حذّر وزير خارجية جنوب السودان دينق داو من تدويل الصراع المستمر في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع، فيما أعلنت الداخلية السودانية نشر قوات الشرطة في الطرقات لتأمين الممتلكات العامة والخاصة وضبط الانفلات.

وتأتي هذه التطورات في وقت تتواصل فيه الاشتباكات بين طرفي النزاع، حيث شهدت العاصمة الخرطوم غارات جوية وإطلاق نار السبت مع دخول المعارك أسبوعها الثالث رغم الهدنة المعلنة والجهود الدولية لوقف القتال.

وقال دينق داو -خلال مقابلة مع الجزيرة- إن بلاده تؤمن بأن حل الأزمة السودانية بيد السودانيين، مشيرا إلى أنه لم يوضع حتى الآن جدول زمني للقاء بين القائد العام للجيش السوداني عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان حميدتي.

وأضاف “الرئيس سلفاكير ميارديت الذي يقود فريق الإيغاد تحدث إلى البرهان وحميدتي، وأبلغهما بأن هناك إلحاحا على أهمية لقائهما في جوبا.. لم نحدد بعد سقفا زمنيا لذلك، لكنه أكد لهما أن المسألة ملحة وعليهما أن يبعثا بممثلين عنهما في سياق حوار سياسي يتطرق لوقف الاقتتال، وهذا شيء جوهري ومهم”.

وفي خضم النشاط الدبلوماسي المكثف الذي تقوده عدة أطراف لوقف الاشتباكات، قال رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في السودان فولكر بيرتس إن الطرفين باتا أكثر انفتاحا على المفاوضات.

كما قال نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق -في مقابلة مع الجزيرة- إن أيا من الطرفين في السودان لا يمكن أن يحقق نصرا عسكريا.

وأشار إلى أن الأمم المتحدة تعمل مع شركائها على محاولة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق نار طويل الأمد، منبها إلى أنه لم يتخذ قرارا بعد بشأن المفاوضات بين الجانبين.

عناصر الشرطة

ميدانيا، أعلنت وزارة الداخلية السودانية نشر قوات الشرطة في الطرقات لتأمين الممتلكات العامة والخاصة وضبط الانفلات.

وبث ناشطون وصفحات محلية سودانية مشاهد تظهر انتشار قوات “الاحتياطي المركزي”، التابعة للشرطة السودانية، في منطقة الكَلاكلة بالخرطوم.

وقال الجيش السوداني إن وحدات من شرطة الاحتياطي المركزي بدأت فتح مناطق جنوبي العاصمة الخرطوم، مشيرا إلى أن من وصفهم بالمتمردين استمروا في القصف العشوائي لمناطق في محيط القيادة ووسط الخرطوم وأم درمان، وأنهم مستمرون في محاولات جلب قوات من غرب البلاد.

كما أوضح أن لجنة أمن ولاية غرب دارفور نجحت في الحد من التوتر القبلي بين بعض المكونات الاجتماعية بالولاية.

من جهتها، حذّرت قوات الدعم السريع بشدة جميع قيادات قوات الشرطة من الانخراط في المعارك، وطالبتها بسحب جميع منتسبيها من المشاركة مع من وصفتهم بالانقلابيين.

وأضافت -في بيان لها- أن الشرطة جهاز مدني قومي يجب ألا ينحاز لأي طرف دون الآخر، مطالبة الشرطة وقياداتها بعدم التدخل حتى لا تضطر إلى التعامل معها كعدو.

اشتباكات

وذكر الجيش السوداني أن قواته اشتبكت مع “المتمردين” في مناطق الحلفايا وجنوب أم درمان، مؤكدا تحقيق نجاحات أثناء عمليات التمشيط في المنطقتين.

وبث ناشطون سودانيون صورا قالوا إنها لانتشار قوات الجيش السوداني في محيط جسر الحلفايا شمالي العاصمة الخرطوم، وأظهرت اللقطات عربات عسكرية وجنودا تابعين للجيش وهم يتجولون في الشوارع قرب جسر الحلفايا الذي يربط بين الخرطوم بحري وأم درمان.

