أعلنت وزارة الداخلية اللبنانية النتائج الرسمية النهائية لـ12 دائرة انتخابية من أصل 15 دائرة في الانتخابات التشريعية، والتي بلغت نسبة المشاركة فيها نحو 41% وفقا لوزارة الداخلية، وأظهرت النتائج تقدما واضحا لحزب القوات اللبنانية، على حساب غريمه في الأحزاب المسيحية التيار الوطني الحر.

وقال وزير الداخلية اللبناني بسام مولوي -في مؤتمر صحفي عقده أمس الاثنين- إن الانتخابات “ناجحة”، ورأى أن “نسبة الشوائب قليلة جدا نسبة لعدد الدوائر الانتخابية”، نافيا ما تردد عن صناديق اقتراع مفقودة في بعض الدوائر.

ووصف وزير الداخلية نسبة الاقتراع بأنها جيدة وليست منخفضة مقارنة بالانتخابات التشريعية السابقة. وأكد مولوي أن نتائج بقية الدوائر ستعلن تباعا فور توثيقها بشكل نهائي من قبل الجهات القضائية.

وزير الداخلية اللبناني نفى ما تردد عن صناديق اقتراع مفقودة في بعض الدوائر (الأناضول)

وأظهرت النتائج التي أعلنتها الأحزاب السياسية تراجع التيار الوطني الحر، وتقدم حزب القوات اللبنانية، إضافة إلى حصد لوائح الحراك المدني عدداً من المقاعد واحتفاظ أطراف أخرى بالمقاعد التي كانت في حصتها.

وقالت مراسلة الجزيرة في بيروت كارمن جوخدار إن النتائج الرسمية التي أعلنت لم تتضمن مفاجآت تذكر، وجاءت منسجمة مع ما أعلنته الأحزاب.

وأشارت إلى أن أبرز المتغيرات التي جاءت بها هذه الانتخابات حتى الآن هي تقدم حزب القوات اللبنانية بزعامة سمير جعجع بزيادة 5 مقاعد عن حصيلته في الانتخابات السابقة، وذلك وفقا للنتائج الأولية غير الرسمية.

حلفاء حزب الله

وأخفق نواب مقربون من حزب الله في الاحتفاظ بمقاعدهم في هذه الانتخابات.

فقد أظهرت النتائج التي نشرتها وزارة الداخلية أن إيلي الفرزلي نائب رئيس البرلمان خسر مقعده عن المسيحيين الأرثوذكس في قضاء البقاع الغربي.

وأما النتائج غير الرسمية فقد أظهرت خسارة النائب عن الحزب القومي السوري الاجتماعي أسعد حردان المقعد الأرثوذكسي في دائرة الجنوب الثالثة، والذي يشغله منذ عام 1992، كما أظهرت خسارة النائب الدرزي طلال أرسلان في دائرة عاليه بمحافظة جبل لبنان.

وفي وقت سابق أمس الاثنين، نقلت وكالة رويترز عن 3 مصادر متحالفة مع حزب الله أنه من المحتمل أن يخسر الحزب وحلفاؤه أغلبيتهم في البرلمان.

وذكرت المصادر -التي أكدت أن توقعاتها تستند إلى نتائج غير نهائية- أن حزب الله وحلفاءه قد لا يحصلون على أكثر من 64 مقعدا من مقاعد البرلمان البالغ عددها 128.

وكان الحزب والمتحالفون معه فازوا بأغلبية 71 مقعدا في الانتخابات الأخيرة التي جرت عام 2018.

في حين حصل حزب الله على 13 مقعدا على الأقل وفقا للنتائج الأولية غير الرسمية، وأما الإدارة الانتخابية لحركة أمل -التي يتزعمها رئيس البرلمان نبيه بري- فأعلنت فوزها بـ17 مقعدا. ووفقا لأرقام برلمانية من حزب الله وحركة أمل المتحالفة معه، فقد تمكن الحزبان من اقتناص كل المقاعد المخصصة للشيعة.

حزب القوات

في غضون ذلك، قالت مديرة المكتب الإعلامي لحزب القوات اللبنانية -في تصريحات لمراسل الجزيرة- إن النتائج الأولية غير الرسمية تظهر حصول الحزب على 20 مقعدا حتى الآن.

وأشارت النتائج غير الرسمية الصادرة عن التيار الوطني الحر -الذي أسسه الرئيس اللبناني ميشال عون- إلى حصوله على 15 مقعدا حتى الآن، وهو ما يعني أنه قد يخسر صدارة الكتل المسيحية لصالح حزب القوات بزعامة سمير جعجع.

والتيار الوطني الحر هو أكبر حزب مسيحي في البرلمان اللبناني منذ العام 2005.

وسجلت لوائح مجموعات ما يعرف بالمجتمع المدني والتغيير على 7 مقاعد، كما أعلن الفريق الانتخابي للحزب التقدمي الاشتراكي فوز الحزب بـ7 مقاعد على الأقل.

وحصل تيار المردة وحزب الكتائب وحزب الطاشناق على 3 مقاعد لكل منها، وجمعية المشاريع الإسلامية على مقعدين، والجماعة الإسلامية على مقعد واحد، وفق النتائج الأولية غير الرسمية.

تيار المستقبل

وتشهد الانتخابات البرلمانية في البلاد هذا العام تغيرا أساسيا تمثل في غياب تيار المستقبل، الذي شكل لمدة 3 عقود عصب الحضور للطائفة السُّنية سياسيا.

ومنذ بضعة أشهر، أعلن رئيس الحكومة السابق سعد الحريري زعيم تيار المستقبل تعليق نشاطه السياسي، وهو إعلان يتوقع مراقبون أن يترك أثره على التمثيل السياسي للطائفة السُّنية في المشهد اللبناني خلال المرحلة المقبلة.

وقال الحريري اليوم في تغريدة على تويتر إن لبنان أمام منعطف جديد بعد انتهاء الانتخابات التشريعية.

ورأى الحريري أن “الانتصار الحقيقي هو دخول دم جديد إلى الحياة السياسية”، كما رأى أن قراره بالانسحاب كان صائبا وأنه هز ما سماها “هياكل الخلل السياسي”، من دون أن يعني ذلك التخلي عن المسؤولية، حسب قوله.

سباق الاقتراع

وهذه الانتخابات هي الأولى بعد سلسلة أزمات هزت لبنان خلال العامين الماضيين، بينها انهيار اقتصادي واحتجاجات شعبية غير مسبوقة ضد السلطة وانفجار كارثي في بيروت.

وأقفلت صناديق الاقتراع عند السابعة مساء أول أمس الأحد، باستثناء عدد من المراكز التي بقيت مفتوحة إلى حين إدلاء كل الناخبين الموجودين داخلها بأصواتهم.

وبلغ عدد المرشحين لهذه الانتخابات 719 مرشحا منضوين تحت 103 لوائح، من ضمنها 56 لائحة باسم مجموعات التغيير والمجتمع المدني في البلاد، في حين بلغ عدد الناخبين المدعوين للمشاركة في الانتخاب نحو 4 ملايين.

ورغم ازدياد عدد المرشحين المناوئين للأحزاب التقليدية مقارنة مع انتخابات 2018، فلا يعوّل كثيرون على تغيير في المشهد السياسي يتيح معالجة القضايا الكبرى، فالأحزاب التقليدية التي تستفيد من التركيبة الطائفية ونظام المحاصصة المتجذر، لم تفقد قواعدها الشعبية التي جيّشتها خلال الأسابيع التي سبقت الاستحقاق.


المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.