“لنكن واضحين، المنتخب المغربي لا يملك تاريخا كبيرا على المستوى الأفريقي، وما حققته معه من نتائج لم يتوقعه أحد، ولم يحققه مدرب آخر قبلي. ومدرب آخر غيري كان سيعقد مؤتمرا صحفيا ليتباهى بأرقامه، لكنني لن أفعل ذلك”.

(وحيد خليلوزيتش، المدرب السابق للمنتخب المغربي)

يهتم محبو الكرة بالتفاصيل، وهي كثيرة جدا في عالم الكرة، فمنها ما يتعلَّق بالنهج التكتيكي عند التقدُّم أو التعادل أو التأخُّر في النتيجة، ومنها النفسي، كأن تقنع لاعب ارتكازك بأن إيقاف نجم الفريق المنافس -وإن كان ميسي- أمر ممكن، ومنها ما هو شكلي، مثل تذكُّر أحد المشجعين شكل قميص لاعبه المُفضَّل ولون حذائه وهو يسجل هدفا شهيرا، أو قبعة المدرب التي لوَّح بها احتفالا بهدف الخلاص في إحدى المباريات.

ولأن التفاصيل مهمة، اختارت شركة “بوما” الألمانية تصميما مستوحى من قميص المنتخب المغربي الذي خاض به مونديال 1998، ليصبح الزي الرسمي لـ”أسود الأطلس” في المونديال المُقبِل في قطر. ففي أثناء مونديال فرنسا قبل نحو رُبع قرن، قدَّم المغرب مستويات جيدة، لكنه خرج بعد ما قيل إنه مؤامرة برازيلية-نرويجية صعدت بالمنتخبين اللاتيني والأوروبي وأخرجت المغرب، الذي يعود إلى المونديال هذه المرة آملا فيما هو أفضل، ومتسلحا بمُدرِّب جديد توِّج بطلا لأفريقيا مؤخرا: “وليد الركراكي”.

خليلوزيتش.. لأن الصلابة قد تقتل أحيانا

وليد الركراكي (رويترز)

لم يكن وليد الركراكي هو مَن قاد المنتخب المغربي إلى حجز بطاقته إلى مونديال قطر، بل فعلها سلفه البوسني “وحيد خليلوزيتش”، الذي نجح مع أسود الأطلس في تصدُّر المجموعة قبل الأخيرة للتصفيات الأفريقية لكأس العالم بعد أن انتصر في جميع المباريات جامعا 18 نقطة من أصل 18 ممكنة. صحيح أن المنتخب المغربي استفاد من الوضعية التجهيزية السيئة لملاعب خصومه وبعض المشكلات السياسية في بلدان أخرى، فاستضاف جميع المباريات على ملعبه، مما منحه تفوقا مهما وسهَّل مأموريته، لكن المدرب البوسني حقَّق في الأخير الهدف الأساسي الذي جاء من أجله واتفق عليه مع الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم. خاض المنتخب المغربي لقاء الحسم أمام الكونغو الديمقراطية، وعاد الأسود بتعادل صعب من الخارج طرح التساؤلات حول مستوى المنتخب، لكن سرعان ما تدارك المنتخب الوضع على ملعب محمد الخامس في الدار البيضاء، حين اكتسح الجابون برباعية مقابل هدف واحد في مارس/آذار الماضي، ومن ثمَّ صعد المغاربة إلى المونديال للمرة السادسة عشرة في تاريخهم.

لكن الأفراح والليالي الملاح، وجولة “خليلوزيتش” لتحية الجمهور المغربي لم تكن تعكس الحقيقة كاملة، ولم يكن الوضع بتلك الوردية التي بدا عليها للجماهير. فبعد أيام قليلة من التأهُّل للمونديال، خرج “فوزي لقجع”، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، بتصريح صحافي مثير قال فيه إن المنتخب يجب أن يصل يوم المباراة الأولى بالمونديال في أفضل “هيكلة تقنية” ممكنة لمواجهة التحديات، مضيفا: “لا شيء محسوم، لا يمكننا القول إن وحيد مُحصَّن أو ضروري، مثله مثل أي شخص، مثل فوزي لقجع نفسه، القرار المناسب سيُتَّخذ في الوقت المناسب”. وقد أثارت هذه التصريحات الكثير من الأسئلة، خصوصا أن دور جهاز الكرة الأساسي يكمن في حماية المدرب الذي تلقَّى انتقادات عديدة داخل المغرب لأسباب تتعلَّق بأسلوب لعبه وأخرى تتعلَّق بشخصيته.

