وليد الركراكي لم يكن، رغم مشاركته، بطلا للفيلم الذي أخرجته نرجس النجار، وقام ببطولته كل من الممثل الراحل حسن الصقلي، وسهام أسيف، وفاطمة هراندي، ومراد الزاوي، لكنه أصبح بطلا للفيلم على أرض الواقع للإنجاز العربي والأفريقي الأول من نوعه في تاريخ بطولة كأس العالم في قطر 2022

لم يقتصر دور المدرب الوطني المغربي وليد الركراكي على الصعود بفريقه إلى نصف نهائي كأس العالم في قطر 2022 فقط، ولكنه تنبأ منذ أكثر من 16 عاما بهذا النصر، إذ شارك في فيلم “انهض يا مغرب” للمخرجة نرجس النجار، والذي حمل أمانة الحلم بذلك الإنجاز، الذي قاده الركراكي على أرض ملاعب قطر 2022.

وكانت وسائل التواصل الاجتماعي قد ضجت احتفالا بالصعود المغربي، وأوردت مقاطع من الفيلم الذي تنبأ به، وتبادل روادها مقاطع من الفيلم الذي أنتج وعرض عام 2006 وحقق نسبة مشاهدة جيدة في دور العرض.

لم يقم وليد الركراكي بدور البطولة في الفيلم الذي أخرجته نرجس النجار وقام ببطولته كل من الممثل الراحل حسن الصقلي، وسهام أسيف، وفاطمة هراندي، ومراد الزاوي، لكن الركراكي أصبح بطلا للحدث على أرض الواقع للإنجاز العربي والأفريقي الأول من نوعه في تاريخ بطولة كأس العالم في قطر 2022 باعتباره مدربا لفريق المغرب، واستطاع أن يصل إلى الدور نصف النهائي بعد تغلبه على فريق البرتغال.

تدور قصة الفيلم حول لاعب كرة قدم سابق منسي، يعيش في جزيرة صغيرة اسمها سيدي عبد الرحمن، نسبة إلى ضريح الولي سيدي عبد الرحمن المدفون فيها، فيما الأطفال يحلمون بكرة القدم والرغبة في التميّز فيها، متشبثين بالرغبة في تنظيم كأس العالم في بلدهم المغرب، وهو الحلم الذي سيتحقق في نهاية الفيلم.

من اللحظات الأولى لمشاهدة الفيلم الذي يقدم شخصية قارئة الطالع “راوية” التي تقدم قراءة لمستقبل أبناء مجتمعها الصغير، وتقع في حب أحمد الهيشو لاعب الكرة المعتزل الذي جسده الممثل حسن الصقلي، بينما تقع حفيدته في قصة حب أخرى مع جاد وهو طفل يعيش في دار للأيتام، ويحلم بالمستطيل الأخضر كلاعب كبير ومشهور، يشارك في بطولة كأس العالم التي ينظمها المغرب عام 2010.

يعرض الفيلم حياة اجتماعية غارقة في قراءة الطالع، لكنه يقدم الحلم العام بتنظيم كأس العالم والفوز به باعتباره خروجا محتملا من أوهام التنبؤ بالمستقبل. شارك لاعبو المنتخب الوطني آنذاك في الفيلم، مثل الحسين خرجة وعبد السلام وادو، بالإضافة إلى وليد الركراكي.

الذين سخروا من الحلم

تعرض الفيلم إبان عرضه ضمن أفلام المسابقة الرسمية لمهرجان مراكش السينمائي الدولي 2006 للسخرية، بعيدا عن المستوى الفني، إذ وجه أكثر من ناقد كلمات لاذعة تسخر من النصر الذي يحققه فريق المغرب في مبارياته ضد الفرق الكبرى في كرة القدم من أمثال البرازيل والأرجنتين، ولكن واقع الحال عام 2022 جاء ليؤكد على هزيمة البرازيل، وخروجها من الدور الثاني للبطولة، فيما صعد أسود المغاربة لنصف النهائي.

وأورد موقع الصحراء تقريرا يشمل مقولات لا تستطيع أن تتخيل أو تصدق قدرة الفريق المغربي على الصمود أمام الفرق الكبرى وجاء فيه “هذا التصور الغريب لنرجس النجار، أعاد ذاكرة المشاهد، إلى الأفلام الكارتونية، التي ظل بطلها شخصية “الكابتن ماجد” كما أحبها الأطفال الصغار في وقت سابق والذي عود جميع محبيه على الانتصار وتحقيق الفوز بأهداف حاسمة يسجلها في الأوقات الحاسمة في المباريات ضد الخصم المنافس.

ويضيف التقرير “نفس الشكل والطريقة جاءت في أجزاء فيلم “انهض يا مغرب”، الذي صور حتى وإن لم يستطع التصور، أن المنتخب المغربي لكرة القدم قد يهزم أعرق وأقوى المنتخبات منها الألمان والبرازيل والأرجنتين، في منافسات كأس العالم 2010، على طريقة الأفلام الكرتونية”.

وأشار جمال الخينوسي في مقال على مدونته إلى الأمر نفسه حيث قال “فيلم نرجس بكل ما يحمله من انبطاحية وسطحية لم يترك لي أي مجال للدفاع عنه، حيث رسم ملامح فريق مغربي في كرة القدم لا يستعصي عليه لا الفريق الألماني ولا الفرنسي ولا حتى سحرة كرة القدم البرازيليين. وقدم طوال نصف ساعة أو أكثر لقطات الإصابات الخيالية والانتصارات الوهمية، الأمر الذي جعلنا نعتقد أننا نشاهد النسخة المغربية من (الكابتن ماجد)!!”.

وأشار الخينوسي في المقال نفسه إلى أن الناقد المصري الراحل سمير فريد والذي حضر المهرجان حينها تعرض بالسخرية للفيلم والنبوءة، مؤكدة أن السينما المصرية قدمت أكثر من تجربة تخيلت فيها إنجازات لا يمكن تحقيقها في الواقع.

وتنتمي نرجس النجار مخرجة “انهض يا مغرب” إلى جيل التسعينيات الذي حمل أحلامه للوطن وأودعها على الشاشة، وعرفت نرجس بفيلم “العيون الجافة” كعمل أول، ثم جاء “انهض يا مغرب” كعمل ثان لها، ليعود إلى الواجهة مع الصعود المغربي الكروي.


المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.