بعد موافقة تركيا أخيرا على إحالة طلب السويد الانضمام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) إلى البرلمان للتصديق عليه، تساءل متتبعون عن الاستفادة الإستراتيجية التي ستتحقق للحلف من وراء هذه الخطوة.

وقالت مجلة لوبوان (Le Point) الفرنسية -في تقرير لها- إن استفادة السويد من الانضمام للناتو واضحة، إذ ستدخل ضمن الحماية النووية للناتو، بحسب ما تنص عليه المادة الخامسة من ميثاق الحلف، والتي عززتها المادة 42 من اتفاقية لشبونة الأوروبية. وتساءلت في المقابل: ما الذي سيستفيده الحلف من انضمام السويد؟

ونقلت المجلة عن جان بيير مولني المدير العام المساعد لمعهد العلاقات الدولية والإستراتيجية، قوله إن السويد وعلى الرغم من أنها كانت دولة “محايدة”، فإنها تشتهر بصناعتها المتطورة في مجال الأسلحة، كما تصل ميزانيتها في الدفاع إلى 9 مليارات يورو.

نقاط قوة

وتخصص السويد 1.3% من ناتجها المحلي الإجمالي للدفاع، مقابل 2% بالنسبة لأعضاء الحلف، ومن أهم صناعاتها العسكرية مقاتلات غريبن (Gripen) والغواصات.

وتشارك السويد -منذ تسعينيات القرن الماضي- في مهام عسكرية وتدريبات مشتركة مع قوات الناتو، وقد قويت العلاقات بين الجانبين بشكل كبير منذ سيطرة روسيا على شبه جزيرة القرم عام 2014.

وبحسب لوبوان، فإن دمج السويد يسمح بالسيطرة على بحر البلطيق، حيث أصبحت جميع البلدان المشاطئة -باستثناء روسيا- أعضاء في الناتو.

كما تضمن السويد وفنلندا الوصول إلى “الشمال الكبير”، نظرا لأنهما يقابلان شبه جزيرة “كولا” حيث يتمركز جزء من الأسطول الروسي.

عمق إستراتيجي

وتضيف المجلة أن قبول انضمام السويد كان خبرا سعيدا لكل من ليتوانيا وإستونيا، لأنهما كانتا شبه معزولتين عن دول الحلف. وصرحت الباحثة السياسية إميلي زيما للوبوان بأن دخول دول السويد وفنلندا للناتو يعطي الحلف عمقا إستراتيجيا مهما يزيد من عزلة روسيا.

لكن تقرير لوبوان أشار إلى وجود شكوك حول استمرار انضمام السويد لحلف الناتو بعد نهاية حرب أوكرانيا، إذ إنها ظلت منذ 200 عام محافظة على عقيدة الحياد، وبعد اندلاع حرب أوكرانيا تراوحت نسبة السويديين الراغبين في الانضمام للناتو ما بين 33% و55%، مما جعل محللين يتساءلون عن مصير هذا الانضمام إذا ما انتهت الحرب وعادت المياه إلى مجاريها.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.