حاول “لقجع” مباشرة بعد ذلك وأد التأويلات في مهدها لعدم إثارة الجدل حول المنتخب، فأعلن بعد أربعة أيام من تصريحه الأول أنه ينتظر عودة المدرب البوسني من عطلته في فرنسا لوضع خارطة طريق لكأس العالم 2022 وتصفيات كأس أفريقيا 2023. ولم يتوقف تصريح “لقجع” عند هذا الحد، بل تطرَّق إلى موضوع حساس جدا، يتعلق بمشكلات “خليلوزيتش” مع كلٍّ من “نصير المزراوي” لاعب أياكس أمستردام السابق وبايرن ميونخ الحالي، و”حكيم زياش” لاعب تشيلسي، و”عبد الرزاق حمد الله” مهاجم الاتحاد السعودي. فقد أكَّد رئيس الاتحاد المغربي أن أبواب المنتخب مفتوحة لهذا الثلاثي، مستدركا: “لكن القرار سيبقى للمدرب والطاقم التقني”. ولم يتطرَّق “خليلوزيتش” لكل هذا، وأصرَّ على إكمال مشواره مع المغرب، على الأقل حتى تتضح النِّيات كاملة، فأكَّد في تصريحات صحفية أنه “مطمئن”، وأنه سيعود لعمله بعد العطلة دون معوقات.

يبلغ “خليلوزيتش” من العمر 69 سنة، وهو مدرب كبير في السن نشأ على القواعد القديمة التي قد لا يتقبلها الجيل الجديد من اللاعبين. (وكالة الأنباء الأوروبية)

بيد أن المعوقات سرعان ما ظهرت. ففي 25 مايو/أيار أُعلنت لائحة المنتخب التي واجهت كلًّا من الولايات المتحدة وديًّا ثم جنوب أفريقيا وليبيريا في إطار تصفيات “كان” 2023، وظهر في اللائحة عودة “نصير المزراوي” الذي اختلف مع “خليلوزيتش” بسبب رفضه شرب الماء، فاستُبعِد منذ ذلك الوقت، مع استمرار غياب “حكيم زياش” الذي رفض تلبية الدعوة ما دام “خليلوزيتش” مدربا. وقد استغل “خليلوزيتش” الندوة الصحفية آنذاك لتصفية الخلافات والدفاع عن نفسه أمام نيران الانتقادات، فذكَّر الجميع بأنه أهَّل 4 منتخبات لكأس العالم، ورفض الاتهامات المُوجَّهة إليه عقب نشر فيديو نُسِب له فيه سب الجمهور المغربي الحاضر في مباراة الإياب أمام الكونغو الديمقراطية. في الوقت نفسه، أبدى الرجل صلابة كبيرة في تسويغ اختياراته الصارمة وأسلوبه العسكري في تسيير المنتخب، إذ قال: “انتهت قصص الشيشة والبلايستيشن والسهرات الخمرية، نحن نتدرب الآن، نتدرب مجموعة، لا تقسيمات داخلية، أمضينا 40 يوما في الكان بدون مشكلات، كنت أطلب من الجميع الالتزام وأستفز الذين لا يغنون خلف النشيد الوطني، الآن الجميع يغنيه”.

