تتأثر المرأة بشكل كبير جسديا ونفسيا بعد الإجهاض، وتعاني من النزيف والالتهابات وآلام شديدة في البطن، ويستغرق التعافي وقتا.

ومع ذلك، فإن اتخاذ بعض الاحتياطات بعد الإجهاض يمكن أن يساعد في التخطيط للحمل والإنجاب مرة أخرى. لكن من الضروري أن تتعافى المرأة أولا من ذلك الحادث المأساوي جسديا حتى يستعيد الرحم قوته للحمل مرة أخرى.

ما الإجهاض؟

يعرف الإجهاض بأنه فقدان تلقائي للحمل، ووفقا لإحصاءات “منظمة الصحة العالمية” (WHO)، فإن حوالي 12% إلى 15% من حالات الحمل السريري تؤدي إلى إجهاض، مع حدوث 17% إلى 22% من حالات الإجهاض خلال الأشهر الثلاثة الأولى، أو في المراحل المبكرة من الحمل.

وتحدث حالات الإجهاض نتيجة مشاكل في الجينات أو الكروموسومات، مما يتسبب في عدم نمو الجنين بالشكل المتوقع. ووفق مؤسسة “مايوكلينيك” (Mayoclinic) فإن حوالي 50% من حالات الإجهاض مرتبطة بكروموسومات إضافية أو أخرى مفقودة. وتنجم مشاكل الكروموسومات عن بعض الاضطرابات التي تحدث عندما ينمو الجنين داخل الرحم.

وقد تؤدي الظروف الصحية للأم أيضا إلى الإجهاض، مثل الإصابة بمرض السكري غير المنضبط، والالتهابات، والمشاكل الهرمونية، ومشاكل الرحم أو عنق الرحم ومرض الغدة الدرقية، ويعد التدخين كذلك أحد مسببات الإجهاض.

من الضروري ألا تحاول المرأة الإنجاب حتى تكمل دورتي حيض على الأقل بعد الإجهاض ويتعافى الجسم أولا (شترستوك)

ماذا يحدث للجسم بعد الإجهاض؟

يتفاعل جسم كل امرأة بشكل مختلف مع فقدان الحمل، لذلك لا توجد مجموعة واحدة من أعراض الإجهاض التي قد يعاني منها جميع النساء، ووفق موقع “مام جانكشن”  (Momjunction) فيما يلي أكثر العلامات والأعراض شيوعا بعد الإجهاض:

  • التشنج والنزيف

يعد النزيف والتقلصات المتزايدة بعد الإجهاض أمرا شائعا. تعاني المرأة من بعض التشنجات والنزيف بعد الإجهاض، حيث يتقلص الرحم لطرد الدم والأنسجة التي كان يحتفظ بها.

يمكن أن تعاني المرأة بعد الإجهاض من إفرازات مهبلية وآلام في الحوض بسبب إجراء جراحة التوسيع والكشط لإزالة بقايا أنسجة الجنين من الرحم لمنع العدوى البكتيرية من المهبل إلى الرحم. ولا بد من مراجعة الطبيب لعلاج ذلك العرض.

  • تغير الهرمونات

يبقى “هرمون الحمل” (HCG) في الدم لمدة شهرين بعد الإجهاض ولا تصل مستوياته إلى الصفر إلا بعد فصل أنسجة المشيمة تماما، ويستغرق الأمر وقتا طويلا حتى تعود مستوياته إلى الانخفاض حيث يكون الهرمون في ذروته خلال الحمل ويسبب أعراضا مثل القيء والغثيان وتضخم الثدي.

ومع انخفاض مستويات الهرمون بعد الإجهاض تبدأ أعراض الحمل في التراجع، ويؤثر ذلك على الجسم ويؤدي إلى التعب والإرهاق والأرق، كما يؤثر بشكل كبير على المشاعر ويمكن أن يصل إلى حد الاكتئاب.

يستغرق إغلاق عنق الرحم وعودته إلى حجمه الطبيعي ما لا يقل عن أسبوعين بعد الإجهاض. لكن في بعض الحالات، لا يستطيع الرحم تفريغ محتوياته، وفي تلك الحالة يكون الإجهاض غير مكتمل.

والإجهاض مؤلم للغاية ويرتبط بتشنجات شديدة ويستمر لمدة أسبوعين أو أكثر، ويدخل الجسم في مخاض صغير مصحوبا بنزيف غزير وألم شديد ويتوقف النزيف بمجرد عودة الرحم إلى حجمه الطبيعي. ويساعد تدليك منطقة الرحم على عودته إلى حجمه الذي كان عليه قبل الحمل.

