لدى الكثيرين لا توجد هواية أفضل من الانغماس في كتاب أو رواية والاستمتاع بالانفصال عن العالم. وبالنسبة إلى عشاق الكتب لا يوجد ما يضاهي الكتاب الجيد.

بسبب تاريخ الكتب الطويل الموغل في القدم، هناك مئات اللوحات والأعمال الفنية التي صورت الكتب والمكتبات، بداية من الحضارات القديمة وصولا إلى الفنون الحديثة.

ويعود تاريخ الكتب والمكتبات إلى زمن بعيد، ولعبت حضارات الشرق الأدنى والأقصى دورا مهما في ترسيخ أهمية الكتب والمكتبات.

وفي هذا التقرير نستعرض رحلة فنية مع عشاق الكتب والمكتبات عبر لوحات من اتجاهات مختلفة.

كأنك تقرأ المجلد التالي

تعد لوحة “وكأنك تقرأ المجلد التالي” Feeling Like Reading the Next Volume من أجمل وأشهر لوحات الفنان الياباني أوتاغو كونيوشي (1798-1861)، وهي معروضة حاليا في متحف طوكيو الوطني ضمن سلسلة لوحات بعنوان المناظر الطبيعية والجمال، ونجد فيها كل ما يجعل مشاهد الفن يستمتع بصريا.

تظهر اللوحة امرأة ترتدي الكيمونو الياباني التقليدي وتمسك كتابا ذا غلاف به صورة محارب ياباني أسطوري، في إشارة إلى ملحمة أو معركة، ما يناقض الأجواء الهادئة التي تمنحها اللوحة للمشاهد.

وتتجسد ألوان اللوحة الزاهية في النقوش والزهور خلف المرأة، بالإضافة إلى تلك اللوحة المعلقة، حيث تظهر الأجواء مثالية لمحبي القراءة والكتب.

لوحة “كأنك تقرأ المجلد التالي” (مواقع التواصل الاجتماعي)

متجر تاجر الكتب بيتر ميجر في أمستردام

كان الرسام الهولندي يوهانس غيلغيرهويس ممثلا إلى جانب كونه رساما، لذلك نجد لوحته متجر تاجر الكتب بيتر ميجر في أمستردام The Shop of the Bookdealer Pieter Meijer Warnars on the Vijgendam in Amsterdam،  بمثابة إيحاء مسرحي، خاصة مع منظور المتجر الداخلي الذي يجعله يبدو كأنه مسرح مع إطلالة على المدينة كخلفية للمشهد.

لقد اختار الفنان درجات اللون البني، كما اختار أن تكون الإضاءات باللون الأوكر والأبيض والأصفر الترابي، مما أعطى إيحاء للمتفرج بأنه انتقل بالفعل إلى زمن رسم اللوحة، خاصة مع الكتب المرصوصة على الجدران ورزم الكتب الملقاة على الأرض.

أما الحديث الذي يبدو بين الرجال في اللوحة فقد أعطى دينامية للمشهد، خاصة مع وجود الرجل في أقصى يمين اللوحة، مع حركة خارج متجر الكتب.

لذلك يمكن أن نتخيل اللوحة كجزء من حكاية أكبر تدور في ذلك العالم القديم.

دودة الكتب

يعد الرسام والشاعر الألماني كارل سبيتزويغ واحدا من أهم فناني مرحلة بيدرماير، وهي الفترة التاريخية بين عامي 1815 و1848 وهو عام الثورات الأوروبية.

اللوحة مثال على أسلوب سبيتزويغ الفكاهي القصصي، وهي سمة من سمات فنون بيدرماير عموما.

تعكس اللوحة المزاج المحافظ في أوروبا خلال الفترة بين نهاية حروب نابليون وثورات عام 1484، لكنها في الوقت نفسه تسخر من تلك النزعة المحافظة.

يتجلى ذلك في ملابس العجوز غير المرتبة، ووقفته غير الثابتة على السلم، والكتب المحشورة تحت ذراعيه وبين ساقيه، فهو على ما يبدو مستغرق تماما في عالم الكتب.

أما النظرة الحادة التي يحدق بها في كتبه المرصوصة داخل المكتبة المغبرة التي كانت مكتبة مجيدة يوما ما تمثل النظرة المحافظة التي طغت على أوروبا في ذلك الوقت.

لوحة “دودة الكتب” للرسام والشاعر الألماني كارل سبيتزويغ (مواقع التواصل الاجتماعي)

فتى يقرأ قصة مغامرة

توجد لوحة “فتى يقرأ قصة مغامرة” Boy Reading Adventure Story حاليا ضمن مجموعة جورج لوكاس وستيفن سبيلبيرغ، حيث كان نورمان روكويل على صلة وثيقة بهم.

كان روكويل رساما غزير الإنتاج، أبدع المئات من أغلفة المجلات، وكان بارعا في مزج التصوير الواقعي مع الخيال بطريقة تتلامس مع “البوب أرت” الأميركي.

كانت لوحاته فرصة لاستكشاف ارتباط الفن التشكيلي مع الأفلام، وربما هذا ما جذب إليه لوكاس وسبيلبيرغ، اللذين وجدا في لوحاته مرادفا لخلق الأوهام داخل اللوحة بدلا من الشاشة.

لوحة “فتى يقرأ قصة مغامرة” للرسام نورمان روكويل (مواقع التواصل الاجتماعي)

لوحة المكتبة

أرخ لورانس في لوحاته للعديد من الأحداث المهمة الخاصة بالأفارقة الأميركيين. فأثناء دراسته الثانوية يذكر أن مدارس السود لم تكن بها المناهج الجادة نفسها، لذلك كان عليه أن يعلم نفسه بنفسه من خلال زيارة المتاحف والمكتبات.

يظهر في اللوحة مشهد لرواد مكتبة منغمسون في القراءة. والمشهد مستوحى من مكتبة مركز شومبورغ لأبحاث الثقافة السوداء التي افتتحت عام 1925 واحتوت على مجموعة مهمة من الآداب والكتب التاريخية والمطبوعات الأميركية الأفريقية في أميركا.

تجسد “لوحة المكتبة” مشهدا لرواد مكتبة منغمسون في القراءة (مواقع التواصل الاجتماعي)

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.