ونقل مراسل الجزيرة أن انفجارا عنيفا هز مركز الخرطوم، في حين تتواصل معارك عنيفة بأسلحة ثقيلة وخفيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع جنوب أم درمان.

كما أعلنت السلطات في ولاية نهر النيل شمالي السودان حالة الطوارئ في الولاية، وأصدر والي القضارف شرقي البلاد أمرا بإعلان الطوارئ بالولاية لمدة شهر.

ونتيجة لاستمرار المعارك، وصل إلى دولة تشاد المجاورة للسودان أكثر من 10 آلاف شخص معظمهم من النساء والأطفال، كثير منهم غادروا من ولاية غرب دارفور باتجاه مدينة أدري شرقي تشاد بسبب الاشتباكات.

حصيلة القتلى

من ناحية أخرى، أعلنت وزارة الصحة السودانية عن مقتل أكثر من 528 شخصا، في حين وصل عدد المصابين إلى نحو 4600 شخص جراء الاشتباكات بين الجانبين.

كما قالت نقابة أطباء السودان إن 70% من المستشفيات المتاخمة لمناطق الاشتباكات متوقفة عن الخدمة.

وذكرت النقابة أن 15 مستشفى تعرضت للقصف، كما أُخلي 19 مستشفى آخر بشكل قسري، وتعرّضت 6 سيارات إسعاف للاعتداء، كما منعت طواقم طبية من نقل المرضى وإيصال الإمدادات.

تواصل الإجلاءات

وبشأن إجلاء الرعايا الأجانب جراء المعارك، أكد مصدر مطلع بمطار وادي سيدنا العسكري شمالي أم درمان أن رحلات إجلاء الأجانب من مختلف الجنسيات مستمرة.

وأشار المصدر إلى أن 4 رحلات أقلعت من المطار عقب استئناف الرحلات مساء أول أمس الجمعة، بعد توقفها إثر تعرض طائرة تركية لمضادات أرضية قرب المطار.

من جهة أخرى، أعلنت الخارجية المصرية وقف عمليات إجلاء الرعايا المصريين من قاعدة وادي سيدنا لأسباب أمنية.

وحدد بيان للوزارة القنصلية العامة في بورتسودان بديلا عن قاعدة وادي سيدنا التي دعا الرعايا المصريين إلى مغادرتها فورا، على أن يعتمدوا معبري “قسطل” و”أرقين” البريين للدخول إلى الأراضي المصرية.

كما وصلت إلى ميناء قاعدة الملك فيصل البحرية في مدينة جدة السعودية سفينة تحمل على متنها 1886 شخصا، بينهم 20 سعوديا و65 إيرانيا، إضافة إلى جنسيات أخرى تم إجلاؤها من السودان عبر ميناء بورتسودان.

وذكر التلفزيون السعودي أن نحو 5 آلاف شخص أُجلُوا من السودان إلى جدة منذ بدء عمليات إجلاء الأجانب بعد اندلاع المواجهات.

كما وصلت إلى ميناء جدة اليوم أيضا سفينة صينية حربية وعلى متنها نحو 500 شخص، وأخرى هندية على متنها 300 شخص.

قافلة أميركية

من جانب آخر، أعلنت الخارجية الأميركية أن المئات من المواطنين الأميركيين والمقيمين الدائمين بأميركا غادروا السودان، مشيرة إلى أن قافلة تشرف عليها وتقل مواطنين أميركيين وأجانب وصلت إلى بورتسودان اليوم.

وأشارت الوزارة إلى أنها بعثت رسائل إلى كل مواطن أميركي في السودان تواصل معها خلال الأزمة، وقدمت تعليمات محددة حول كيفية الانضمام إلى هذه القافلة.

وأضافت أنها تساعد المواطنين الأميركيين وغيرهم من المؤهلين للسفر إلى جدة السعودية، وأنه تم وضع موظفين إضافيين للمساعدة في الخدمات القنصلية وخدمات الطوارئ.

ونقلت وكالة أسوشيتد بريس عن مسؤولين أميركيين قولهم إن مسيرات أميركية مسلحة وفرت الحماية للقافلة.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.