في 14 مايو/أيار 2017، وصل إيمانويل ماكرون إلى قصر الإليزيه ليبدأ فترة رئاسة لفرنسا مدتها 5 سنوات وعمره وقتها لم يتجاوز الـ39 ليكون أصغر رئيس وصل إلى هذا المنصب في تاريخ البلاد.

وخلال 5 سنوات مضت، كانت هناك العديد من المحطات وتباينت المواقف من سياسات ماكرون سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي حيث يرى البعض أنها حققت نجاحا نوعا ما مقارنة بمن سبقه، في حين يعتبر آخرون أنها لم تحقق المأمول للشعب الفرنسي، إليكم أبرز هذه المحطات.

“الجمهورية إلى الأمام”

ـ 14 مايو/أيار 2017: تسلم إيمانويل ماكرون السلطة من سلفه فرانسوا هولاند، أي بعد أسبوع من فوزه في الانتخابات أمام مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان، ليصبح بذلك ثامن رئيس في تاريخ الجمهورية الخامسة التي أسسها الجنرال شارل ديغول في مايو/أيار 1958.

ـ 18 يونيو/حزيران 2017: حزب “الجمهورية إلى الأمام”، الذي أطلقه إيمانويل ماكرون نهاية عام 2016، يفوز بأغلبية المقاعد في الجمعية الوطنية (الغرفة السفلى من البرلمان، في حين يشكل مجلس الشيوخ الغرفة العليا) خلال الانتخابات التشريعية التي تميزت بنسبة امتناع (عن التصويت) عالية بلغت 57%.

ـ 19 يوليو/تموز 2017: رئيس أركان الجيش الفرنسي، الجنرال بيير دو فيليه، يعلن استقالته، مما تسبب في أول أزمة في ولاية ماكرون وشكلت سابقة في تاريخ الجمهورية الخامسة. وكانت وراء هذه الاستقالة خلافات بين الجنرال والرئيس الجديد بشأن خفض موازنة وزارة الدفاع الفرنسية.

ـ 14 أبريل/نيسان 2018: شاركت فرنسا إلى جانب بريطانيا والولايات المتحدة في شن ضربات عسكرية ضد سوريا ليل 13 إلى 14 أبريل/نيسان، وذلك بعد أسبوع من هجوم كيميائي لقوات بشار الأسد على السوريين.

ـ بررت وزيرة الجيوش فلورانس بارلي هذه الخطوة بقرار الدول الثلاث “منع نظام الأسد من مواصلة استخدام السلاح الكيميائي” في الحرب السورية التي بدأت باحتجاجات سلمية ضد النظام، سرعان ما قمعتها السلطات بالقوة.

ـ 25 أبريل/نيسان 2018: في اليوم الثالث من زيارته لواشنطن، ألقى إيمانويل ماكرون خطابا أمام الكونغرس الأميركي باللغة الإنجليزية استمر 50 دقيقة، وعرض خلاله نظرة مستقبلية للعالم. وتحدث فيه أساسا عن ملف إيران النووي واتفاق باريس 2015 حول المناخ والعلاقات الدولية.

قضية ألكسندر بينالا

ـ 18 يوليو/تموز 2018: تفجر ما أطلق عليه إعلاميا “قضية (ألكسندر) بينالا”، باسم مكلف أمن الرئيس ماكرون، بعد أن نشرت صحيفة “لوموند” (Le Monde) شريط فيديو يظهر فيه المعاون في أثناء مظاهرة بأحد شوارع الدائرة الخامسة في باريس وهو يضرب متظاهرا في يوم عيد العمال، منتحلا صفة رجل أمن، مما أدى إلى إقالته من مهامه.

ـ أظهرت تحقيقات صحفية، لا سيما تلك التي نشرها موقع “ميديا بارت” الاستقصائي، حول ألكسندر بينالا تفاصيل أخرى في حياته إذ كشفت عن امتلاكه جوازات دبلوماسية وعقده اتفاقا مع رجل أعمال روسي مشكوك في نزاهته.

ـ طالت هذه القضية هرم السلطة وشكلت طعنة في ظهر ماكرون الذي تعهد خلال حملته الانتخابية “بجمهورية مثالية”.

ـ 28 أغسطس/آب 2018: وزير الانتقال البيئي نيكولا هولو يعلن استقالته من الحكومة على أمواج إذاعة “فرانس أنتر” العمومية.

ـ تلقى ماكرون بهذه الاستقالة ضربة قوية لم يكن يتوقعها، نظرا لثقل الإعلامي السابق الذي يعنى بقضايا البيئة منذ سنوات ويحظى بشعبية كبيرة في فرنسا.

