يُتوقَع أن تشهد معدلات الوفيات الناجمة عن موجات الحر الحادة ارتفاعا بـ5 مرات خلال العقود المقبلة، وفق ما حذر منه خبراء دوليون في تقرير نشر الأربعاء، مؤكدين أن “صحة البشر تواجه خطرا كبيرا” في حال لم تُتَخذ إجراءات فعلية لمواجهة التغير المناخي.

وفي حال ارتفعت درجة حرارة الأرض درجتين مئويتين بحلول نهاية القرن (وهي حاليا تتجه للوصول إلى 2.7 درجة مئوية بحلول عام 2100)، يُتوقع أن تزيد الوفيات السنوية المرتبطة بالحر بنسبة 370% بحلول عام 2050، مما يشكل ارتفاعا بـ4.7%، بحسب نسخة 2023 من وثيقة مرجعية تنشرها سنويا مجلة “ذي لانست” الطبية.

وليست موجات الحر القاتلة سوى خطر صحي واحد من مخاطر كثيرة ناتجة من الاستخدام المتزايد للوقود، وفق ما أكده التقرير المعنون “العد التنازلي” والمتمحور على الصحة والتغير المناخي.

وسلط التقرير الضوء على مخاطر موجات الحر، وأبرزها تزايد موجات الجفاف التي تعرض ملايين الأشخاص لخطر المجاعة، والتسبب في تنقل البعوض لمسافات أبعد ونقلها أمراضا معدية، ومعاناة الأنظمة الصحية لمواجهة هذا العبء.

مؤشرات مبكرة

وفي العام 2022، تعرض البشر في المتوسط إلى 86 يوما شهدت درجات حرارة مميتة، بحسب التقرير الذي أشار إلى أن عدد الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاما ولقوا مصرعهم بسبب الحر ارتفع بنسبة 85% بين عامي 1991-2000 وعامي 2013-2022.

وتأتي هذه التقديرات في وقت يشكل فيه عام 2023 السنة الأكثر حرا في تاريخ البشرية، في حين أعلن المرصد الأوروبي للمناخ أن الشهر الماضي كان أكثر الأشهر حرا على الإطلاق.

وقالت المديرة التنفيذية للتقرير مارينا رومانيلو، في تصريح صحفي إن “الآثار المرصودة حاليا قد لا تكون سوى مجرد مؤشر مبكر لمستقبل خطر جدا”.

وفي حال شهدنا احترارا بدرجتين مئويتين بحلول عام 2100، فإن تأثير ذلك على صحة الإنسان سيتجاوز الزيادة في معدل الوفيات.

وستستمر الأمراض المعدية التي ينقلها البعوض في الانتشار إلى مناطق جديدة. وقد يرتفع معدل انتقال حمى الضنك بنسبة 36%.

مستقبل لا يُحتمَل

وعلق الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الذي لا يكف عن التحذير من التغير المناخي، على التقرير بالقول إن “البشرية تواجه مستقبلا لا يُحتمَل”.

وأضاف في بيان “بدأنا نشهد كارثة على صحة مليارات البشر وحياتهم، المعرضين للخطر بسبب موجات حر قياسية وجفاف يدمر المحاصيل، ومجاعات متزايدة، وتفشٍ متزايد للأمراض المعدية، وعواصف وفيضانات قاتلة”.

وفي حديث إلى “ساينس ميديا سنتر”، أكد رئيس قسم المخاطر المناخية في جامعة بريستول البريطانية دان ميتشل، أن التحذيرات الصحية “الكارثية أصلا” بشأن التغير المناخي “فشلت في إقناع الحكومات بخفض انبعاثات الكربون لتحقيق الهدف الرئيسي لاتفاق باريس”، المتمثل في حصر الاحترار المناخي بـ1.5 درجة مئوية مقارنة بمعدلات ما قبل الثورة الصناعية.

ورأت مارينا رومانيلو أن “التركيز المتزايد على الصحة في المفاوضات المعنية بالمناخ قد يصبح مقتصرا على أحاديث فارغة”، إذ لم يُحرَز أي تقدم فعلي في مكافحة التغير المناخي وانبعاثات غازات الدفيئة.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.