إثارة وندية وجودة منذ الدقيقة الأولى وحتى الأخيرة، أظهر التعادل 2-2 بين المتصدر مانشستر سيتي وليفربول صاحب المركز الثاني أمس الأحد سبب اعتبار الدوري الإنجليزي الممتاز أقوى مسابقة لكرة القدم في العالم.

وتعني النتيجة أن الصراع على اللقب يبقى مفتوحا، إذ يتصدر فريق المدرب بيب غوارديولا الترتيب بفارق نقطة واحدة عن أبناء يورغن كلوب وسيراهن قليلون على أن السباق لن يستمر حتى الرمق الأخير مع تبقي 7 مباريات.

لكن حتى بدون الإثارة المضافة من صراع القمة، تضمنت المباراة في ملعب “الاتحاد” كل عناصر المتعة للمشاهد خلال 90 دقيقة.

وتنجذب الجماهير حول العالم إلى الدوري الإنجليزي لوفرة النجوم الدوليين سواء من اللاعبين أو المدربين خارج الخطوط، وجمعت هذه المباراة أفضل العناصر على الإطلاق.

وأظهر البلجيكي كيفن دي بروين نجم السيتي -أكثر لاعب وسط متكامل في العالم- قوته ولمسته الحاسمة ليضع فريقه في المقدمة بالدقيقة الخامسة، وبعد الاستراحة مرر مهاجم الضيوف محمد صلاح كرة رائعة إلى ساديو ماني ليضمن تقاسم النقاط.

ومن بين اللاعبين المحليين، أظهر فيل فودن لاعب سيتي براعته في التحكم بالكرة ومهاراته في المراوغة، في حين صنع مدافع ليفربول ترينت ألكسندر-أرنولد هدفا لديوغو جوتا ليدرك التعادل 1-1 بتحرك مذهل ووعي قبل أن يضع غابرييل جيسوس أصحاب الضيافة في المقدمة مجددا.

 

تناقض خططي

من الناحية الخططية، شهدت المباراة تناقضا بين التزام غوارديولا المعروف بالاستحواذ عبر التمريرات القصيرة من جهة، واللعب المباشر وأسلوب الضغط لكلوب من جهة أخرى.

لكن المباراة لم تمض بهذا السيناريو تماما، حيث بدأ سيتي اللقاء بضغط عال وطاقة كبيرة، وهو الأسلوب الذي يشتهر به منافسه، فشن هجمات شرسة وجد ليفربول صعوبة في التعامل معها.

ورغم ذلك تمسك الفريق الزائر بواجباته ولم يبالغ في الدفاع أو يكتف بدور المطارد، بل كان يبحث دائما عن المساحات بين خطوط سيتي.

ولم تكن الأدوار نمطية لفريقين سيطرا على الدوري في آخر 4 مواسم.

وساعد في ذلك العمل الدؤوب والروح القتالية والإصرار من الفريقين، وهي صفات تقليدية لكرة القدم الإنجليزية كان من الممكن أن تختفي بسهولة في عصر هيمنة اللاعبين والمدربين الأوروبيين.

وكانت المواجهة مزيجا من صفات ميزت الكرة الإنجليزية لفترة طويلة وهي الشراسة والسرعة الفائقة واللعب الهجومي، وأضيفت إليها أفكار مدربين أجانب وإمكانات لاعبين دوليين من الصفوة، وهو ما يدفع الجماهير حول العالم لعشق الدوري الإنجليزي.

ولم يرغب أي الفريقين في التعادل، وكللت النتيجة عرضا مذهلا دفع حتى أكثر المحللين تحفظا للتغني بروعته.

وقال روي كين -لاعب وسط مانشستر يونايتد السابق والمحلل بمحطة “سكاي سبورتس” (Sky Sports)- “الذي أبهرني رغبة كل اللاعبين من أعلى مستوى في مواصلة القتال من أجل الفوز حتى النهاية”.

وأضاف “لم يسيطر فريق لفترات طويلة، وكانت المواجهة شديدة التكافؤ من الجانبين؛ فأظهر ليفربول شخصيته في الشوط الثاني لكن سيتي حصل على فرص خطيرة، وهذا تنبيه كبير لنا جميعا بما تعنيه اللعبة”.

ملعب “الاتحاد” كان مشتعلا

ربما لا يشتهر ملعب الاتحاد بأجوائه الحماسية لكنه كان مشتعلا في معظم فترات المباراة، وأدى مشجعو الفريقين الدور المطلوب مع إدراك أن النتيجة قد تنقلب في أي لحظة.

واستمتع غوارديولا -الذي كان متقد الحماس مثل نظيره كلوب خارج الخطوط- بهذه الأجواء.

وقال “أعتقد أنها كانت مباراة ممتعة للجماهير حول العالم. ترغب في أن تكون مدربا من أجل هذا النوع من المباريات”.

وحتى الفرصة التي أهدرها رياض محرز في آخر دقيقة لم تعكر صفوه.

وتابع “لا يوجد ما أندم عليه. يمكن للاعبين إهدار ما يريدون من الفرص. هذا إيجابي وهذه هي كرة القدم”.

وكان كلوب، الذي عاد إلى الملعب بعد 20 دقيقة من صفارة النهاية لتحية الجماهير الزائرة، على القدر نفسه من الحماس.

وقال “كانت مباراة استثنائية. اثنان من الوزن الثقيل يتصارعان. هذا جنوني. الندية. مستوى مختلف تماما”.


المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.