يقال إن القوات الروسية التي تقدمت إلى كييف في بداية حرب بوتين الكاسحة على أوكرانيا جلبت معها زي الاحتفال الرسمي لارتدائه فور تحقق النصر في غضون أيام، كما كانوا يتوقعون، ولكن بعد مرور سنة لم يلبسوه وذلك بفضل الصمود الأوكراني والمؤازرة الغربية والإخفاقات الروسية في ساحة القتال.

في هذا السياق، تناول تقرير بمجلة “نيوزويك” (Newsweek) الأميركية ما اعتبره كبير مراسلي المجلة بريندان كول “5 انتكاسات رئيسية لغزو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لأوكرانيا الذي يدخل عامه الثاني غدا”، مشيرا إلى أن تلك الانتكاسات وضعت روسيا في مأزق، بالرغم من تعزيزها مواقعها شرقي وجنوبي أوكرانيا وتحقيقها بعض المكاسب الضئيلة.

أما الانتكاسة الأولى -وفقا للمراسل- فهي الفشل في الاستيلاء على كييف. فرغم تقدم القوات الروسية بسرعة في بداية الحرب وتشكيلها رتلا بطول 40 ميلا على امتداد الطرق السريعة شمالي كييف، فإن الرتل توقف ولم تسقط العاصمة أبدا، حيث عطلت القوات الأوكرانية خطوط الإمداد الروسية ومنعت الطائرات التي تقل القوات من الهبوط ودمرت عربات مدرعة روسية. وهو ما كان مقدمة لمقاومة شرسة ضد هجوم بوتين المستمر حتى يومنا هذا.

والانتكاسة الثانية تمثلت في غرق طراد الصواريخ الموجهة “موسكفا”، السفينة الحربية الرئيسية لأسطول البحر الأسود الروسي التي بلغت قيمتها نحو 750 مليون دولار، ولكن يمكن القول إن غرقها يوم 14 أبريل/نيسان الماضي وجه ضربة شديدة لسمعة البحرية الروسية.

أما الثالثة، فكانت انفجارا على جسر مضيق كيرتش، فقد كان انفجار الجسر، الذي يرمز إلى احتلال روسيا لشبه جزيرة القرم في 2014، مذهلا لفداحته الواضحة. وجاء عقب صيف من الضربات على مواقع روسية في شبه الجزيرة، بما في ذلك قاعدة ساكي العسكرية في التاسع من أغسطس/آب الماضي.

وجاءت الانتكاسة الرابعة على شكل خسائر فادحة في القوات، إذ تشير تقديرات كييف للخسائر الروسية إلى أن بوتين خسر مزيدا من القوات هذا الشهر أكثر من أي وقت مضى منذ بدء الحرب.

إذ تزعم كييف أنها قتلت أكثر من ألف روسي في يوم واحد. ويأتي ذلك وسط تقارير من كلا الجانبين عن “مفرمة لحم” في شرق دونيتسك، لا سيما حول بلدة باخموت.

والانتكاسة الخامسة لبوتين -حسب كول- هي الانسحاب الروسي من خيرسون، العاصمة الإقليمية الوحيدة التي استولت عليها القوات الروسية منذ بداية الحرب. وقد أتى هذا الانسحاب عندما واجهت القوات الروسية هجوما أوكرانيا مضادا اكتسب زخما كبيرا.

وختمت المجلة تقريرها بما قاله كونستانتين سونين، الاقتصادي السياسي في كلية هاريس للسياسة العامة بجامعة شيكاغو وهو روسي المولد، من أن بوتين شن الحرب على أساس “سوء تقدير كبير”، وإن النكسات على مدى الأشهر الـ12 الماضية تظهر أنه لا يتكيف مع الواقع على الأرض.

وقال سونين إن بوتين تصرف على هذا النحو بعد “استخفاف كبير بمدى قدرة الجيش والنظام السياسي والشعب الأوكراني على  الصمود، فضلا عن عدم تقديره للرد الغربي”.

وأضاف أن “الحسابات الخاطئة اتضحت منذ أبريل/نيسان. وكان من الواضح أن الأمر لن يتم كما هو مخطط له ولا يزال بوتين باقيا”.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.