إذا كنت ترغب في أن تكون رجل أعمال ناجحا أو مؤسسا أو صاحب عمل، فقد يكون الذكاء العاطفي أحد أهم العوامل التي يجب التركيز عليها.

كتب نيت نيد مدير التمويل والتكنولوجيا مقالا بموقع “إنتربرينير” (Entrepreneur) الأميركي عن أهمية التمتع بذكاء عاطفي لرواد الأعمال، قائلا إن هذه القدرة تجعلهم مديرين وقادة أفضل. في البداية يجب أن نفهم ماذا يعني الذكاء العاطفي.

ما الذكاء العاطفي؟

يجيب الكاتب بأن علماء النفس يقولون إنه القدرة على التعرف على المشاعر المختلفة في نفسك والآخرين والتحكم فيها وتقييمها. ويقول البعض إنه خاصية فطرية ولدت بها، بينما يعتقد البعض الآخر أنه شيء يمكنك تعلمه وصقله بمرور الوقت.

ويضيف أن هناك مجموعة متنوعة من الاختبارات التي يمكنك إجراؤها لمعرفة موقفك فيما يتعلق بالذكاء العاطفي، ولكن يرجع ذلك أساسا إلى مدى مهارتك في ما يلي:

إدراك المشاعر: من أجل معالجة المشاعر والاستفادة منها، عليك أولا أن تكون قادرا على التعرف عليها في نفسك والآخرين. وهذا ينطوي على التفكير الواضح والتعرف على كل من الإشارات اللفظية وغير اللفظية.

التفكير بالعواطف: ليس كل شيء أبيض وأسود، فيجب أن تكون قادرا على التفكير بالعاطفة (بينما لا تزال مسيطرا على مشاعرك).

فهم العواطف: لا يكفي التعرف على المشاعر، بل يجب أن تكون قادرا على فهم العواطف وكيفية تأثيرها على القرارات وكيف تؤثر إيجابا أو سلبا على العمل.

إدارة العواطف: أخيرا، عليك إدارة العواطف، فالتنظيم والاستجابة هما من أهم العوامل في هذه المعادلة بأكملها.

ويمضي ليقول: بصفتك رائد أعمال، فإن امتلاكك لذكاء عاطفي عال يسمح لك بأن تكون مديرا وقائدا أفضل، فهو لا يؤثر فقط على كيفية تعاملك مع نفسك، ولكنه يساعدك أيضا على التواصل مع الموظفين وشركاء العمل وحتى العملاء بشكل أكبر.

ويضيف أنه عندما يفكر في قادة الأعمال ذوي الذكاء العاطفي العالي، يفكر في أشخاص مثل دان برايس، الرئيس التنفيذي لشركة “غرافيتي بيمينتس” (Gravity Payments) حصل على تقدير بعد رفعه الحد الأدنى للرواتب إلى 70 ألف دولار في عام 2015 (مع خفض أجره من 1.1 مليون دولار إلى 70 ألف دولار)، كما أن لديه سياسة عمل سخية تنص على “إذا أنجزت عملك، فهذا كل ما يهم”. كل قرار من هذه القرارات متجذر بشكل كبير في الذكاء العاطفي العالي، يعرف برايس ما يريده ويحتاجه العاملون معه، ويقوم بتنفيذ أسلوب إدارته من خلال ذكائه العاطفي، ويمكنك أن تفعل الشيء نفسه.

وفيما يلي حدد الكاتب 4 طرق يساعدك بها الذكاء العاطفي على أن تكون رائد أعمال أفضل:

الوعي الذاتي

يعد الوعي الذاتي أمرا حيويا لكل ما تفعله كرائد أعمال. إنه يحدد كيف تقضي وقتك وتتصرف في مواردك. كما أنه يساعدك على أن تصبح واضحا بشأن نقاط الضعف الكبرى لديك، بحيث يمكنك توظيف الأشخاص الذين يكملونك وتكمّل مجموعة مهاراتك الخاصة.

بناء العلاقات

يجد الأشخاص ذوو المستويات العالية من الذكاء العاطفي أنه من السهل بناء العلاقات وإقامة روابط قوية داخل أعمالهم. ونظرا لأننا كثيرا ما نقول “شبكتك هي صافي ثروتك”، فإن هذا يمنحك ميزة واضحة. المفتاح هو قضاء وقتك وطاقتك بحكمة. وعندما يتعلق الأمر بالشبكات، فإن جودة الاتصالات أهم بكثير من الكمية. تذكر هذا (ولا ترهق نفسك).

الاتصالات

التواصل ليس دائما ما تقوله. في كثير من الحالات، الطريقة التي تقولها بها لها نفس القدر من الأهمية. وعندما تمتلك ذكاء عاطفيا عاليا، تتعلم كيفية قول الأشياء بطرق تجعل الناس يتحركون ويتخذون الإجراءات.

النجاح

في كتابه “اسأل غاري” (AskGaryVee)، يقضي رجل الأعمال غاري فاينرشاك الكثير من الوقت في مناقشة أهمية الذكاء العاطفي.

يمكن أن تكون لديك فكرة رائعة، ولكن إذا كنت تفتقر إلى الذكاء العاطفي، فلن تنجح أبدا كما ينبغي. وبالمثل، يمكنك الحصول على فكرة متوسطة وتحويلها إلى شركة مكونة من 7 أو 8 أو 9 أرقام عندما تقوم بتجميعها بكميات وفيرة من الذكاء العاطفي.

ويختم بأنك كرجل أعمال، فإن امتلاك ذكاء عاطفي هو بمثابة قوة سرية. ولا يتمتع كل رائد أعمال بذكاء عاطفي عالٍ، لكن من يكون لديه هذه القدرة يميل إلى أن يكون أكثر نجاحا. وبينما تعمل على أن تصبح رائد أعمال أو مؤسسا أو قائدا تجاريا أكثر خبرة، اعمل بشكل استباقي على تعزيز ذكائك في هذا المجال. سوف يفيدك كثيرا أنت ومن حولك.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.