نجا رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون -الاثنين 6 يونيو/حزيران 2022- من تصويت لسحب الثقة داخل حزب المحافظين الحاكم، بعد أن أثار 54 من نواب الحزب فضيحة “بارتي غيت” (Partygate) المتعلقة بانتهاك القيود الخاصة بفيروس كورونا.

وعلى مدى أشهر، قاوم جونسون الدعوات لاستقالته بعد ما بات أول رئيس لوزراء بريطانيا يخرق القانون وهو في منصبه، حيث حضر تجمّعات أقيمت داخل مقرّ الحكومة البريطانية (داوننغ ستريت) إبان فرض الإجراءات الاحترازية لمواجهة تفشي فيروس كورونا.

المولد والنشأة

  • 19 يونيو/حزيران 1964: ولد بوريس جونسون في مدينة نيويورك لأبوين بريطانيين من الطبقة العليا المتوسطة الثراء، مما منحه الجنسية البريطانية والأميركية معا.
  • والده ستانلي جونسون كان طالب اقتصاد في جامعة كولومبيا، وعمل في وظيفة بالبنك الدولي في واشنطن، ثم انتقل إلى وظيفة مع لجنة سياسة تعمل على السيطرة على حجم السكان.
  • عام 1969: انتقلت الأسرة إلى مايدا فالي غرب لندن، حيث بدأ ستانلي أبحاث ما بعد الدكتوراه في كلية لندن للاقتصاد.
  • والدة جونسون هي شارلوت فوسيت، فنانة من عائلة من المثقفين الليبراليين، تزوجت من ستانلي عام 1963 قبل انتقالهم إلى الولايات المتحدة.
  • جده لأمه المحامي السير جيمس فوسيت، وجده الأكبر لوالده هو الشركسي التركي الصحفي علي كمال بك الذي كان مسلمًا علمانيًا، وله من جانب والده أصول تعود إلى الإنجليز والفرنسيين، وتصل إلى أحفاد جورج الثاني ملك بريطانيا العظمى.
  • درس الابتدائية في بريمروز هيل، والتحق بالمدرسة الأوروبية في بروكسل، ثم كلية إيتون وكلية باليول في جامعة أكسفورد.
  • عام 1986: تم انتخابه رئيسًا لاتحاد الطلبة في جامعة أكسفورد.
  • تخلى بوريس عن كاثوليكية والدته وأصبح أنجليكانيًا، وانضم إلى كنيسة إنجلترا.
  • سبتمبر/أيلول 1987: تزوج جونسون من موستين أوين.

حياته الصحفية

  • عام 1988: بدأ حياته المهنية في الصحافة في صحيفة التايمز (The Times)، لكنه نشر مقالا نقل خلاله اقتباسا عن كولن لوكاس قال فيه “يقول الأستاذ الجامعي كولن لوكاس إن الملك إدوارد الثاني عاش مرحلة من الفجور مع المثلي بيرس غافيستون في قصر شيد عام 1325″، غير أن هذا المقال تضمن مشكلتين: الأولى أن غافيستون أعدم عام 1312، فمن المستحيل أن نجده في قصر بعد ذلك بـ13 عاما، والمشكلة الثانية هي أن كولن لوكاس لم يدل أبدا بهذا الكلام.
  • في أعقاب ذلك، أنهت الصحيفة عمل جونسون لأنه اختلق الاقتباس، رغم نفيه أن يكون فعل ذلك.
  • غير أن جونسون الملقب بـ”بوجو” والذي كان خريجا جامعيا جديدا، انتقل إلى العمل في صحيفة “تلغراف” (The Daily Telegraph)، وأصبح مراسلا لها في بروكسل، حيث عمد إلى تغطية عمل المفوضية الأوروبية بكثير من المبالغة والفوضى، من خلال الإضاءة على أكثر الأمور غرابة في المؤسسات الأوروبية، مثل حجم النقانق والمراحيض.
  • فبراير/شباط 1990: تركته زوجته بعد عدة محاولات للمصالحة، وتم الطلاق في أبريل/نيسان 1993.
  • مايو/أيار 1993: تزوّج من صديقة الطفولة مارينا ويلر في هورشام في ساسكس، وأنجبت ابنة بعد فترة وجيزة.
  • عام 1994: أصبح مساعد محرر في صحيفة التلغراف.
  • عام 1999: غادر التلغراف ليصبح محررًا في مجلة “السبيكتاتور” (The Spectator)، وهو الموقع الذي بقي يشغله إلى عام 2005.

