بدأت تكية “ستنا مريم” تقديم خدماتها لقرابة 1500 أسرة، بعد أن جمع مسؤولوها البيانات عن الأسر المحتاجة في محافظة بيت لحم، لتصل لقرابة 4 آلاف أسرة، بعد تردي الأوضاع الاقتصادية وتضييقات الاحتلال على الفلسطينيين.

مدة الفيديو 02 minutes 57 seconds

بيت لحم – تجنبنا التصوير أو الحديث مع مواطنين فلسطينيين كانوا يتجمهرون في مقر تكية “ستنا مريم”، وسط مدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية المحتلة، وهم يتلقون وجبات طعام لهم ولأسرهم خلال أيام شهر رمضان الفضيل.

وكلمة تكية تعني باللغة العربية الفصحى مكان إيواء الفقراء، ولكنها في بيت لحم تقدم المساعدات المختلفة والطعام للفقراء المحتاجين منذ 9 سنوات متتالية.

في تكية “ستنا مريم” الطعام مطبوخ من لحوم ودجاج وأسماك للأسر المتعففة مع مساعدات غذائية أخرى (الجزيرة)

أصل التسمية

وجاءت تسمية تكية ستنا مريم، تيمنا بالسيدة مريم والدة السيد المسيح، عليهما السلام، في إشارة للترابط القوي والمتين بين مسلمي المدينة ومسيحييها، وحالة العطف المتبادلة بينهم منذ مئات السنين.

بدأت التكية تقديم خدماتها لقرابة 1500 أسرة، بعد أن جمع مسؤولوها البيانات عن الأسر المحتاجة في محافظة بيت لحم، وتتلقى دعما ماليا من المتبرعين في المدينة، ومن مكتب الرئيس الفلسطيني محمود عباس ومحافظ الخليل جبرين البكري، الذي ساهم في تأسيسها عندما كان محافظا لبيت لحم أسوة بتكية إبراهيم الخليل في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة.

03/ فادي العصا/سهام الدبس برفقة متطوعين يطهون الطعام في التكية كل يوم خلال شهر رمضان الفضيل، ويقدمونه للأسر المحتاجة بأواني يجلبونها معهم.
متطوع يساهم بطهي الطعام في التكية كل يوم خلال شهر رمضان الفضيل (الجزيرة)

اختلف الحال كثيرا بعد جائحة كورونا بداية عام 2020، وانتقل عمل التكية بعد أن كانت تطهو الطعام وتقدمه لأصحابه، إلى تقديم الطعام من سمك ولحم ودجاج نيئا، إضافة إلى حصول الأسرة المحتاجة على مواد تموينية وبقوليات وخضار وفواكه.

وازداد عدد الأسر المستفيدة من التكية بعد جائحة كورونا، خاصة في بيت لحم؛ التي كانت أول المدن الفلسطينية إغلاقا بسبب انتشار الفيروس، لتصل لقرابة 4 آلاف أسرة، بعد تردي الأوضاع الاقتصادية وتضييقات الاحتلال على الفلسطينيين في المحافظة.

02 فادي العصا/ تقدم التكية وجبات لقرابة 4 آلاف أسرة يوميا خلال شهر رمضان الفضيل، ويومين اسبوعا طيلة العام/ تكية ستنا مريم/ بيت لحم/ جنوب الضفة الغربية.
التكية تقدم وجبات لقرابة 4 آلاف أسرة يوميا خلال شهر رمضان الفضيل، ويومين أسبوعيا طيلة العام (الجزيرة)

مساعدات أخرى

يقول معتز مزهر مسؤول تكية ستنا مريم للجزيرة نت، إن تقديم الطعام في شهر رمضان الفضيل يكون بشكل يومي، ولا يمكن أن تتوقف هذه المساعدة بقية الأيام لهذه الأسر؛ لذلك تقوم التكية بتوزيع الطعام نيئا أو طهيه وتقديمه مرتين في الأسبوع طوال العام.

وتؤمّن التكية كذلك، وفق مزهر، أحذية وملابس وألعاب أطفال خلال عيد الفطر، وكذلك الأضاحي في عيد الأضحى، وأيضا الهدايا والألعاب والحاجيات الأساسية في الأعياد المسيحية.

لم يتوقف عمل التكية على الطعام والمساعدات، بل إنه من خلال المسح الميداني، تبين وجود عائلات بحاجة لترميم منازلها، وتأهيلها، وأيضا تقدم التكية معدات طبية لذوي الاحتياجات الخاصة، ومساعدات أخرى حسب حاجة الأسر المتعففة.

وأكد مزهر أن التكية تقدم أموالا أيضا لمساعدة الغارمين والغارمات من أجل تسديد ديونهم، لتجنيبهم الملاحقة القانونية، وخاصة السيدات والأمهات.

04 فادي العصا/ تعتمد التكية في جمع بياناتها على المسح الميداني والتواصل مع المواطنين ومديرية الشؤون الاجتماعية للتعرف على أكثر الأسر احتياجا.
التكية تعتمد في جمع بياناتها على المسح الميداني والتواصل مع المواطنين ومديرية الشؤون الاجتماعية للتعرف على أكثر الأسر احتياجا (الجزيرة)

عمل تطوعي

تتنقل الستينية سهام الدبس بين الأواني في مطبخ تكية “ستنا مريم”، وهي تعمل طباخة رئيسية فيها منذ تأسيسها وبشكل تطوعي.

ترتسم الابتسامة على وجه الدبس وهي تتحدث مع الجزيرة نت، وتقول إنها تفرح كثيرا عندما يُقبل الناس على التكية لأخذ طعامهم، الذي تبدأ بتجهيزه مع مجموعة من المتطوعين الشباب الآخرين، منذ الساعة السابعة صباحا طيلة شهر رمضان الفضيل.

سهام الدبس برفقة أحد المتطوعين يطهون الطعام في التكية لتقديمه للأسر المحتاجة بأواني يجلبونها معهم (الجزيرة)

وتعتبر الدبس ما تقدمه التكية وما تطبخه بيديها، بأنه يُعطى بكل احترام وتقدير للمنتفعين، وتقول إنها تضع كل أحاسيسها ووجدانها من أجل أن يكون الطعام أشهى ما يمكن، ويقدم للمنتفعين بأواني يجلبونها معهم حتى يشعروا أنهم جهزوه بأنفسهم.

وتعيش الدبس في مخيم عايدة للاجئين الفلسطينيين شمال بيت لحم، وتعرف تماما ما معنى حاجة الأسر للطعام، لذلك فإنها تقضي جل وقتها في التكية، لتجهيز الطعام بشكل تطوعي، وتقديمه دون تفرقة للمحتاجين من مسلمين ومسيحيين في بيت لحم طوال العام وخاصة في الشهر الفضيل.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.