اعتبر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن الهجمات الروسية على مدنيين في أوكرانيا تشكل “جرائم حرب”، بينما وجّه تحذيرا للصين من مساعدة موسكو عسكريا، وذلك قبيل اتصال هاتفي بين رئيسي البلدين.

وقال بلينكن -في مؤتمر صحفي عقده أمس الخميس- إن استهداف مدنيين عمدًا هو جريمة حرب، موضحا أن الإجراءات القانونية للتوصل إلى مثل هذا الاتهام الرسمي لا تزال جارية.

وتابع الوزير أن “خبراءنا يوثقون ويفحصون جرائم حرب محتملة ارتكبت في أوكرانيا”، متعهدا بمشاركة ثمار هذا العمل مع التحقيقات الدولية الهادفة إلى “محاسبة المسؤولين”.

ووصف الرئيس الأميركي جو بايدن –يوم الأربعاء- نظيره الروسي فلاديمير بوتين بأنه “مجرم حرب”، وهو اتهام اعتبرته موسكو “لا يغتفر”.

في هذا السياق، حذر وزراء خارجية دول مجموعة السبع -في إعلان مشترك الخميس- من أن مرتكبي جرائم الحرب في أوكرانيا سيحاسبون أمام القضاء الدولي.

وأعرب وزراء المجموعة التي تترأسها ألمانيا هذه السنة، عن ارتياحهم للتحقيقات وعمليات جمع الأدلّة الجارية، بما فيها أعمال المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية في أوكرانيا.

وتتهم الدول الغربية الجيش الروسي بقصف مدنيين، في عملياته العسكرية التي يشنها منذ 24 فبراير/شباط الماضي في أوكرانيا.

وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد تبنّت بأغلبية ساحقة قرارا يطالب روسيا بالانسحاب الفوري من أوكرانيا، في توبيخ قوي للهجوم الروسي من قبل الغالبية العظمى من دول العالم.

في المقابل، اتهم المندوب الروسي لدى مجلس الأمن فاسيلي نيبينزيا -خلال جلسة للمجلس- الغرب بتأجيج النزاع وصبّ الزيت على النار من خلال الدعم العسكري لأوكرانيا، وقال إن السلطات الأوكرانية تمنع إجلاء المدنيين.

وأضاف أن ماريوبول أصبحت مصدرا للمعلومات المضللة من قبل النظام الأوكراني بحسب تعبيره، وأشار إلى وجود 70 سفينة في الموانئ البحرية قال إنها عاجزة عن المغادرة بسبب الألغام البحرية التي وضعتها أوكرانيا.

بدورها، قالت مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد إن أكثر من 3 ملايين لاجئ نزحوا من أوكرانيا، معظمهم نساء وأطفال، مما تسبب في أزمة إنسانية مدمرة يشعر بها الناس في جميع أنحاء العالم.

وقالت المندوبة الأميركية -في كلمة خلال جلسة طارئة لمجلس الأمن- إن روسيا خرقت بوضوح القانون الدولي بانتهاكها سيادة ووحدة أراضي أوكرانيا، ودعتها إلى الامتثال الفوري لقرار محكمة العدل الدولية إنهاء الحرب.

تحذيرات أميركية للصين

من جهة ثانية، قال البيت الأبيض أمس الخميس إن الرئيس الأميركي جو بايدن سيجري مكالمة هاتفية اليوم الجمعة مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، في الوقت الذي حذرت فيه واشنطن من أن الصين تدرس تقديم دعم عسكري لروسيا في حربها على أوكرانيا، وهي خطوة من شأنها أن توسع الفجوة بشكل كبير بين بكين والغرب.

وأصدرت إدارة بايدن تحذيرات منها ما كان في العلن ومنها ما كان في محادثات خاصة، من أن بكين ستواجه عواقب وخيمة إذا قدمت الدعم لحرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وفق وكالة رويترز.

وأكد وزير الخارجية بلينكن -في مؤتمره الصحفي أمس- أن الرئيس بايدن سيتحدث مع نظيره الصيني، وسيوضح أن “الصين ستتحمل مسؤولية أي إجراءات تتخذها لدعم العدوان الروسي، ونحن لن نتردد في تحميلها التكاليف”.

ولم يوضح بلينكن ماهية التكاليف التي قد تتحملها الصين، ولم تقدم واشنطن بعد دليلا على المزاعم بأن الصين أبدت استعدادها لمساعدة روسيا.

ونفت موسكو طلب مساعدة عسكرية من الصين، ووصفت وزارة الخارجية الصينية المزاعم بأنها “معلومات مضللة”.

ووصفت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي المكالمة بأنها “فرصة للرئيس بايدن لتقييم موقف الرئيس شي”.

وأضافت أن “حقيقة أن الصين لم تستنكر ما تفعله روسيا، وعدم إدانة الصين لما تفعله روسيا في حد ذاته يعني الكثير”.

وتأتي هذه المكالمة بعد أن أجرى مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان محادثات استمرت 7 ساعات في روما مع الدبلوماسي الصيني يانغ جيتشي يوم الاثنين.

وأثار سوليفان خلال الاجتماع مخاوف بشأن انحياز الصين لروسيا.

وقال مسؤول كبير في إدارة بايدن إن سوليفان كان صريحا مع يانغ بشأن “التداعيات والعواقب المحتملة” على بكين، إذا ما قدمت الدعم لموسكو.

وقال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية لرويترز “لدينا مخاوف جمة بشأن انحياز الصين لروسيا. نراقب عن كثب ما إذا كانت الصين أو أي دولة أخرى تقدم الدعم -عسكريا أو اقتصاديا أو أي دعم آخر- لروسيا”.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.