تونس– كشف رئيس الهيئة السياسية لحزب “أمل” أحمد نجيب الشابي عن مبادرة إنقاذ تهدف لتشكيل جبهة وطنية معارضة للرئيس قيس سعيد تخرج البلاد من أزماتها المتعددة، وبينما دعمتها قوى سياسية وحزبية رفضتها أخرى بحجة أنها تحمل بذور فشلها من أحزاب كانت في السلطة.

وتضم الجبهة -التي أعلن الشابي مسار تشكيلها رسميا، خلال ندوة صحفية- أحزابا سياسية كحركة النهضة و”قلب تونس” و”ائتلاف الكرامة” وحزب “تونس الإرادة” وحزب “أمل” فضلا عن منظمات وطنية وقوى مدنية ونشطاء وشخصيات سياسية.

وقال الشابي إن البلاد تعيش بعد “انقلاب قيس سعيد” محنة مزدوجة سياسية واقتصادية واجتماعية، وانتكاسة في مسارها الديمقراطي، مشددا على أن جبهة الخلاص لا تهدف للرجوع إلى ما قبل 24 يوليو/تموز لكنها متمسكة بالشرعية الدستورية.

وفي التاسع من هذا الشهر، توجه الشابي بنداء لكافة القوى المعنية بالإنقاذ، والعودة للديمقراطية، لتلتقي حول أرضية مشتركة وتتعاون على بناء “جبهة الخلاص الوطني” بهدف توحيد الكفاح الميداني وإعداد برنامج للإنقاذ، والدفع لعقد مؤتمر حوار وطني لا يقصي أحدا.

وشدد منسق الجبهة على أن مستقبل البلاد يتوقف على مؤتمر للحوار تتمثل مهامه في إقرار الإصلاحات الاقتصادية والسياسية التي من شأنها إخراج البلاد من أزمتها، وإمكانية دعوة البرلمان إلى الانعقاد للمصادقة على مخرجات الحوار الوطني وتزكية حكومة إنقاذ وتنظيم انتخابات مبكرة.

مقومات النجاح

واعتبر رياض الشعيبي المستشار السياسي لرئيس حركة النهضة -في حديثه للجزيرة نت- أن جبهة الخلاص، التي دعمها وانخرط فيها حزبه، تحمل في طياتها مقومات نجاحها باعتبارها تهدف لاستعادة المسار الديمقراطي.

وشدد على أنه بعد نحو 10 أشهر من “الانقلاب” تشكلت قناعة وشبه إجماع لدى الطبقة السياسية والشعبية بأن رئيس الجمهورية يقود البلاد نحو كارثة اجتماعية وسياسية واقتصادية، وبأنه لا حل للإنقاذ سوى بتظافر كل القوى الديمقراطية.

ولفت الشعيبي إلى أن الدعوة لاتزال مفتوحة لباقي القوى الحزبية والمدنية للانخراط في هذه المبادرة الوطنية، متوقعا توسعها خلال الأسابيع القادمة في إطار سلسلة لقاءات يعقدها منسقو الجبهة.

وحول الانتقادات التي تطال هذه المبادرة بحجة مشاركة حركة النهضة فيها، اعتبر الشعيبي أن منطق الإقصاء مرفوض وأن البلاد بحاجة لتضافر جميع قواها السياسية والمدنية الفاعلة “نحو هدف واحد ألا وهو العودة للديمقراطية ودحر الانقلاب”.

أزمة ثقة

على صعيد متصل، رحب أمين عام التيار الديمقراطي غازي الشواشي -في حديث للجزيرة نت- بأي مبادرة سياسية تهدف لإخراج البلاد من أزمتها المتعددة، وتُوقف انحراف الرئيس بالسلطة وتدفع نحو حوار شامل.

ولفت الشواشي إلى أن التيار لايزال ينتظر لقاءً مع منسق جبهة الخلاص (الشابي) لعرض مبادرته ومناقشتها مع مختلف هياكل حزبه.

وتابع “نعتقد أن 25 يوليو/تموز لم يأت من فراغ بل بسبب تردي مشهد حكومي وبرلماني، لكننا اكتشفنا أن الرئيس لا يملك أي رؤية إصلاحية بل مجرد مشروع هلامي يكرس بقاءه في السلطة أطول فترة ممكنة”.

وعبر الشواشي عن أسفه لحالة التشرذم التي تعيشها الأحزاب والقوى المعارضة لرئيس الجمهورية، بسبب ما وصفه بعامل “غياب الثقة” وهو ما يشكل عائقا نحو الالتفاف حول مبادرة وطنية موحدة وصلبة.

كما شدد على ضرورة إشراك منظمة اتحاد الشغل في أي مبادرة وطنية للخروج من الأزمة التي تعيشها البلاد، بالنظر لثقل هذا الاتحاد وللدور التاريخي الذي لعبه في محطات سياسية مفصلية.

لا حوار

وبهذا الخصوص، قال قياديان بارزان في اتحاد الشغل -فضلا عدم الكشف عن اسميهما، للجزيرة نت- إن منظمته غير معنية بمبادرة جبهة الخلاص، وإنه لا حوار مع كل من اعتبر “25 يوليو/تموز” انقلابا على الشرعية.

وحمل أحد هذين القياديين حركة النهضة و”شركاءها” مسؤولية الفشل السياسي والاجتماعي والاقتصادي الذي وصلت إليه البلاد بعد 10 سنوات من حكمهم، معتبرا أنه “لا حوار مع من قادوا البلاد نحو هذه الوضعية الكارثية”.

تدمير ممنهج

وأعلن زعيم حزب العمال حمة الهمامي رفضه المبدئي المشاركة في جبهة الخلاص، مؤكدا “نحن نعتقد أن الخلاص لا يمكن أن يأتي مع حركة النهضة والحال أنها مسؤولة مع حلفائها عن عشرية من التدمير السياسي والاقتصادي والاجتماعي والأمني الممنهج”.

واستبعد الهمامي قدرة الجبهة على إيجاد حلول جذرية لمشاكل البلاد وإخراجها من أزماتها لافتا إلى أن حزبه اتخذ نهجا مستقلا من خلال التباين مع أطراف سياسية، وبالأساس، الحزب الدستوري الحر سليل النظام السابق، وحركة النهضة تمثل منظومة ما قبل 25 يوليو/تموز، وفق تعبيره.

وقدر زعيم حزب العمال بأن ما يجري حاليا صراع “يمين يمين” حول السلطة وإعادة التموقع، ولا يهدف لطرح حلول جادة من أجل إنقاذ البلاد.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.