تعاني المرأة بعد الإجهاض من آلام الثدي أو نزول الحليب، لكن الضغط يقل تدريجيا. وفي بعض الحالات، قد يصف الطبيب أدوية للتخلص من الحليب.

كيف يتعافى الجسد؟

يشفى الجسد بسرعة كبيرة بعد الإجهاض، لكن تحتاج المرأة إلى الاعتناء بجسمها بعد الإجهاض الذي يفقدها الكثير من العناصر المهمة والضرورية، من طرق الاعتناء بالجسد بعد الإجهاض وفقا لـ “بارسيلي هيلث” (Parsleyhealth):

  • الحفاظ على النظافة

من المناسب استخدام الفوط القطنية عند النزيف بعد الإجهاض، وتغييرها كل 4-6 ساعات. ويجب الاستحمام مرة أو مرتين يوميا لتنظيم درجة حرارة الجسم، مع ضرورة عدم استخدام الغسول أو المطهرات لتنظيف منطقة المهبل لأنها قد تؤدي إلى الإصابة بالعدوى.

  • نظام غذائي صحي

يحتاج الجسم إلى إعادة البناء والتزود بالطاقة بعد الإجهاض، لذا من الضروري أن تحتوي الوجبات الغذائية على أجزاء من البروتين والكربوهيدرات والألياف والدهون والمعادن والفيتامينات الأساسية.

من أهم البروتينات التي يجب أن تتناولها المرأة بعد الإجهاض، البيض والجبن والدواجن واللحوم الحمراء والمأكولات البحرية.

ويفضل أن تتناول الفواكه والخضار الكاملة الغنية بالعناصر الغذائية، كما من الضروري أن تتناول العدس وفول الصويا، وتهتم بتناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم مثل الحليب ومنتجات الألبان والفواكه المجففة وفول الصويا والخضار الورقية، خاصة أن مستويات الكالسيوم تنخفض أثناء الحمل والإجهاض.

وبناء على الأعراض التي تعاني منها المرأة بعد الإجهاض، قد تكون هناك حاجة إلى المكملات الغذائية لتعويض نقص العناصر الغذائية التي حدثت بسبب الإجهاض.

ومن الضروري التحدث مع الطبيب بشأن تناول المكملات الغذائية، حيث يساعد ذلك في تعويض الحديد أو الكالسيوم أو الفيتامينات الأخرى المنخفضة بعد إجراء التحاليل المطلوبة.

  • ممارسة التمارين الخفيفة

بينما لا يزال الجسم يتعافى، قد تكون التمرينات العلاجية ضرورية للصحة وتحسين الحالة النفسية والمزاجية. بمجرد أن يسمح الطبيب بممارسة الرياضة، يمكن أن يتضمن الروتين اليومي بعض التمارين البسيطة مثل تمارين “البيلاتس” أو “اليوغا” أو المشي أو الركض أو السباحة الخفيفة.

صور نساء يمارسن تمارين سترتشينغ
قد تكون التمرينات العلاجية ضرورية لصحة الجسم وتحسين الحالة النفسية والمزاجية (شترستوك)

يحتاج الجسم إلى الماء للتعافي من الإجهاض. فمن الضروري شرب ما لا يقل عن 8 أكواب من الماء كل يوم. يمكن تناول العصائر الطبيعية والأعشاب المهدئة، مع الابتعاد عن المشروبات المحتوية على الكافيين لأن الكافيين مدر للبول ولن يعمل على شفاء الجسم.

الرعاية الذاتية بعد الإجهاض أمر مهم وضروري للغاية. وتساهم ممارسة التأمل في تخفيف التوتر، وتصفية الذهن، مما يؤدي إلى التوازن الهرموني، كما يساعد التأمل الحركي كـ”اليوغا” على تقوية الجسم وعضلات الرحم مرة أخرى.

تحاول الكثيرات الحمل مرة أخرى بمجرد الإجهاض. الطبيعي أن الجسم والعاطفة يحتاجان وقتا للتعافي، ومن الضروري ألا تحاول المرأة الإنجاب حتى تكمل دورتي حيض على الأقل، حتى يستعيد الرحم قوته للحمل مرة أخرى، وتتخطى المرأة الحزن.

من الضروري البقاء على اتصال مع الطبيب في فترة ما بعد الإجهاض لمناقشة أي أعراض مستمرة، خاصة إذا كان النزيف لا يبدو أنه يقل أو أن الحالة النفسية لا تزال سيئة.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.