|

إذا كان اهتمامك بالاستثمار في البتكوين أو باقي العملات المشفرة يشوبه الخوف من الخسارة، فتريث قليلا وقم ببعض البحث.

في تقريره الذي نشره موقع “كيبلينغر” (kiplinger) الأميركي، قال تيموثي بارات -وهو مستشار ونائب رئيس شركة “أرجنت تراست كومباني” (Argent Trust Company)- إن هناك فئات تضيف -عندما يتعلق الأمر بالاستثمار في العملات المشفرة- عملات مشفرة معينة “أكثر أمانًا” إلى محافظهم الاستثمارية، وبالنسبة لهذه الفئة فإن اختيار شراء العملات المشفرة والاحتفاظ بها يعتمد على مبدأ التخوّف من الخسارة، أو مبدأ الحيطة والحذر، وفي هذه الحالة يمكن تشبيه احتمال المخاطرة أو الربح بلعبة يانصيب.

أما الفئات الأخرى من المستثمرين، فتقوم بإجراء أبحاث مكثّفة في بعض الأحيان، وتخلص إلى أن العملات المشفرة قد تكون إما مخطط “بونزي” الذي يعتمد على التدفق المستمر لعدد أكبر من المخاطرين، أو طريقة مضمونة للثراء إذا التزمت بها، أو قد تكون مستقبل التبادلات المالية عندما يحل التشفير في النهاية محل العملات الورقية مثل الدولار الأميركي المدعوم بنظام مصرفي فدرالي مركزي. وهم يعتقدون أن العملات المشفرة ستوفر معاملات مالية لامركزية تحرر المستثمرين من عمليات التلاعب بالعملات، وستحدث ثورة في الخصوصية والأمان في العديد من الاستخدامات.

وفي ما يلي توضيح مُبسّط لأكثر المسائل المتعلقة بالعملات المشفرة حتى تتمكن من تحديد إجابة عن السؤال الأكثر أهمية: هل الاستثمار في العملات المشفرة يستحق وقتك وأموالك؟

فهم الأساسيات

هناك 3 طرق للحصول على العملات المشفرة:

1- بعد فتح حساب عبر الإنترنت، يمكنك الاختيار من بين عدد مذهل من العملات المشفرة وشراؤها من خلال بورصة مخصصة لذلك.

في الواقع، سيبدو التعامل مشابهًا جدًا لأي أوراق مالية أخرى، ويكمن الفرق في أن سوق هذه العملات لا يغلق أبدًا، وأن الأسعار شديدة التقلب وغير جديرة بالثقة على الإطلاق.

2- بإمكانك إنشاء “محفظة” للعملات المشفرة التي تشتريها من شخص آخر باستخدام واحدة من العديد من نقاط الوصول عبر شبكة “من شخص لشخص آخر” (P2P)، غير أن هذا النوع من الملكية ينطوي على مخاطر أكبر مثل التلاعب بالأسعار والمحتالين والافتقار التام للخصوصية، ولكنه في المقابل يوفر البيئة الرأسمالية الحرة التي وعد بها التبادل غير المنظم واللامركزي.

3- بإمكانك امتلاك عملاتك الخاصة من خلال ما يعرف بـ”تعدين العملة المشفرة”.

حدود التشفير

رغم القصص المتداولة حول عدد قليل من البلدان وتجار التجزئة الذين يتعاملون بالعملات المشفرة، فإنه لا يمكن الآن استبدال العملة المشفرة إلا بالعملة الورقية الفعلية أو الأصول الرقمية الأخرى في شكل رموز غير قابلة للاستبدال (NFT).

تكمن المشكلة في أننا بعيدون جدًا عن إرساء ثقة السوق في قيمة واستقرار العملة المشفرة اللازمين لاستخدامها في شراء السلع والخدمات كبديل للنقود الورقية.

بعبارة أخرى، لا يوجد سبب للاعتقاد بأن العملات المشفرة -وإن كانت متداولة على نطاق واسع- ستحقق استقرار الأسعار اللازم لقبولها من قبل البائعين لأنه لا توجد حتى اليوم سوق للتبادل المباشر للعملات المشفرة، بل تعتمد عمليات الشراء أولا على تحويل العملة المشفرة إلى عملات ورقية.

وفي ما يتعلق بأسعار العملات المشفرة فإنها متقلّبة، غير أن هذا التقلّب غير مرتبط بأي توقعات لاستخدامها كعملة، إنما ناتج عن تكهنات وتوقعات مالكي هذه العملات، وذلك ما يُرسّخ الاعتقاد لدى البعض بأن العملة المشفرة هي مخطط “بونزي” تُغذيّه قصص البائعين الذين يستفيدون من تقلبات الأسعار الهائلة التي تحدث عندما ينخرط مستثمرون مشهورون ومليارديرات في عروض ترويجية أو كلما تم تحديد رقم قياسي جديد لشراء العملات الرقمية المشفرة. وتبقى الطريقة الوحيدة لكسب المال من العملات المشفرة هي البيع عندما يكون الإقبال على الشراء كبيرًا.

صعود الرموز غير القابلة للاستبدال (NFT)

تستخدم البلوكشين لإنشاء الرموز غير القابلة للاستبدال. ويمكن أن تكون هذه الرموز صورة بصيغة “جيه بي إي جي” (JPEG) أو ملف فيديو أو ملف نصي (مثل عقد أو صك ملكية) أو أي عدد من الملفات الرقمية الأخرى التي يُفترض أنها غير قابلة للتغيير، وهي مرتبطة إلى الأبد بمكانها في البلوكشين.

لكن الرمز غير القابل للاستبدال له قيمة واحدة للتبادل، ويكون إما مقابل رمز آخر أو عملات مشفرة. فعلى سبيل المثال، إذا اشتريت رمزا غير قابل للاستبدال مقابل بتكوين واحدة اليوم، فيمكن للبائع بيع تلك العملة فورًا مقابل الدولار أو الاحتفاظ بها على أمل ارتفاع سعرها في وقت لاحق.

الغرب المتوحش

لا يعني هذا أن العملة المشفرة كاستثمار أو كطريقة للتبادل سيتم الاستغناء عنها. وتعد تقنية البلوكشين تقدمًا مذهلا في مجال أمن وفائدة تبادل المعلومات، ومن المؤكد أن الاستثمار في الأصول البديلة الأكثر مضاربة هو جزء مناسب من محفظة متنوعة. لكن ما نعيشه في مجال العملات المشفرة اليوم أشبه “بالغرب المتوحش”، ومثلما قام أصحاب المنازل الجريئون في الماضي بتتبع مسارات المستكشفين في الغرب الأميركي القديم، يجب على المرء أن يأخذ بعين الاعتبار المخاطر الكامنة المحتملة.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.