أعد مراسل مجلة لوبوان Le Point الفرنسية في أوكرانيا بوريس مابيلار تقريرا حول مروحية سقطت في الأراضي الأوكرانية، قائلا إن قصصا نسجت وما زالت تنسج حول تلك المروحية التي كانت تبث الرعب في قرية مالا روهان، وما جاورها، التي تبعد حوالي 15 شرق خاركيف.

ويضيف أن سكان تلك القرى، حتى أولئك الذين لم يغادروا أقبية منازلهم، يعتقدون أنهم رأوها بينما كانت تقصف، لكن ما هو مؤكد أن تلك المروحية، وهي من طراز “إم آي-28” (Mi-28) تحطمت قبل أيام في حقل أخضر أسفل مالا روهان وما زال حطامها متناثرا هناك، بعد أن تفحمت شفراتها ومحركها وسحقت قمرة قيادتها، وفقا للمراسل.

والواقع أن كل ما تبقى من هذه الطائرة هو جسمها الخلفي حيث يمكن قراءة رقم تعريف الطائرة “آر إف-91882” RF-91882، مع حرف “زد” (Z) كبير وبعض الرموز الأخرى.

لكن لا أحد من القرويين يريد أن يفوت الفرصة في الحديث عن المروحية المخيفة حتى وهم ينتظرون توزيع المواد الغذائية عليهم بعد أن أجبر الاحتلال الروسي، ومن ثم القصف المكثف للقرية الموجودة على خط المواجهة، جميع المحلات على غلق أبوابها، ولذلك فإن السكان يعتمدون على ما يوزع عليهم من طعام أسبوعيا.

ومقابل مالا روهان، وعلى الجانب الآخر من المنخفض الصغير حيث تحطمت المروحية، انفجرت دبابتان ولم يبق من القاعدة المحصنة التي أنشأها الجيش الروسي سوى أطلال على تل صغير وسط البساتين.

هذا ما تبقى من المروحية (غيتي)

وتقول إحدى النساء المتقدمات في السن إن الروس، بعد احتلالهم للقرية، وضعوا دبابة في الشارع المركزي وبدؤوا في إطلاق النار، واستمر ذلك عدة أيام، كان الجميع خلالها متحصنا داخل الأقبية.

ويواصل زوجها الجالس على الأرض “لقد خرجت لمشاهدة المعارك، كان للروس 5 فرق مدفعية ودبابات في الغابة المقابلة، جاءت المروحية وحطمت المواقع الروسية الواحد تلو الآخر”.

أما المسؤول الإداري عن البلدة أولكسندر شميغول فيروي نسخته من الحدث، موضحا أن “القواعد الروسية كانت تحت نيراننا، فطلبوا المدد، بعدها وصلت مروحية كانت متمركزة في مكان غير بعيد، وبسبب الظلام والاضطراب، أطلقت النيران على مواقعهم، فردوا على مصدر إطلاق النار فأسقطوا مروحيتهم”.

ومن المستحيل تحديد ما حدث بالفعل، حسب المراسل، لكن القصتين تشتركان في السخرية من “العدو” الروسي، ويلاحظ شميغول أن الكثير من الناس ما فتئوا يأخذون قطعا من حطام هذه المروحية كتذكار، مشيرا إلى أنه لا يتوقع أن يبقى منها شيء بعد وقت وجيز.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.