تظهر الطائرات المسيّرة في الكثير من الحروب والصراعات المسلحة كسلاح غير مكلف وفعّال، قد لا يؤدي إلى كسب الحروب بصفة نهائية في ظل تفاوت الموازين العسكرية، لكنه يعد سلاحا رادعا ومربكا للعدو.

ومع كسر احتكاره عالميا -كما تظهر النزاعات الأخيرة- تسعى القوى العظمى لتطويره ليصبح سلاحا خارقا وحاسما، كما نشأت مخاوف من كونه سلاحا مشاعا ومنفلتا وخطيرا.

قبل حرب أوكرانيا، لم تكن الطائرات الإيرانية المسيّرة سوى أشباح إعلامية لا تظهر إلا في لقطات اعتبرت مجرد دعاية في الإعلام الإيراني، أو بنسخ محلية على الأغلب استعملها الحوثيون، كما ظهرت أثناء معارك محدودة في سوريا دون أن تثير اهتماما كبيرا. وفي المقابل، كانت الطائرات التركية المسيّرة ملء السمع والبصر، مستفيدة من مشاركتها في الحروب الإقليمية من سوريا إلى ليبيا وأذربيجان.

وتلتقي النسختان حاليا في الحرب الأوكرانية على طرفي نقيض، في رسالة مهمة مؤداها كسر الاحتكار في أسلحة نوعية ملائمة تماما للحروب الحديثة.

تكذّب طهران وموسكو باستمرار التقارير الأوكرانية والغربية التي تتحدث عن مشاركةٍ للمسيّرات الإيرانية في الحرب الدائرة بأوكرانيا، لكن الثابت أن تركيا ثم إيران كسرتا احتكار صناعة المسيرات الحربية (العسكرية) وتشغيلها، والتي كانت حكرا على الولايات المتحدة بدرجة أولى ثم إسرائيل والصين، في حين لا تملك دول كبرى بنية صناعية متطورة لطائرات مسيّرة مقاتلة، وإن كانت تمتلك الإمكانيات اللازمة لذلك.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.