميديا)

السلاح المثالي

صواريخ “كينجال” التي تفوق سرعتها سرعة الصوت هي واحدة من عدة أسلحة عالية التقنية كشفت عنها روسيا في عام 2018. وأطلق عليها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اسم “السلاح المثالي”، وقد تم نشرها حتى الآن على الطائرات الروسية، مثل “ميغ-31 كيه”.

وعادة ما تكون حمولتها التي تبلغ حوالي 480 كيلوغراما رأسا حربيا شديد الانفجار، ولكن يمكن أيضا تسليح صواريخ “كينجال” برؤوس حربية نووية من نفس الحجم -أي ما يعادل ما بين 100 و500 كيلو طن من مادة “تي إن تي” (TNT) المتفجرة.

وأفادت مصادر إعلامية روسية بأن صواريخ “كينجال” تنطلق بسرعة تصل إلى أكثر من 4 أضعاف سرعة الصوت 5 آلاف كيلومتر/ساعة بعد إطلاقها بفترة وجيزة، وبسرعة تصل إلى 12 ضعف سرعة الصوت 14800 كيلومتر/ساعة بمدى يصل إلى 3 آلاف كيلومتر.

الخبراء العسكريون يرون أن سرعة واختراق صواريخ “كينجال” يشكلان تهديدا خاصا (يوتيوب)

ويعتبر “كينجال” صاروخ “فرط صوتي”، أي أسرع من “ماخ 5″، أو 5 أضعاف سرعة الصوت، وتصبح التغييرات الفيزيائية في تدفق الهواء الأسرع من الصوت مهمة في مثل هذه السرعات، وبالتالي فهي تمثل نظاما صعبا لمهندسي الفضاء.

الفكرة وراء التصميم هي أن صواريخ “كينجال” تتحرك بسرعة كبيرة بحيث يكاد يكون من المستحيل تعقبها واعتراضها. ويقال أيضا إنها تقوم بمناورات حادة أثناء الطيران بسرعات تفوق سرعة الصوت تمكنها من تجنب دفاعات صواريخ العدو.

كما أن السرعة العالية جدا للصواريخ تجعلها أكثر قدرة على اختراق الأهداف المدرعة بشدة، مثل مستودع الأسلحة تحت الأرض في غرب أوكرانيا الذي يُقال إنه هدف الضربة الأخيرة.

تغيير ميزان القوى بشكل جذري

تقوم العديد من الدول بتطوير صواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت، بما في ذلك الولايات المتحدة والصين. لكن يبدو أن الصواريخ الصينية التي تفوق سرعتها سرعة الصوت تجريبية، ولا تخطط الولايات المتحدة لنشر صواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت قبل عام 2023، حسبما أفادت جمعية الحد من التسلح.

ويمكن للصواريخ الروسية التي تفوق سرعتها سرعة الصوت أن تغير بشكل جذري ميزان القوى في المحيط الهادي، وفقا لمقال نُشر عام 2018 في مجلة “ذا ديبلومات” (The Diplomat).

الميزة الرئيسية لاستعمال صواريخ “كينجال” في الأزمة الأوكرانية ربما تكون الحرب النفسية (يوتيوب)

بينما يبدو أن الصواريخ الصينية التي تطلق من الجو وتفوق سرعتها سرعة الصوت مصممةٌ لمهاجمة حاملات الطائرات في بحر جنوب الصين والشرقي أيضا، فإن صواريخ “كينجال” الروسية تشكل تهديدا كبيرا لأنها أكبر وتنتقل بسرعات أعلى، مما يعني أن طاقتها الحركية وحدها، بغض النظر عن رؤوسها الحربية، يمكن أن تكون قوية بما يكفي لتعطيل أو تدمير السفن الحربية الكبرى.

ويشير المقال إلى أنه إذا تم نشر صواريخ “كينجال” في منطقة الشرق الأقصى لروسيا، فقد تكون لها “تداعيات مهمة على توازن القوى في المحيط الهادي”، من خلال السماح للطائرات الروسية باستهداف السفن الحربية الأميركية التي تصل إلى 3500 كيلومتر من سواحلها.

ويرى الخبراء العسكريون أن سرعة واختراق صواريخ “كينجال” تشكل تهديدا خاصا؛ لكن المحلل والصحفي العسكري الروسي بافيل فيلجنهاور قال لشبكة يورونيوز بعد الهجوم الأخير “في الأساس، لا يغير ذلك ساحة المعركة، لكن له بالتأكيد تأثير من حيث الدعاية النفسية، لإخافة الجميع”.

المصدر : رويترز + لايف ساينس + مواقع إلكترونية

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.