نائب في البرلمان

  • عام 2001: انتخب نائبا في البرلمان عن منطقة هينلي، حتى عام 2008.
  • عام 2004: عند سؤاله عن علاقته خارج الزواج مع بيترونيلا وايت الصحفية في مجلة “السبيكتاتور”، أجاب جونسون -الذي كان رئيسا لتحرير المجلة- إن هذا الكلام “هراء”.
  • كان جونسون -الرجل المتزوج والأب لأربعة أطفال حينها- يمثل أملا كبيرا بالنسبة لحزب المحافظين.
  • لكن والدة الصحفية كشفت حينها أن ابنتها كانت حاملا وأجهضت. وأمام انفضاح كذبه في هذه القضية، استبعد جونسون حينها من قيادة حزب المحافظين.
  • لكن متحدثا باسم المحافظين اعتبر يومها أن “أيامه (جونسون) في السياسة لم تنتهِ بعد”.
  • 16 يوليو/تموزر 2005: كتب مقالا في مجلة الشاهد -عقب الهجمات الانتحارية في لندن- ينتقد المسلمين، لذا اتهمه البعض بأنه معاد للإسلام والمسلمين.
  • تعددت تصريحات جونسون المسيئة للإسلام، وقد قال في إحدى المرات إن العقيدة الإسلامية “غريبة وغير جذابة”، كما شبّه المسلمات اللائي يرتدين البرقع بـ”لصوص البنوك”.
  • عام 2008: أصبح عمدة لمدينة لندن حتى عام 2016.
  • أبدى بوريس جونسون إعجابه بأسلوب تعامل الرئيس الأميركي دونالد ترامب (2017-2020) مع الشؤون السياسية، وأضاف مازحا أنه يريد أن تتاح له الفرصة لاستخدام تويتر كثيرا مثلما يفعل ترامب.
  • قال جونسون المعروف بأداء دبلوماسي لا يخلو من زلات اللسان: “في الحقيقة أعتقد أن النهج الذي اتبعه دونالد ترامب في السياسة أثار خيال الناس في أنحاء العالم”.
  • وصف نفسه بأنه صهيوني حتى النخاع، ونقل عنه موقع ديبكا الاستخباراتي الإسرائيلي قوله إنه صهيوني متحمس، وإن إسرائيل هي البلد العظيم الذي يحبّه.

تيار البريكست

  • كان بوريس جونسون أحد أهم مهندسي فوز تيار البريكست في الاستفتاء الذي جرى في يونيو/حزيران 2016، وما زال يستمد إلى اليوم عبره جزءا كبيرا من شعبيته.
  • كان بوريس جونسون وزيرا لخارجية بريطانيا منذ أكثر من سنة في أواخر عام 2017، حين ارتكب هفوة في قضية المواطنة البريطانية الإيرانية نازانين زغاري راتكليف، المحتجزة في إيران والمتهمة بالمشاركة في تظاهرات ضد نظام الجمهورية الإسلامية.
  • أعلن الوزير أمام لجنة برلمانية حينها أن زغاري راتكليف كانت تقوم بتدريب صحفيين عند توقيفها في أبريل/نيسان 2016، معززا تهم طهران ضدها، في وقت كان يؤكد فيه أقرباؤها أنها كانت في إجازة.
  • تراجع بوريس جونسون عن هذه التصريحات، لكن ذلك لم يجنبه دعوة كثيرين له إلى الاستقالة.