بعد ذلك، تعرَّض “خليلوزيتش” للهجوم بعد هزيمته في مباراة ودية مع الولايات المتحدة، وصحيح أنه فاز في المبارتين الأهم برسم تصفيات “كان 2023″، لكن حبل الود بدا أنه انقطع بينه وبين المشجعين المغاربة الذين هاجمه بعضهم بعد المباراة. ورغم كل هذه الإنذارات المهمة، نظر “وحيد” وطاقمه إلى مسألة بقائه بنوع من الارتياح، فالرجل يُسجِّل نتائج جيدة، وأهَّل المنتخب المغربي للمونديال، ووضع جدولا للمباريات الودية للمغرب، ورسم ملامح المعسكر الذي سيستعد فيه اللاعبون لمونديال قطر. بيد أن رياح البوسني جرت بما لم تشتهيه سفنه، فأعلن الاتحاد المغربي لكرة القدم الانفصال عنه في 11 أغسطس/آب بسبب “اختلاف في وجهات النظر”، ليعيش “خليلوزيتش” بذلك السيناريو نفسه للمرة الثالثة، حيث تم التخلي عنه بعد تأهُّل منتخب ساحل العاج عام 2010، ومنتخب اليابان عام 2018.

يبلغ “خليلوزيتش” من العمر 69 سنة، وهو مدرب كبير في السن نشأ على القواعد القديمة التي قد لا يتقبلها الجيل الجديد من اللاعبين، ولم يكن التوتر بينه وبين “حكيم زياش” نجم تشيلسي المشكلة الوحيدة التي أرَّقت بال “فوزي لقجع”، بل ثمَّة خلافات أخرى مثل النظرة الدونية التي لم يجتهد “خليلوزيتش” في إخفائها تجاه اللاعبين المحليين الذين لعبوا في الدوري المغربي. ورغم فوز الوداد الرياضي ببطولة دوري أبطال أفريقيا، ونهضة بركان بكأس الكونفدرالية الموسم الماضي، لم تشفع هذه الإنجازات للاعب المحلي في أن يأخذ مكانه بما يكفي داخل تشكيلة المنتخب، فظل حضوره في اللائحة شكليا فقط وأقرب إلى نظام “كوتة” منه إلى الثقة الحقيقية في إمكانياته.

حكيم زياش (غيتي)

علم الاتحاد المغربي لكرة القدم أن ذهاب المدرب البوسني إلى قطر يعني أولا عدم استدعاء “زياش” و”عبد الرزاق حمد الله”، وثانيا الدخول للمونديال بمدرب فقد كل رصيده لدى مشجعي الكرة في البلاد، وثالثا إمكانية حدوث مشكلات بين “خليلوزيتش” وأيٍّ من لاعبي المنتخب بسبب نهجه الصارم. ولكل هذه الأسباب، توجَّه اختيار الجامعة لاسم مغاير تماما لـ”خليلوزيتش”؛ إنه “وليد الركراكي”، مدافع المنتخب المغربي السابق ومدرب الوداد الرياضي المُتوَّج بدوري أبطال أفريقيا على حساب الأهلي المصري.

رهان شاب

بعد سنوات طويلة من الإخفاقات في كأس الأمم الأفريقية، تمكَّن المغرب المُتوَّج بلقب وحيد سنة 1976 من الوصول إلى نهائي كأس أفريقيا، وكان ذلك سنة 2004 في تونس بعد كأس استثنائي بامتياز. فقد أذهل “أسود الأطلس” الجميع، وتمكَّنوا من الإطاحة بالعديد من المنتخبات القوية في طريقهم إلى النهائي. وفي 14 يونيو/حزيران جاءت المباراة المرتقبة بين الشقيقين المغرب وتونس، وأمام 60 ألف مشجع، حمل الحارس التونسي “علي بومنيجل” الميكروفون موجِّها كلامه للجمهور لاحترام الروح الرياضية التي يجب أن تسود بين الأشقاء. ومرت الكلمة إلى الجانب المغربي، ولم يكن “نور الدين النيبت”، عميد “الأسود”، هو مَن تحدث، ولا “عبد السلام وادو”، بل الظهير الأيمن “وليد الركراكي”.

