أدرجت اليونسكو -أمس الخميس- في قائمة التراث الثقافي غير المادي للبشرية الشاي التركي الذي يُشكل جزءًا من عادات الأتراك اليومية، وضمت إلى التصنيف نفسه الشاي الأذربيجاني.

وأشارت اليونسكو -في بيان لها- إلى أن “زراعة الشاي في أذربيجان وتركيا تمثل عادة اجتماعية مهمة تعكس حسن الضيافة، فضلًا عن أنها تسهم في إنشاء روابط اجتماعية والحفاظ عليها، وتُستخَدم للاحتفال بالأحداث واللحظات المهمة في حياة المجتمعات”.

وعادةً ما يجري تحضير الشاي التركي الأسود في أباريق صغيرة ويُقدَم داخل أكواب صغيرة على شكل وردة، إما خفيفًا أو قوي النكهة، حسب أذواق المستهلكين. ويتم تناول هذا المشروب في مختلف أوقات اليوم بدءًا من وقت الفطور حتى العشاء.

ويتجول حاملو صينيات الشاي في أسواق تركيا وشوارعها الشعبية لتقديم مشروبهم الشهير للتجار والزبائن.

وينتشر باعة الشاي المتجولون في المدن التركية الكبرى أيضًا.

وأوضحت اليونسكو أن “ثقافة الشاي تشكل عنصرًا أساسيًا في الحياة اليومية للأتراك من مختلف الطبقات الاجتماعية”.

ولفتت اليونسكو إلى تناول الشاي في أذربيجان أيضًا، مشيرة إلى أن “بعض المجتمعات في مناطق محددة تضيف إلى المشروب البهارات والأعشاب المحلية، كالقرفة والزنجبيل والزعتر”.

ويعتبر الشاي في البلدين جزءًا من الممارسات الاجتماعية ومن عادات الضيافة.

وشاع استهلاك الشاي في تركيا منذ بداية القرن الـ20 تحديدًا، عندما شجع مصطفى كمال أتاتورك تناوله بدلا من القهوة، بهدف دعم الإنتاج المحلي.

ومن تركيا لأذربيجان حيث لدى الأذريين طقوس خاصة في احتساء الشاي، فهم يشربونه من غير سكر، إلا أنهم يضعون قطعة السكر أو ملعقة من العسل على اللسان ثم يحتسون رشفة من الشاي الساخن.

ومن تلك الطقوس أنهم يشربونه في كل الأوقات، فلا يوجد وقت محدد لتناوله، بل يحتسونه قبل الطعام وبعده وفي أثنائه.

الشاي في تركيا

وأظهر تقرير حديث أصدرته لجنة الشاي العالمية أن الأتراك أكثر شعوب العالم استهلاكا للشاي، حيث يتراوح معدل شربهم له بين 3 و4 أكواب للشخص الواحد يوميًا، ويرتفع هذا العدد إلى 10 أكواب خلال فصل الشتاء

إذ تعد الفتاة التركية، أرجوان أدالي، الشاي مفتاح الحل لجميع المشكلات التي قد تواجهها، وحسب حديثها لتقرير سابق للجزيرة نت فإن أول ما تفكر به عندما تحيط بها مشاكل الدراسة أو العمل هو الاتصال بإحدى صديقاتها والالتقاء في أحد الأماكن العامة واحتساء الشاي، ومن ثم فتح النقاش في أي أمر وإيجاد الحلول له.

ويقدم الشاي عند الأتراك في كل الأوقات والمناسبات غالبًا، بدءًا من الزيارات العائلية إلى أوقات تناول الوجبات وما بعدها.

كما يمكن إدراك مدى الارتباط الوثيق للأتراك بالشاي من المثل التركي الذي يقول “محادثة دون شاي كسماء الليل دون قمر”. وبالطبع فإن تركيا تزرع محليًا عشرات الأصناف من الشاي، وتصدرها إلى أكثر من 100 دولة حول العالم كمنتج وطني رئيسي، وتختلف قيمته بالتأكيد من صنف إلى آخر.

وهناك أنواع رئيسية من الشاي التركي، من أبرزها الشاي الأسود المتخمر، وهو الأكثر استخدامًا في الأماكن العامة، ويستهلكه أغلب الأتراك، حيث يتفننون في طريقة تحضيره باستخدام إبريقين فوق بعضهما، ويتم وضع الشاي في الإبريق الثاني الصغير وفي الأول الذي يكون في الأسفل يسخن داخله الماء من أجل تحضير الشاي عن طريق البخار، ويمكن إضافة ماء الورد إلى الشاي لإضافة مذاق رائع.

وهناك الشاي الأخضر غير المتخمر، وتجري له معالجة عالية عند صناعته، حيث تعلق أوراق الشاي أولًا على خطاطيف وتجفف بالهواء الساخن، ثم ينخل عن طريق الضغط على الأوراق في مكان رطب بارد، وبعد ذلك تسود الأوراق وتلتقط من جذورها.

كما يوجد الشاي الأبيض الذي بدأ إنتاجه مؤخرًا، إضافة إلى أنواع أخرى تنتج من الأعشاب ومن أوراق شجر الزيتون، وأنواع تكون مختلطة بنكهات الفواكه أيضًا.

وفي إطار البحث أكثر عن بداية الارتباط الوثيق للأتراك بالشاي وتفسيره، تحدثت الجزيرة نت مع أستاذ علم الاجتماع مصطفى أوغلو الذي قال إن المرء قد يتخيل من الوهلة الأولى عند زيارته تركيا بأن المواطنين يتمسكون بشرب الشاي بوصفه ثقافة وتقليدًا عثمانيًا، وفي الحقيقة أن الأتراك خلال تلك الحقب كانوا مرتبطين بالقهوة، لكن حضور الشاي كان شبه منعدم.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.