قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو الأربعاء إن البلاد أغلقت مجالها الجوي أمام الرحلات الأرمينية المسافرة إلى وجهة ثالثة، وذلك ردا على الكشف عن نصب تذكاري مثير للجدل في يريفان عاصمة أرمينيا الأسبوع الماضي.

ويكرم النصب التذكاري ذكرى المتورطين في مؤامرة اغتيال المسؤولين الأتراك العثمانيين الذين تحملهم أرمينيا مسؤولية القتل الجماعي للأرمن إبان الحرب العالمية الأولى. وتقول يريفان إن عمليات القتل كانت تمثل إبادة جماعية، وهو ما تنفيه أنقرة.

وقال جاويش أوغلو متحدثا إلى قناة محلية إن بلاده ستتخذ إجراءات إضافية في حالة عدم إزالة النصب التذكاري.

بدورها أعربت الولايات المتحدة الأميركية عن خيبة أملها إزاء إغلاق تركيا مجالها الجوي أمام الطائرات الأرمينية ردا على تشييد الأخيرة نصب تذكاري في العاصمة يريفان.

جاء ذلك في تصريح لنائب متحدث الخارجية الأميركية فيدانت باتيل، في مؤتمر صحفي الأربعاء، قال فيه إن بلاده تدعم عملية تطبيع العلاقات بين تركيا وأرمينيا.

وأضاف باتيل أن تطبيع العلاقات بين أنقرة ويريفان لن يعود بالفائدة على البلدين فحسب، بل يحمل أهمية بالغة بالنسبة لاستقرار المنطقة برمتها. وتابع قائلا: “أملنا هو أن تعيد تركيا وأرمينيا علاقاتهما الاقتصادية وتعيدان فتح روابط النقل بينهما”.

وتشهد العلاقة بين تركيا وأرمينيا -الجمهورية السوفياتية السابقة التي حصلت على استقلالها عام 1991- خلافًا منذ عقود بشأن مطالبة يريفان بالاعتراف بمزاعم “الإبادة الجماعية” للأرمن إبان الدولة العثمانية عام 1915، وهو ما ترفضه أنقرة بشدة وتنفي وقوع مثل تلك المجازر بحق الأرمن.

وتوترت العلاقات بشدة بين أنقرة ويريفان بسبب دعم تركيا لأذربيجان عام 2020، حيث بدأت أذربيجان عملية “لتحرير” أراضيها من أرمينيا في إقليم ناغورني قره باغ، وبعد معارك استمرت 44 يوما توصل البلدان إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، ينص على استعادة باكو السيطرة على محافظات “محتلة”.

وأعادت أنقرة ويريفان العلاقات الدبلوماسية الرسمية بينهما نهاية عام 2021.

وتوجد بالفعل حركة جوية مباشرة بين أرمينيا وتركيا التي شابت العلاقات بينهما خلافات وتوترات عديدة خلال السنوات الماضية.

وأغلقت تركيا الحدود البرية من جانب واحد عام 1993، وأسفر إغلاق الحدود عن حدوث مشاكل اقتصادية كبيرة لأرمينيا، التي تواصل خوض صراع دموي مع أذربيجان حول منطقة ناغورني قره باغ الجبلية.

وفتحت تركيا الحدود بين البلدين لأول مرة في فبراير/شباط الماضي عندما أرسلت أرمينيا مساعدات إنسانية وعمال إغاثة في أعقاب وقوع الزلزالين المتزامنين في السادس من الشهر نفسه وأديا إلى مقتل أكثر من 50 ألف شخص، وتسببا في دمار هائل في البنية التحتية في 11 ولاية تركية.

وأعلن وزير الخارجية الأرميني آرارات ميرزويان في مارس/آذار الماضي من أنقرة التي زارها بعد زلزالي كهرمان مرعش أن بلاده وتركيا تعتزمان فتح المعابر الحدودية البرية بشكل دائم بينهما لأول مرة منذ 3 عقود، وهو ما عكس وقتها تطورا في العلاقات بين الجانبين قبل أن تعلن أنقرة عن قرارها الجديد الأربعاء.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.