أكد جيش الاحتلال الإسرائيلي امتناعه في الوقت الراهن عن إجراء تحقيق جنائي في اغتيال مراسلة الجزيرة شيرين أبو عاقلة، في حين تواجه إسرائيل احتمال إجراء انتخابات مبكرة إثر استقالة نائبة عربية في الكنيست احتجاجا على الاعتداء على جنازة شيرين.

وأعلنت النائبة غيداء ريناوي زعبي من حزب ميرتس اليساري استقالتها من الائتلاف الحاكم في إسرائيل برسالة نشرتها وسائل الإعلام المحلية.

وقالت زعبي في الرسالة التي بعثت بها إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت إن مشهد الاعتداء على جنازة شيرين أبو عاقلة حسم موقفها المبدئي بتقديم الاستقالة، إلى جانب الاعتداءات التي تعرض لها المسجد الأقصى خلال شهر رمضان.

وأضافت أنها أمام تلك الاعتداءات لم تعد قادرة على البقاء في ائتلاف يتنصل ويتعامل بشكل مخز ومشين مع قضايا المجتمع العربي الذي تمثله، وفقا للرسالة.

وقال مراسل الجزيرة إن بينيت استدعى أعضاء حزبه للتشاور بعد استقالة زعبي من الائتلاف الحاكم.

من جهته، قال حزب الليكود الإسرائيلي المعارض لحكومة بينيت إنه سيعرض مشروع قانون الأربعاء المقبل لحل الكنيست وإجراء انتخابات مبكرة بعد استقالة زعبي.

وباستقالة زعبي، بات ائتلاف بينيت -الذي يضم أحزابا من اليسار والوسط واليمين- يسيطر على 59 مقعدا فقط من مقاعد الكنيست البالغ عددها 120 مقعدا.

وقبل ذلك خسر مقعدا في أبريل/نيسان الماضي عندما انسحبت نائبة من حزب بينيت اليميني.

سلاح الجريمة

في غضون ذلك، نقلت وكالة “أسوشيتد برس” (Associated Press) عن مسؤول عسكري إسرائيلي قوله اليوم الخميس إن الجيش الإسرائيلي حدد بندقية جندي يحتمل أن تكون هي السلاح الذي قتل شيرين أبو عاقلة.

لكنه أضاف أن الجيش لا يستطيع التيقن من الأمر ما لم يسلم الفلسطينيون الرصاصة التي قتلت شيرين لفحصها.

وقال المصدر نفسه إن مصدر إطلاق النار ما يزال غير واضح للجيش الإسرائيلي، لكن “حصرنا السلاح التابع للجيش، الذي ربما يكون استخدم في تبادل إطلاق النار بالقرب من شيرين”.

وفي وقت سابق، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي إنه لا مجال في الوقت الراهن لفتح تحقيق بشأن ظروف مقتل شيرين أبو عاقلة.

وأضاف أدرعي أن قرارا نهائيا سوف يتخذ بعد انتهاء التحقيق العملياتي والنظر إلى كل المعلومات ذات الصلة.

وفي رد على سؤال لمراسل الجزيرة في القدس، أكد أدرعي أن القرار بعدم فتح التحقيق اتخذ وفق سياسة التحقيقات التي تم التصديق عليها بقرار من المحكمة العليا الإسرائيلية، والتي تنص على عدم فتح تحقيق جنائي بشكل فوري في عمليات الجيش الإسرائيلي بالضفة الغربية.

مخاوف إسرائيلية

في السياق نفسه، قال عاموس هرئيل المحلل العسكري لصحيفة “هآرتس” إن الجيش الإسرائيلي لا ينوي فتح تحقيق بشأن ملابسات مقتل شيرين أبو عاقلة، بدعوى عدم وجود شبهات جنائية، وتجنبا لنشوب خلافات في المؤسسة العسكرية والمجتمع الإسرائيليين.

وأشار هرئيل -في تقرير نشرته الصحيفة- إلى أن النيابة الإسرائيلية كانت قد أصدرت في أواخر الانتفاضة الفلسطينية الثانية تعليمات بشأن ضرورة فتح تحقيق في ظروف مقتل المدنيين الفلسطينيين بنيران إسرائيلية إذا لم يكونوا مسلحين، لكن النائب العام الحالي يمتنع عن ذلك كما يبدو لتفادي أي انتقادات من جانب اليمين أو إثارة خلافات داخل الجيش، وفقا للتقرير.

من جانبها، أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية امتناع الشرطة العسكرية الإسرائيلية عن التحقيق في جريمة اغتيال شيرين أبو عاقلة.

واتهمت الخارجية الفلسطينية الجيش الإسرائيلي بتجاهل عشرات الشهادات الحية والأدلة ونتائج التشريح وغيرها من القرائن التي تدين جيش الاحتلال.

وحملت الوزارة الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة والمباشرة عن اغتيال شيرين أبو عاقلة، وحذرت من مغبة المحاولات الإسرائيلية الهادفة إلى إغلاق الملف، ورأت أنها بمثابة جريمة جديدة ترتكب بحق شيرين.

من جهته، أكد وزير العدل الفلسطيني محمد الشلالدة أن “لنا كامل الأحقية لإحالة أي مرتكب جريمة أمام القضاء الدولي ممثلا في المحكمة الجنائية الدولية”.

ولا تزال الدعوات تتوالى من قبل حكومات غربية وعربية ومنظمات حقوقية وأعضاء في برلمانات العالم لإجراء تحقيق في اغتيال الزميلة شيرين أبو عاقلة التي قتلها جنود الاحتلال الإسرائيلي أثناء عملها في تغطية اقتحام جنين الأربعاء 11 مايو/أيار الجاري.

وقال مراسل الجزيرة إن تحقيق النيابة العامة ومعهد الطب العدلي الفلسطيني كشف أن الزميلة شيرين أبو عاقلة قتلت بعيار ناري أصابها خلف الأذن اليسرى، واخترق رأسها؛ ما يشير إلى أنها كانت مستهدفة من سلاح قناص.

وبيّن التحقيق أنه ليس من المستبعد أن تكون شيرين مستهدفة بشكل شخصي، كونها صحفية بارزة ونشطة في شبكة الجزيرة.

كما تشير المعلومات التي وصلت إلى الجزيرة أن الرصاصة اصطدمت من الداخل بالخوذة الواقية التي كانت ترتديها، حيث توجد آثار تهشم في الجزء الداخلي للخوذة، وتصدعات في القشرة الخارجية؛ ولذلك لم تخرج الرصاصة من الرأس.

ووفق المعلومات التي حصلت عليها الجزيرة، فإن ذلك يدل على أن من أطلق النار، على الأغلب، قناص متمرس، وأن الرصاصة التي قتلت شيرين أبو عاقلة هي من النوع الذي تستخدمه قوات الاحتلال فقط.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.