ـ كشفت استقالة هولو أيضا التباين الموجود بين الخطاب الرسمي والأفعال في مجال حماية البيئة، فقد اتهم الوزير المستقيل رئيس الجمهورية بأنه متواطئ مع “اللوبيات” (مجموعات الضغط).

ـ 13 سبتمبر/أيلول 2018: اعترف ماكرون بمسؤولية الجيش الفرنسي عن مقتل المناضل الشيوعي موريس أودان الداعم لاستقلال الجزائر والمحامي الجزائري علي منجلي خلال معركة الجزائر (بين 1956 و1957).

“السترات الصفراء”

ـ 17 نوفمبر/تشرين الثاني 2018: خرج أكثر من 200 ألف شخص إلى مدن وشوارع فرنسا للتعبير عن غضبهم إزاء ارتفاع أسعار الوقود، لتكون نقطة بداية حركة “السترات الصفراء”، أول حركة شعبية تلقائية خلال رئاسة ماكرون.

ـ سرعان ما تحولت الحركة إلى دوامة عنف بين المتظاهرين من جهة وقوات الأمن من جهة أخرى، في حين اشتدت التنديدات بغلاء المعيشة.

ـ 1 ديسمبر/كانون الأول 2018: شكل ذلك اليوم منعرجا خطيرا في رئاسة ماكرون وفي تاريخ فرنسا الحديث؛ إذ اندلعت مواجهات عنيفة بين العديد من متظاهري “السترات الصفراء” وشرطة مكافحة الشغب في جادة الشانزليزيه، وتعرض قوس النصر إلى أعمال تخريب ونهب منظم طالت الأثاث والأعمال الفنية وتجهيزاته، كما لوثت جدرانه بالطلاء.

ـ وفي حين تم اعتقال 412 شخصا في باريس، ندد إيمانويل ماكرون من عاصمة الأرجنتين بوينس آيرس (حيث كان يحضر قمة مجموعة العشرين) بما حدث وأنه “لا علاقة له بتعبير سلمي عن غضب شرعي”.

ـ 15 يناير/كانون الثاني 2019: لأجل إخماد نار الأزمة الاجتماعية والسياسية التي ولّدتها حركة “السترات الصفراء”، أعلن إيمانويل ماكرون عن “حوار وطني كبير” مع المنتخبين المحليين دشنه بلقاء مع نحو 100 مسؤول في بلدية غران-بورتوا بإقليم أور (وسط شمال فرنسا).

ـ 15 أبريل/نيسان 2019: النيران تلتهب بكاتدرائية نوتردام في باريس، وسط ذهول وصدمة الفرنسيين، وانتقل ماكرون لمكان المأساة في وقت سريع لتفقد حجم الأضرار، بينما كانت النيران تهدد بسقوط المبنى عن آخره.

ـ تعهد ماكرون بإعادة تشييد الكاتدرائية العريقة في غضون “5 سنوات” وإعادة فتح أبوابها أمام الزائرين عام 2024.

إضراب العمال

ـ 5 ديسمبر/كانون الأول 2019: إطلاق حركة إضراب عمالية واسعة ضد خطة إصلاح معاشات التقاعد تضمنت إلغاء ما تسمى “الأنظمة الخاصة” التي أقرتها فرنسا غداة الحرب العالمية الثانية، في 1945، ومنها نظام موظفي شركة سكك الحديد العمومية “إس إن سي إف” (SNCF).

ـ استمر إضراب عمال الشركة 45 يوما، متسببا في شل حركة النقل العمومي، مما جعل ماكرون يعلن تخليه عن المشروع على الرغم من أنه كان ضمن برنامج حملته الانتخابية عام 2017.

ـ 16 مارس/آذار 2020: أمام تفشي وباء كوفيد-19 في فرنسا، أعلن ماكرون في خطاب للأمة عن حزمة من الإجراءات لاحتواء الجائحة.

ـ 6 أغسطس/آب 2020: زار ماكرون بيروت، بعد يومين من الانفجار الذي هز ميناء العاصمة اللبنانية مخلفا 200 قتيل، ليكون أول قائد أجنبي يزور المدينة بعد الكارثة.

الرسوم المسيئة

ـ أكتوبر/تشرين الأول 2020: شهدت فرنسا نشر رسوم كاريكاتيرية مسيئة للنبي -محمد صلى الله عليه وسلم- على واجهات مبانٍ، واعتبرها الرئيس الفرنسي “حرية تعبير”.

