إذا كان الشأن العام لكوريا الشمالية يعد صندوقا من الأسرار محكم الغلق، فإن الشأن الخاص المتعلق بحياة زعيم البلاد يعد سر الأسرار، لا يظهر منه إلا ما تريده الزعامة الكورية الشمالية، ويحمل في الغالب رسائل مشفرة، محملة بالرموز، ما يفتح الباب واسعا للاستنتاجات والتفسيرات والترجيحات.

فللمرة الثانية خلال أيام قليلة ظهر كيم جونغ أون برفقة ابنته الثانية -التي يصفها إعلام بلاده بأنها الابنة المحببة للزعيم- في فعالية رسمية.

وبعد أن كشف النقاب عن ابنته لأول مرة في منصة إطلاق صاروخ هواسونغ الباليستي العابر للقارات في 19 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، ظهرت مرة أخرى في فعالية التقاط الصور التذكارية مع المساهمين في إطلاق الصاروخ.

وظهر كيم جونغ أون مرتديا معطفا جلديا أسود، وممسكا بيد ابنته بلطف. وكانت الطفلة تصفق للرد عمن يرحب بهما، لتظهر في صورة ابنة الحاكم الأعلى في البلاد.

ويرى مراقبون من كوريا الجنوبية أن مظهرها نُسّق لإبرازها أنها جزء من الأسرة الحاكمة الأصيلة التابعة لمؤسس كوريا الشمالية كيم إيل سونغ، على الرغم من كونها طفلة.

وقال وزير الوحدة في كوريا الجنوبية “كوان يونغ سيه” معلقا على ظهورها، “إن كوريا الشمالية تهدف من ظهورها إلى إرسال رسالة للمجتمع الكوري الشمالي والمجتمع الدولي يفيد بأن إطلاق الصاروخ العابر للقارات هو حدث من الحياة اليومية العادية”.

ووصفت وسائل الإعلام الكورية الشمالية ابنة كيم في ظهورها الأول بـ”الابنة المحببة” للزعيم، غير أنها رفعت مكانتها إلى “الابنة الغالية المحترمة” في هذه المرة. ويقول خبراء إن ابنة كيم ظهرت كـ”رمز للجيل المستقبلي”.

وقال رئيس جامعة دراسات كوريا الشمالية يانغ مو جين “ظهور ابنة كيم يحمل معنى أن التسلح النووي فقط يضمن مستقبل الجيل القادم”، وظهورها أمام المساهمين في تطوير الصاروخ المعني هو “رسالة موجهة إلى الجيش للحفاظ على السلالة الأصيلة للبلاد”.

وتوقع الخبراء أن ابنة كيم ستشارك في مزيد من الفعاليات بصورة معلنة في المستقبل، من ضمن مساعي كوريا الشمالية لتعديل صورة كيم جونغ أون -المعروف بحماسه للتسلح- من خلال ظهور ابنته معه.

وقال هونغ مين مدير دراسة كوريا الشمالية بمعهد الوحدة إن الهدف من ظهورها كامراة بالغة، هو رفع مكانتها وهيبتها كعضو من الأسرة الحاكمة مثلما حدث لزوجة الزعيم السابق كيم إيل سونغ وأخته “كيم كيونغ هي” و”كيم يو جيونغ” شقيقة الزعيم الحالي . كما ترى كوريا الشمالية أن ظهورها مفيد لإرسال رسائل داخل وخارج البلاد.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.