بعد أسابيع من التسريبات والتقارير التي ترصد تطور المفاوضات، أعلن مانشستر يونايتد التعاقد مع المدرب الهولندي إيريك تن هاغ لقيادة الفريق حتى 2025، وهو ما يثير تساؤلات بشأن المشوار التدريبي للمدرب الهولندي، ومدى قدرته على استعادة أمجاد النادي الإنجليزي العريق.

وعين يونايتد تن هاغ مدربا جديدا له اليوم الخميس ليترك أياكس أمستردام، بعد أن أصبح واحدا من أنجح المدربين في تاريخ النادي الهولندي.

وخلال 4 مواسم ونصف مع أياكس، فاز تن هاغ بـ5 ألقاب ليحفر اسمه بين أفضل 5 مدربين في تاريخ النادي، لكن الأرقام التي حققها هي الأكثر إثارة للإعجاب.

وقاد تن هاغ (52 عاما) أياكس في 138 مباراة في الدوري الهولندي، وفاز في 109 مباريات، وتجرع 16 هزيمة فقط. وخلال هذه الفترة هز الفريق الشباك 409 مرات، في حين استقبلت شباكه 109 أهداف.

لكن الأرقام المذهلة طغت عليها دراما مسيرة النادي إلى الدور نصف النهائي لدوري أبطال أوروبا في موسم 2018-2019 عندما صعد الفريق من الأدوار التمهيدية ليهزم ريال مدريد ويوفنتوس، قبل أن يخسر في قبل النهائي بهدف في الرمق الأخير أمام توتنهام.

ولعبت هذه الفترة الرائعة دورا في تشكيل سمعة تن هاغ، الذي يشتهر بنهجه الهجومي المغامر مع الانضباط التكتيكي وقدرته الكبيرة على تطوير اللاعبين الشبان الذين انضم بعضهم لاحقا لأندية أوروبية كبرى.

أداء يقترب من الكمال

ووصف تن هاغ فوز فريقه على مضيفه ريال مدريد 4-1 في ثمن النهائي وقتها بأنه “عرض يقترب من الكمال”.

وأوضح مانشستر يونايتد السبب الجوهري وراء تعيين تن هاغ، وقال مدير الكرة في يونايتد جون مورتو اليوم الخميس “خلال السنوات الأربع الأخيرة التي أمضاها مع أياكس أمستردام أثبت إيريك أنه واحد من أفضل وأنجح المدربين على المستوى الأوروبي من خلال الأداء الهجومي الجذاب لفريقه والتزامه بتطوير العناصر الشابة”.

وفاز أياكس هذا الموسم بجميع المباريات الست في دور المجموعات بدوري أبطال أوروبا، لكنه خرج بشكل مفاجئ على يد بنفيكا من ثمن النهائي.

والأحد الماضي خسر أيضا نهائي كأس هولندا أمام إيندهوفن، مما أضعف إحصاءات تن هاغ المثيرة للإعجاب.

لكن مع تقدم الفريق بفارق 4 نقاط على أقرب مطارديه على صدارة الدوري الهولندي يقترب أياكس من الفوز بلقب الدوري مرة أخرى هذا الموسم، ليمنح تن هاغ أفضل هدية وداع.

خبرات تن هاغ التدريبية

بدأ تن هاغ مشواره التدريبي بعد اعتزال اللعب في سن 32 عاما عقب 10 سنوات قضاها مع نادي تفينتي الهولندي، وسنوات أخرى في أندية مثل ولفيك وأولتريخت.

وبعد تجربة مع فرق الشباب، التحق تن هاغ بالجهاز الفني للفريق الأول بنادي تفينتي، وأثار إعجاب المدرب ستيف مكلارين.

وتحدث مكلارين عن تجربته مع المدرب الشاب، وقال “بعد يوم من تعييني لتدريب الفريق وصل إلى مقر التدريبات وهو يحمل ملفا يتضمن خطة تفصيلية للتدريبات خلال الأسابيع الست الأولى لبداية الموسم، ولم أشهد شيئا مماثلا من قبل”.

وأشار إلى أن تن هاغ يمتلك قدرات مبهرة على تحليل المباريات، وأضاف “كنت أعتقد أنني أعرف كرة القدم، ولكن بعد تلك الفترة التي عشتها معه أدركت أنني لا أعلم شيئا عن الكرة؛ إنه يملك قدرة على مشاهدة أشياء خلال المباريات لا يلاحظها الآخرون”.

بعد إعادة فريق إيغلز إلى الدرجة الأولى في موسمه الأول كمدرب رئيسي في 2013، فاجأ تن هاغ الجميع بالموافقة على تدريب الفريق الثاني لبايرن ميونخ في الدرجة الرابعة الألمانية.

وتزامن تواجده مع تولي بيب غوارديولا في قيادة الفريق الأول لبايرن ميونخ، وهو ما أتاح له فرصة امتدت عامين شارك فيها المدرب الإسباني الهوس حول الخطط التكتيكية وتفاصيل العمل اليومي في التدريبات.

وقال تن هاغ في مقابلة سابقة “يمكن أن يسير 100 شيء على ما يرام، وإذا فشل شيء واحد فهذا ما سيتذكره الناس”. في إشارة إلى الحرص الصارم على التفوق في كافة التفاصيل.

مهمة معقدة مع مانشستر يونايتد

المدرب الهولندي الشهير بهدوئه داخل الملعب وخارجه، يعتقد البعض أنه يحقق المزيج المثالي بين صرامة لويس فان غال وجوزيه مورينيو ومتطلباتهما، والإدارة “الناعمة” لأولي غونر سولشكاير؛ أسلافه في تدريب مانشستر يونايتد.

وسيكون المدرب الجديد “للشياطين الحمر” أمام مهمة معقدة في ظل رحيل عدد كبير من اللاعبين بسب انتهاء عقودهم أو تراجع مستواهم الفني، وسيجد نفسه مطالبا بوضع خطة تعاقدات تغطي نقائص الفريق.

وإضافة إلى ذلك، يجد تن هاغ نفسه أمام لاعبين بمزاج متقلب وهش، مثل ماركوس راشفورد وجادون سانشو، ولاعبين لا يناسبون فلسفته القائمة على اللعب بضغط مكثف مثل النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، الذي تقدم في السن ولا يمكنه المشاركة بجهد بدني كبير طوال فترات المباراة.

غير أن ما يبعث على التفاؤل لدى مشجعي مانشستر يونايتد هو قدرة تن هاغ على تطوير المواهب الشابة وإعادة إحياء مسيرة لاعبين من أصحاب الخبرة مثل دوسان تاديتش أو دالي بليند أو سيباستيان هالر.

في مقابلة عام 2017، قال تن هاغ “النجاح يأتي سيرا على الأقدام، ولكن يمكن أن يهرب على ظهور الخيل”، وهي عبارة تصلح لمشواره المرتقب مع مانشستر يونايتد، فالمدرب الهولندي مقتنع أن نتائج العمل قد تستغرق وقتا للظهور، ولكنه يدرك أيضا أنه يعمل في مجال متقلب قد تتطور فيه الأمور سلبا أو إيجابا في فترات قصيرة من الزمن.


المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.