تواصل بريطانيا فرض المزيد من العقوبات على رجال الأعمال الروس أو من تسميهم “أوليغارشية” بوتين، نكاية في قربهم من الرئيس فلاديمير بوتين، ومع استمرار الحرب في أوكرانيا، تضاف أسماء جديدة لقائمة العقوبات والحظر البريطانية.
ومن بين الأسماء اللافتة التي طالتها العقوبات البريطانية، هناك “فياتشيسلاف موشيه كانتور” الذي يعتبر من أغنى الشخصيات في روسيا، وأيضا من أكثر الأسماء المؤثرة في الجالية اليهودية عبر العالم.
ويعتبر كانتور من الأسماء البارزة للجالية اليهودية في أوروبا، بل هو أحد الآباء المؤسسين للكونغرس اليهودي في هذه القارة الذي يترأسه حاليا، مما جعله صاحب نفوذ كبير عبر العالم.
ولا يمكن وصف كانتور برجل الأعمال العادي، فهو شخصية مؤثرة في أوروبا، وله علاقات متشعبة ونافذة للدفاع عن مصالح الجالية اليهودية في القارة، وللترافع عن إسرائيل، وتم تصنيفه بأنه من بين أكثر 50 شخصية يهودية مؤثرة في العالم.
النشأة والعمل
ـ 8 سبتمبر/أيلول 1953: ولد فياتشيسلاف موشيه كانتور في العاصمة الروسية موسكو.
ـ عام 1976: حصل على شهادة الماجستير من معهد موسكو للطيران.
ـ عام 1981: حصل على شهادة الدكتوراه تخصص أنظمة التحكم الآلي للمركبات الفضائية.
ـ عام 1989: شغل منصب المدير العام للشركة الروسية الأميركية “إنتلماس” (Intelmas) واستمر في المنصب حتى عام 1993.
ـ كان أيضا المشرف على أول الشبكات المعلوماتية خصوصا في أكاديمية العلوم الروسية.
ـ ما بين سنة 1996 و2000: شغل منصب المستشار الاقتصادي لرئيس المجلس الفدرالي الروسي.
ـ عام 2000: ترأس المعهد الوطني لإصلاح الشركات، وهي مؤسسة غير ذات أهداف ربحية تجمع السياسيين الروس ورجال الأعمال والعلماء بهدف تحسين مناخ الاستثمار في روسيا وتحسين صورة الشركة في الخارج.
ثروة طائلة
ـ كانت بداية كانتور في مجال الأعمال والثروة سنة 1990 عندما نجح في الظفر بعقد للتقييم البيئي لشركة “آزوت” (AZOTE) للمواد الكيميائية التي تعتبر من أكبر الشركات بالعالم في إنتاج المواد الكيميائية.
ـ عام 1993: تم الإعلان عن خصخصة شركة الأسمدة “أكرون” (ACRON) الرائدة عالميا بإنتاج الأسمدة، وقام كانتور بشراء 31.36% من أسهم هذه الشركة التي كانت السبب الحقيقي في بناء إمبراطوريته المالية.
ـ تقول مجلة فوربس إن ثروة حوالي 11.4 مليار دولار، مشيرة إلى أنها نتاج اشتغاله بمجال الأسمدة والمواد الكيميائية، والعقارات، وهذه الثروة تجعله من بين 25 رجل أعمال هم الأغنى بروسيا ويحتل المرتبة 622 في قائمة أغنياء العالم.
العلاقة مع بوتين
ـ تقول جريدة “هآرتس” الإسرائيلية إن كانتور له روابط قوية مع بوتين، حيث قام بإحضار العديد من البعثات الأجنبية للقاء الرئيس، وسنة 2017 منحه الأخير وسام الشرف تقديرا “لإنجازاته المهنية وأعماله العادلة منذ سنوات طويلة”.
ـ عندما اندلعت الحرب في أوكرانيا أصدر “مركز كانتور” الذي يوجد مقره جامعة تل أبيب بيانا، يعلن فيه “أن هذه الحرب غير مبررة وتتم فيها جرائم حرب جبانة يتم ارتكابها بتوجيهات من بوتين”.
ـ ورغم هذا البيان الغاضب، فإن الحكومة البريطانية اعتبرت في بيانها أن شركة “أكرون” -التي يمتلك كانتور الحصة الأكبر من أسهمها- مورد أساسي وحيوي للحكومة الروسية.
نفوذ وسطوة
ـ عام 2005: ترأس كانتور مؤسسة المنتدى العالمي لذكرى المحرقة، وذلك بعد مؤتمر انعقد في بولونيا تحت شعار “اتركوا شعبي يعيش”.
ـ خلال الفترة ما بين 2005 و2009: ترأس الكونغرس اليهودي الروسي.
ـ عام 2006: أصبح من المؤسسين لمؤسسة “يهود أوروبا” (FJE) والتي تهدف إلى الدفاع عن مصالح الجالية اليهودية في القارة العجوز.
ـ من بين أكبر المناصب التي وصل لها كانتور رئاسة الكونغرس اليهودي الأوروبي الذي يعتبر أكبر تجمع لليهود بأوروبا ويضم ممثلين عن 42 هيئة يهودية في هذه القارة، ويقول هذا الكونغرس إنه يدافع عن مصالح 2.5 مليون يهودي في أوروبا.
ـ منذ عام 2007: كانتور رئيسا للكونغرس اليهودي الأوروبي حيث أعيد انتخابه أعوام 2008 و2012 و2016 لمدة 4 سنوات.
ـ عام 2010: أسس “مركز كانتور” لدراسة اليهودية الأوروبية المعاصرة وذلك في جامعة تل أبيب، وهو الممول لهذا المركز حتى الآن.
ـ عام 2013: تم اختيار كانتور لرئاسة المجلس السياسي للكونغرس اليهودي العالمي، وتمت إعادة انتخابه في نفس المنصب سنة 2017.
ـ يتمتع كانتور بعلاقات عالية المستوى من بينها علاقته مع رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، وقد قام سنة 2015 بتعيين الأخير رئيسا للمجلس الأوروبي للتسامح والمصالحة وهي المؤسسة التي يمولها كانتور.
ـ يحمل كانتور الجنسية البريطانية والإسرائيلية والروسية.
ـ بمجرد إعلان وزارة الخارجية البريطاني عن وجود كانتور ضمن أسماء المعاقبين، أصدر الكونغرس اليهودي الأوروبي بيانا يعبر فيه عن “صدمته” من هذا القرار “غير المبني على أسس ودلائل ملموسة”.
المصدر: وكالات + الجزيرة نت
