مدة الفيديو 02 minutes 31 seconds

إذا كان الروس على وشك بسط سيطرتهم الشاملة على مدينة ماريوبول الأوكرانية بعد أسابيع من القتال فإن المحنة التي ألحقوها بالسكان أقنعت الغرب بزيادة العقوبات ضد الكرملين.

هذا ما ذكرته صحيفة ليبراسيون (Liberation) الفرنسية في افتتاحيتها لهذا اليوم، مؤكدة أن سقوط هذه المدينة أصبح مسألة أيام إن لم نقل ساعات.

صحيح -تقول الصحيفة- أن لهذه المدينة أهمية إستراتيجية كبيرة بالنسبة لروسيا، إذ إن السيطرة عليها تعني تأمين نوع من التواصل الإقليمي بين شبه جزيرة القرم والأقاليم التي يحتلها المنشقون الأوكرانيون الموالون لروسيا في إقليم دونباس.

ولهذا -تضيف ليبراسيون- فإن المنطق يقول إن سقوط هذه المدينة بيد الروس هو انتصار لروسيا، لكن الواقع مخالف لذلك، فماريوبول -إن سقطت- لا بد أن نتذكر أنها صمدت لأسابيع طويلة جدا ضد ما كان يعتقد أنه أحد أقوى الجيوش في العالم، فقد تكون قدرة هذه المدينة على المقاومة قد أبرزت الضعف العسكري الروسي وكرست هذه المدينة بوصفها رمزا بطوليا لهذه الحرب العبثية، على حد تعبير الصحيفة.

وأضافت أن مقاومة ماريوبول على الرغم من عنف التفجيرات التي حولتها تدريجيا إلى حالة خراب أثارت مشاعر الغربيين ودفعتهم إلى تشديد عقوباتهم وتكثيف شحناتهم من السلاح إلى كييف.

المنطق يقول إن سقوط ماريوبول بيد الروس هو انتصار لروسيا لكن الواقع مخالف لذلك

وإذا كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد اعتقد أن بإمكانه سحق المقاومة الأوكرانية دون عناء تحت عيون الأوروبيين العاجزة وحتى عدم مبالاتهم فقد حدث العكس تماما، وفقا لليبراسيون.

وأوضحت الصحيفة أن الأمر وصل إلى درجة أنه لم يعد ضربا من الخيال أن نرى -عاجلا أو آجلا- المرسوم الأخير بفرض حظر على النفط والغاز الروسيين، فتلك هي المبادرة الوحيدة التي من المرجح أن تضعف الكرملين حقا.

كما أن هذا الأمر دفع الأميركيين للموافقة على مطالب كييف بتعزيز قدرات أسطولها الجوي، وهو ما لم يكن مقبولا على الإطلاق في بداية الحرب، بل إنه جعل الفنلنديين والسويديين يدرسون الآن باهتمام كبير إمكانية الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي “ناتو” (NATO)، وجعل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي محل إشادة في جميع العواصم الغربية، فيما يُنظر إلى نظيره الروسي على أنه منبوذ.

وقد سمح زيلينسكي لنفسه بالتدخل في الحملة الانتخابية الفرنسية، كاشفا في مقابلة تلفزيونية معه تفضيله الصريح لإيمانويل ماكرون على منافسته، آملا أن يحافظ على “حبل الود” بينهما، ذلك الحبل الذي كان بوتين قد نجح في تقويته بين أوكرانيا والغرب، على حد تعبير الصحيفة.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.