ـ أثارت الرسوم وتصريحات ماكرون موجة غضب بين المسلمين في أنحاء العالم، وأُطلقت في العديد من الدول الإسلامية والعربية حملات لمقاطعة المنتجات الفرنسية.

ـ تناقضت تصريحات ماكرون مع تصريحات سابقة لقناة الجزيرة قال فيها “إن الأخبار التي نقلت أنه يدعم الرسوم المسيئة للرسول الكريم أخبار مضللة ومقتطعة من سياقها”، مؤكدا أنه ليس لديه أي مشكلة مع الإسلام، وإنما معركته ضد الإرهاب والتطرف، واصفا حملة مقاطعة المنتجات الفرنسية بغير اللائقة.

ـ 17 نوفمبر/تشرين الثاني 2020: خرجت عدة تظاهرات في فرنسا، احتجاجا على مناقشة البرلمان مشروع قانون الأمن الشامل، لا سيما ضد المادة 24 منه التي استهجنتها أحزاب اليسار ونددت بها نقابات الصحفيين لكنها تلقت دعما قويا من نقابات الشرطة، إذ تهدف هذه المادة إلى حماية القوى الأمنية خلال العمليات عن طريق معاقبة نشر صور لعناصرها بنية سيئة.

ـ 15 أبريل/نيسان 2021: المشروع أصبح قانونا بعد إقراره في البرلمان، وطعن البرلمانيون اليساريون في القانون أمام المجلس الدستوري، فرد جزئيا على طعنهم وألغى المواد المثيرة للجدل.

ـ 20 يناير/كانون الثاني 2021: تلقى ماكرون اقتراحات من تقرير أعده المؤرخ الفرنسي بنجامان ستورا بطلب منه حول الاستعمار الفرنسي للجزائر (1962-1830) وحرب التحرير (1962-1954) في خطوة للخروج من صراع الذاكرة الذي أنهك العلاقات بين البلدين.

ـ 12 يوليو/تموز 2021: أعلن ماكرون في خطاب تلفزيوني عن إجراءات جديدة لوقف تفشي فيروس كورونا، خصوصا مع انتشار المتحور “دلتا” شديد العدوى، بينها إلزامية التطعيم للعاملين في المؤسسات الصحية وفرض “الشهادة الصحية” في المطاعم والمقاهي والمراكز التجارية وبعض وسائل النقل اعتبارا من أغسطس/آب 2021، وأثارت هذه القرارات موجة احتجاجات عبر البلاد.

ـ 30 سبتمبر/أيلول 2021: ماكرون يستقبل أحفاد “حركي” (عملاء جزائريون عملوا مع فرنسا)، ويطلق تصريحات غير مسبوقة، ادّعى فيها عدم وجود أمة جزائرية قبل استعمار بلاده للجزائر، مما تسبب في أزمة دبلوماسية بين البلدين.

“العظمة والسيادة”

ـ 1 يناير/كانون الثاني 2022: رفع إيمانويل ماكرون لدى تولي فرنسا الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي شعار “العظمة والسيادة”، وقال إن الاتحاد يجب أن يكون “قويا في العالم وسياديا مستقلا في خياراته متحكما في مصيره”، وظل يردد هذا الشعار منذ توليه السلطة، مما أثار امتعاض بعض بلدان أوروبا الشرقية.

ـ 17 فبراير/شباط 2022: اضطرت فرنسا وشركاؤها الأوروبيون لمغادرة مالي بعد 9 سنوات من مكافحة الإرهاب في هذا البلد، وذلك بطلب وضغط من المجلس العسكري الحاكم.

ـ قال ماكرون: “لا يمكن تمديد وجودنا العسكري أمام سلطات لا نشاركها الإستراتيجية ولا الأهداف الخفية”، التي “تلجأ إلى خدمات مرتزقة شركة فاغنر (الروسية)”.

ـ 24 فبراير/شباط 2022: رغم التطمينات والضمانات التي قدمها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل أسابيع للرئيس ماكرون خلال زيارته موسكو، فإن بوتين فاجأ المجتمع الدولي بإعلانه الحرب على أوكرانيا “لتطهيرها من النازيين”.

ـ أدان ماكرون الهجوم الروسي وأقر عقوبات ضد موسكو، لكنه ظل يتحدث إلى بوتين سعيا منه إلى إيجاد حلول دبلوماسية توقف الحرب، مؤكدا أنه ضمن زعماء عالميين قلائل استمروا في التواصل مع بوتين بغرض إنهاء الحرب.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.