لم يلتحق وليد بالمنتخب إلا سنة 2001 بعد بلوغه 25 سنة في عهد المدرب البرتغالي “روبيرتو كويلو”. ورغم ذلك، تمكَّن من إيجاد مكان له داخل غرفة الملابس حسب شهادة زملائه بفضل إتقانه الفرنسية والإنجليزية بجانب العربية، مما ساعد المدرب المغربي في إيصال أفكاره إلى الجميع. وسرعان ما وصل الركراكي إلى النجومية رغم بدايته المتأخرة، فاكتشفه المدرب الفرنسي “رودي غارسيا” مصادفة عندما لعب في فريق الشباب بنادي “كوربي إيسيون” مسقط رأسه، ومن ثمَّ صعَّده النادي إلى الفريق الأول قبل أن ينتقل إلى “إر سي باريس”. ولم يوقع وليد عقده الاحترافي الأول حتى سنة 1999 مع نادي “تولوز”، قبل أن يلعب مباراته الدولية الأولى رفقة منتخب المغرب بعامين فقط. وقد مرَّ اللاعب المغربي بعدها بنادي “أجاكسيو” قبل أن يحط الرحال في الليغا الإسبانية عام 2004، قبل العودة إلى فرنسا في تجارب مختلفة أنهى بها مسيرته الكروية. وفي أثناء هذه الفترة، تألق وليد لفترات مع المنتخب، لكنه لم يحقق إنجازات كبيرة، فأبرز ما وصل إليه دوليا هو نهائي “كان” عام 2004.

يجمع الركراكي بين “الحسنيين”، فهو أوروبي التكوين وصاحب ممارسة مطوَّلة في البطولة المحلية في الوقت ذاته. (رويترز)

حافظ اللاعب المغربي خلال مسيرته لاعبا على علاقته الجيدة مع مدربه السابق “رودي غارسيا”، وهي علاقة غذَّاها الفضول التكتيكي الذي أبداه الركراكي، حيث ظهر متحمسا لجميع الأمور المتعلقة بالتدريب، وحينها جاءت نصيحة المدرب الفرنسي له بالإسراع في الحصول على الدبلومات بمجرد إنهائه لمسيرته الكروية. ولذا، بدأ الركراكي مسيرته التدريبية باكرا، بعد أن التحق بمنصب مساعد المدرب مع “رشيد الطاوسي”، مدرب المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم، مما منح الركراكي فرصة حضور كأس أفريقيا للأمم مجددا، لكن من مقعد المدرب المساعد هذه المرة. وبعد نهاية تجربته مع المنتخب المغربي، اختار الركراكي بذكاء كبير بدء تجربته مدربا داخل الدوري المغربي، عبر تجربة غنية مع فريق الفتح الرباطي، أحد أكثر الأندية استقرارا واحترافية، وأقلها تعرُّضا للضغط الجماهيري الرهيب في المغرب. وقد قضى الركراكي خمس سنوات مع النادي فاز فيها بكأس العرش سنة 2014، ثم البطولة المغربية لأول مرة في تاريخ الفريق سنة 2016. وبعد هذه التجربة، اختار الركراكي خوض تجربته الخارجية الأولى في قطر بنادي الدحيل، إذ فاز مجددا بلقب الدوري.

كانت تجربة الدحيل قصيرة للغاية، وعاد بعدها الركراكي إلى المغرب، لكن من باب كاتدرائية كرة القدم التي تُدعى “مركب محمد الخامس” أو “دونور” كما يحلو للبيضاويين تسميته، هذا الملعب الذي لطالما حلم المدرب المغربي باللعب فيه حينما كان مدربا للفتح، وقالها أكثر من مرة، فهو مغرم بجماهير الدار البيضاء الحماسية. حقَّق الركراكي إذن حلمه الأول بتدريب الوداد الرياضي، قطب الدار البيضاء الأحمر، ليقدم أوراق اعتماده كاملة في موسم استثنائي مع الوداد، فبجانب البطولة فاز بدوري أبطال أفريقيا ليعادل الفريق الأحمر رقم غريمه “الرجاء” بثلاثة ألقاب، وكان قاب قوسين أو أدنى من تحقيق ثلاثية تاريخية لولا خسارته أمام “نهضة بركان” بركلات الترجيح في نهائي كأس العرش. ولذا سرعان ما جرى تداول اسم الركراكي بقوة في الشارع المغربي، رغم وجود أسماء ثقيلة في كواليس الجامعة مثل “لوران بلان” و”كلوب بويل” و”رودي غارسيا”، الأب الروحي للركراكي في مجال التدريب.

