إسطنبول– تتجه أنظار العالم إلى إسطنبول مجددا بعد تصريحات وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، التي أكد فيها عقد اجتماع رباعي جديد بين تركيا وأوكرانيا وروسيا والأمم المتحدة الأسبوع الجاري، أملا في إيجاد حل نهائي لأزمة الحبوب الناجمة عن الحرب الروسية على أوكرانيا.

الوزير أكار أشار بعد الاجتماع الرباعي العسكري الذي عقد في إسطنبول يوم 13 يوليو/تموز الحالي بمشاركة مسؤولين من الأطراف الأربعة لمناقشة سبل نقل الحبوب الأوكرانية العالقة؛ إلى اجتماع آخر سيعقد الأسبوع الجاري، مبينا أنه من المتوقع أن يكون حاسما.

وأسفر اجتماع 13 يوليو/تموز عن تفاهم أولي بشأن قضايا فنية أساسية مثل إنشاء مركز تنسيق في إسطنبول يضم ممثلين لجميع الأطراف، وإجراء عمليات تفتيش مشتركة في نقاط الخروج والوصول في الموانئ، وضمان سلامة الملاحة في مسارات التنقل.

مخاوف أمنية

ويعوّل العالم على الاجتماع القادم الذي سيعقد في إسطنبول أيضا وبرعاية تركيا التي تواصل، حسب وزير دفاعها، القيام بما يقع على عاتقها لحل أزمة الغذاء التي تعدّ مشكلة إنسانية.

ويقول الخبير التركي في الشؤون الخارجية والعسكرية جتينر جتين إن تركيا تسعى جاهدة لإبرام اتفاق بين موسكو وكييف حول تحريك سفن الشحن المحملة بالحبوب، وتفعيل هذا الاتفاق قبل الخامس من أغسطس/آب القادم بغية إتاحة المجال لكلا البلدين لتخزين المحاصيل الجديدة.

وأوضح جتين، في مقابلة مع قناة “خبر تورك” التركية، أن أسبابا أمنية تعيق المساعي الرامية للتوصل إلى حل نهائي لأزمة تصدير الحبوب من الموانئ الأوكرانية إلى الأسواق العالمية.

وأضاف أن أوكرانيا تبحث عن ضمانات حقيقية بشأن عدم توجه السفن الحربية الروسية إلى موانئ أوديسا إذا وافقت كييف على نزع الألغام البحرية التي تمنع وصول السفن الحربية الروسية إلى أوديسا.

ويرى جتين أن أوكرانيا تولي أهمية كبيرة لميناء أوديسا إذ بات المنفذ الوحيد للبلاد على البحر الأسود، لا سيما أن كييف صرحت بأنها ترغب في فتح ممر ضيّق لعبور سفن الشحن وبضمانات من جهات معنية على رأسها تركيا التي تلعب دور الوسيط الحيادي بين الطرفين.

وكان جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي قد ذكر أن استئناف تصدير الحبوب من أوكرانيا “مسألة حياة أو موت”، مشيرا إلى أن هناك أملا في التوصل إلى اتفاق هذا الأسبوع لفتح ميناء أوديسا.

وذكر بوريل في تصريحات صحفية أن “حياة عشرات آلاف الأشخاص رهن بهذا الاتفاق” الذي يتمّ التفاوض بشأنه بين روسيا وأوكرانيا وتركيا والأمم المتحدة.

روسيا بحاجة لإنهاء أزمة الحبوب

من جانبه، يرى الدكتور مراد أصلان الأستاذ في جامعة صباح الدين زعيم بإسطنبول أن روسيا تصرّ على رفع العقوبات المفروضة عليها من قِبل العديد من البلدان وعلى رأسها دول الاتحاد الأوروبي، لتسهيل تحرك السفن من موانئها والموانئ الأوكرانية باتجاه الأسواق العالمية.

ويضيف أصلان أنه على الرغم من أن العقوبات المفروضة على موسكو لا تستهدف المواد الغذائية والحبوب بشكل مباشر، فإن السفن الروسية لا تستطيع حاليا الرسو في كثير من الموانئ وهناك قيود تعدّها موسكو “تعجيزية” تجاه السفن الروسية، ومن ثم فإن هذا الأمر يؤثر تأثيرا مباشرا على حركة السفن المحملة بالحبوب.

كما تطالب روسيا، حسب الأكاديمي التركي، بتوفير الوسائل الكفيلة بإيصال ثمن الحبوب التي تصدرها إلى الأسواق العالمية للبنوك الروسية التي تخضع معظمها لعقوبات غربية مشددة.

ورأى أصلان أن الروس بحاجة لحل أزمة الحبوب أكثر من الأوكرانيين، فجزء كبير من الحبوب الأوكرانية تصل على متن القطارات إلى دول القارة الأوروبية عبر البوابات الحدودية مع بولندا ورومانيا، أما موسكو فتطالب المجتمع الدولي بالتعامل مع سفنها كما يتم التعامل مع السفن الأوكرانية.

يذكر أن محاصيل روسيا وأوكرانيا شكلت في عام 2021 نحو 28% من صادرات القمح في العالم.

وتعاني كثير من بلدان العالم أزمة حبوب نتيجة عدم تمكن سفن الشحن من مغادرة الموانئ الأوكرانية بسبب الحرب الدائرة بين موسكو وكييف.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.