تهمة الكذب

  • كتبت العبارة الآتية بالأحرف العريضة على حافلة جالت البلاد خلال حملة استفتاء 23 يونيو/حزيران 2016: “ندفع كل أسبوع 350 مليون جنيه للاتحاد الأوروبي، الأجدى أن تذهب هذه الأموال إلى نظام الرعاية الصحية”.
  • اعتبر بوريس جونسون أن القيمة المقدرة لتلك الأموال “معقولة”، مؤكدا أن الخروج من الاتحاد الأوروبي يسمح “باستعادة السيطرة” على هذه المبالغ.
  • لكن بحسب بيانات المفوضية الأوروبية، ارتفعت قيمة الفاتورة التي تدفعها المملكة المتحدة أسبوعيا إلى الاتحاد الأوروبي إلى 135 مليون جنيه إسترليني بين عامي 2010 و2014، أي أدنى بمرتين ونصف المرة مما أكده جونسون.
  • بحسب السياسي نايجل فاراج الموصوف بأنه شعبوي وأحد أكثر مؤيدي البريكست تطرفا، فإن تلك التقديرات الخاطئة للأموال هي “خطأ المسؤولين عن الحملة الانتخابية”.
  • لوحق جونسون قضائيا بتهمة الكذب بسبب تأكيده لهذه الحسابات العشوائية، وانتهى الأمر بإسقاط محكمة لندن العليا تلك التهم، وأيدت دفاع جونسون بأن “دوافعها سياسية”.
  • حين كان رئيس بلدية، اشترى جونسون من ألمانيا 3 مركبات مزودة بخراطيم مياه لتجهيز الشرطة البريطانية بها، بثمن فاق 300 ألف جنيه إسترليني. ولأنها لم تستخدم أبدا، أعيد بيعها مقابل ثمن أدنى بثلاثين مرة من ثمنها الأساسي.
  • طرح جونسون فكرة وصفت بالمغرية، وتتمثل في إقامة جسر-حديقة بين ضفتي نهر التايمز: 366 مترا من الأشجار والزهور، وصفها جونسون “بواحة الهدوء المذهلة” في وسط لندن حين كان رئيسا لبلدية المدينة عام 2014.
  • لكن المشروع انهار بسبب ملف التمويل الذي لم يدرس بشكل جيد. وبعدما قدم بداية على أنه “هدية” للندنيين يمول من مساهمات مالية خاصة، تبين أنه يكلف في النهاية دافعي الضرائب البريطانيين ملايين الجنيهات لو تم إنجازه، وقرر خلفه صادق خان (عام 2017) وقف المشروع بعد أن تبين أنه مكلف جدا.
  • 13 يوليو/تموز 2016: اختارته رئيسة وزراء بريطانيا المستقيلة تيريزا ماي وزيرا للخارجية في حكومتها الجديدة التي أعقبت استقالة سلفها ديفد كاميرون.
  • 23 يوليو/تموز 2019: فاز وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون بزعامة حزب المحافظين الحاكم في بريطانيا، خلفا لرئيسة الوزراء تيريزا ماي.
  • 6 نوفمبر/تشرين الثاني 2019: قدّم استقالته للملكة في قصر باكنغهام، وطلب السماح بحل البرلمان تمهيدا لخوض الانتخابات.
  • 12 ديسمبر/كانون الأول 2019: أجريت الانتخابات العامة، حيث حصل حزب المحافظين على 365 مقعدا بنسبة 43.6%، بينما حصل حزب العمال بقيادة جيرمي كوربين على 202 مقعد بنسبة 32.1%.
  • لم يخل عمل بوريس جونسون السياسي من الكتابة الصحفية وتأليف الكتب، ومنها “الأصدقاء، الناخبون، المواطنون” (Friends, Voters, Countrymen) و”عامل تشرشل” (The Churchill Factor).

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.