كل هذه الأسماء وإن كانت قد حضرت على طاولة الفريق التقني لجامعة الكرة للمغرب، لكنها كانت بعيدة عن جميع مزايا الركراكي التي اختير بسببها لقيادة المنتخب في مونديال قطر، على أن يستمر في مهمته حتى مونديال 2026. ويجمع الركراكي بين “الحسنيين”، فهو أوروبي التكوين وصاحب ممارسة مطوَّلة في البطولة المحلية في الوقت ذاته، مما جعله مُقرَّبا من اللاعب المحلي، وهو أمر سيساهم في تجاوز تلك المشكلة الأزلية في المنتخب المغربي.

الإنجاز يبدأ من غرفة الملابس

“ضاعت مني الفرصة في التأهل للمونديال وأنا لاعب في اللحظة الأخيرة مرتين، لكنها جاءت الآن وأنا مدرب”.

(وليد الركراكي خلال ندوة تقديمه)

(رويترز)

حقق “خليلوزيتش” كرويا أهداف العقد، ربما كان الخروج أمام منتخب مصر في ربع نهائي “الكان” الأخير مُرًّا للجماهير المغربية التي منَّت نفسها بالذهاب بعيدا في هذه الكأس، لكن الرجل تأهل إلى المونديال رغم كل الظروف. بيد أن تحقيقه لهذا الهدف المعلن لم يكن دليلا كافيا على قدرته لقيادة أسود الأطلس إلى تحقيق مفاجأة في مجموعة المونديال التي تتكوَّن من منتخبين صعدا إلى منصة التتويج في كأس العالم 2018 بروسيا، هما بلجيكا صاحب المركز الثالث، وكرواتيا وصيف البطل، إلى جانب كندا.

“على الورق حظوظنا شبه منعدمة، لكننا سنذهب إلى قطر بمدرب شاب يؤمن بالشباب، قد تحدث المعجزة، وقد لا تحدث، لكن الأهم سيكون تحضير منتخب جيد لكأس العالم 2026، حيث سيكون عدد المنتخبات أكبر، وفرصنا في الذهاب بعيدا أكثر”، هكذا قرأ “نسيم لكرف”، الصحافي بموقع الشركة الوطنية للتلفزة والإذاعة بالمغرب وضعية منتخب بلاده وحظوظه في مونديال العرب بقطر 2022. وقد اعتبر “لكرف” في حديثه لـ”ميدان” أن تغيير “خليلوزيتش” رغم عدم معقوليته “كرويا” قد يكون مفيدا، لأن البديل هو الركراكي المعروف بشخصيته القريبة من اللاعبين، عكس المدرب البوسني، مضيفا: “اللاعب المغربي قد يشعر ببعض الحنق بسبب تعامل بعض المدربين الأجانب معه، أما وليد فمختلف تماما، فهو لا ينتقص من أحد، ويريد أن يعطي الجميع فرصته، كما أنه موضع ثقة لاعبي البطولة المحلية الذين يعرفونه جيدا، ويعرفون أنه لن يظلمهم”.

ظهرت هذه الشخصية الجديدة للمنتخب مع التغيير النفسي بجلاء في المباراتين الوديتين الأخيرتين للمغرب، اللتين واجه فيهما شيلي والباراغواي، إذ فاز في الأولى وتعادل في الثانية. ولعب “الأسود بمستوى أحسن”، وبلائحة ضمَّت 31 لاعبا أصرَّ الركراكي على منحهم فرصة الوجود حتى يكون الاختيار الأخير للائحة المونديال مبنيا على العدل والأحقية لا “الكوتة”. جاء الركراكي إذن بفلسفة جديدة، وبقواعد جديدة سيكون فيها النجم هو المنتخب لا اللاعبين ونجوم الفِرَق الأوروبية كما أعلن بنفسه في ندوة تقديمه مدربا للفريق. وسيكون باب المنتخب مفتوحا أمام أي لاعب يحمل جواز السفر المغربي الآن للمشاركة، وهي كلها عوامل قد تساعد المنتخب على تجاوز ما حققه المغاربة في مونديال 1998، ولعل التيمُّن بارتداء تصميم القميص نفسه يُضيف نكهة رمزية تبشر بإمكانية تحقيق المفاجأة المُمكِنة بتجاوز الدور الأول والتأهُّل إلى أدوار متقدمة.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.