غازي عنتاب- يتجمعون حول الحطب للتدفئة، مرابطين في أماكنهم، أعينهم لا تفارق عمال الإنقاذ باحثين عن أمل بسيط في الوصول إلى ذويهم أحياء أو حتى جثثا. يقضون ساعاتهم إما في العراء أو داخل خيام الإغاثة أو في سياراتهم التي أصبحت -على صغرها- بمثابة منازل متنقلة لهم.

هكذا يقضي الآلاف من الأهالي ممن انهارت البيوت على رؤوس ذويهم يومهم، لحظات ترقب بين الفينة والأخرى، مع طلب فرق الإنقاذ الصمت التام وإيقاف كافة المعدات لمحاولة الإنصات لأي أصوات لعالقين تحت الأنقاض.

توجهت الجزيرة نت لمنطقة “الشهيد كامل” في غازي عنتاب، والتي شهدت سقوط 5 بنايات كبيرة، وفي حين تُطوّق الشرطة المكان، تعمل فرق الإنقاذ -بمساعدة المتطوعين- بشكل دائم على أمل الوصول إلى عالقين أحياء تحت الأنقاض.

ومع إعلان فرق الإنقاذ الوصول إلى 3 عالقين ما زالوا أحياء، يترقب الجميع لمعرفة هوياتهم، لعل النبأ السار يأتي ويكون أحد الناجين قريبا لهذا أو لذاك.

آمال تتراجع

تقول إيبرو إشليك (45 عاما) للجزيرة نت “ننتظر أي معلومة عن زوجة عمي وابن عمي الموجودين تحت الأنقاض حتى اللحظة، لا نعلم إن كانوا أحياء أم لا؟ هناك أمل في أن يخرجوا أحياء خاصة أن البناء لم يسقط بشكل عمودي”.

وتشير إشليك إلى أن الوضع في المدينة أصبح صعبا للغاية “تركنا منازلنا خشية سقوطها”.

وبعد أن تم استخراج عائلة صهره من تحت الركام، يقف رمضان أوزكان (59 عاما) أمام الأنقاض يتأمل اللحظات العصيبة التي عاشها هو وعائلته.

ويقول للجزيرة نت “نبيت في محال خاصة بنا.. وفي الصباح نأتي إلى هنا لنعرف مصير أصدقائي وجيراني الذين ما زالوا تحت الأنقاض”.

يُذكر أن وزير البيئة والإسكان التركي مراد قوروم قال -في تصريحات صحفية- إن أعمال البحث والإنقاذ ما زالت مستمرة في 108 مبان في غازي عنتاب وحدها، ويصل إجمالي عدد الموظفين وعمال الإنقاذ بالمدينة لنحو 17 ألف عامل.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.
مشاعل السالم

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.