باخموت (Bakhmut) مدينة تقع على ضفتي نهر “باخموتوكفا” شمالي مقاطعة دونيتسك في إقليم دونباس شرقي أوكرانيا، يعود تأسيسها إلى عام 1571، وتعد أقدم مركز تاريخي وثقافي في المقاطعة.

في صيف 2022، أصبحت باخموت في قلب العمليات العسكرية التي شنتها القوات الروسية في دونيتسك، وتعرضت على مدى أشهر لمحاولات اقتحام عديدة أحبطتها القوات الأوكرانية.

تسارعت وتيرة الهجوم الروسي على باخموت في يوليو/تموز 2022 بعد انسحاب القوات الأوكرانية من منطقة لوغانسك المجاورة لدونيتسك، وتعرضت المدينة للقصف الروسي على مدى عدة أشهر، وشهدت أحيانا قتالا عنيفا في محيطها.

أواخر أكتوبر/تشرين الأول من العام نفسه، ذكرت هيئة الأركان الأوكرانية أن قواتها صدت هجوما للجيش الروسي وقوات “فاغنر” على باخموت من محاور عدة.

هجمت قوات شركة فاغنر العسكرية الروسية على المدينة من أجل السيطرة عليها وفتح الطريق أمام القوات النظامية الروسية نحو مدينتي كراماتورسك وسلوفيانسك.

وبسبب العمليات العسكرية، انقطعت خدمات المياه والكهرباء عن باخموت.

الموقع

تقع باخموت شمالي مقاطعة دونيتسك على بعد نحو 65 كيلومترا شمال مدينة دونيتسك، المركز الإداري للمقاطعة التي تشكل مع لوغانسك المجاورة إقليم دونباس، وتبعد نحو 15 كيلومترا عن حدود لوغانسك، و580 كيلومترا عن العاصمة كييف.

تقع باخموت على طريق رئيسي يؤدي إلى مدينتي سلوفيانسك وكراماتورسك، وهما من أكبر مدن إقليم دونباس، الحوض الصناعي لأوكرانيا، الذي سيطر الانفصاليون الموالون لموسكو على أجزاء منه عام 2014، قبل أن تحتل القوات الروسية أجزاء أخرى منه في حربها التي أعلنتها على أوكرانيا في فبراير/شباط 2022.

كما أنها تقع قريبا من الطريق الدولي “إم-03″ الذي يصلها مباشرة بمدينة سلافيانسك في لوغانسك، ويتابع نحو منطقة خاركيف (شمال) بعدها.

مناخ المدينة قاري، ويكون حارا صيفا وباردا شتاء.

المساحة

تبلغ مساحة مدينة باخموت 41 كيلومترا مربعا.

عدد السكان

عدد سكان مدينة باخموت 71 ألفا حسب إحصاء عام 2021، وبسبب الحرب فر 90% منهم، وفقا لحاكم دونيتسك بافلو كيريينكو.

وهناك تنوع في التركيبة السكانية لباخموت، فبالإضافة للأوكرانيين وذوي الأصول الروسية، توجد أقليات أخرى مثل البيلاروسيين والأرمن، وهناك تباين يكون أحيانا كبيرا في تقدير النسبة التي يمثلها هذا المكون القومي أو ذلك.

مسنة أوكرانية تغادر مدينة باخموت (الفرنسية)

التاريخ

تشير المصادر المكتوبة إلى أن باخموت تأسست عام 1571 عندما أمر قيصر روسيا “إيفان الرهيب” بإنشاء حاميات على طول نهري “آيدار” و”سيفرسكي دونيتس” لحماية حدود البلاد الجنوبية من هجمات تتار القرم، وذُكرت باخموت في المصادر من بين 7 حاميات.

وتفيد مصادر أخرى بأن باخموت تأسست رسميا في القرن الـ17 كحصن متقدم لحماية روسيا من هجمات تتار القرم، وأنها اكتسبت رسميا صفة المدينة عام 1783.

سيطر الاتحاد السوفياتي على باخموت أواخر ديسمبر/كانون الأول 1919، وفي عام 1924، تم تغيير اسمها إلى “أرتميفسك” (Artemivsk) تكريما لقيادي بلشفي سوفياتي، وفي 2016 أقر البرلمان الأوكراني استعادة اسم المدينة الأصلي.

وهناك اختلاف حول أصل تسمية المدينة، والبعض يرجح أن أصل الاسم هو محمود (Mahmut) بالتركية.

في الحرب العالمية الثانية، وقعت باخموت تحت الاحتلال النازي الألماني بين أكتوبر/تشرين الأول 1941 ومايو/أيار 1943.

وفي أبريل/نيسان 2014، سيطر الانفصاليون الموالون لروسيا على باخموت وأعلنوها جزءا من “جمهورية دونيتسك الشعبية”، ولكن القوات الأوكرانية استعادتها في يوليو/تموز من العام نفسه.

الأهمية الإستراتيجية

بالإضافة إلى كونها مركزا صناعيا، اكتسبت باخموت أهمية إستراتيجية من موقعها الجغرافي في ظل حرب روسيا على أوكرانيا.

وبعد أن خسرت روسيا مدينة إزيوم في جنوب منطقة خاركيف الشمالية أواسط سبتمبر/أيلول 2022، أصبحت مدينة باخموت بوابة جنوبية شرقية شبه وحيدة لتقدم قواتها في عمق منطقة دونيتسك، وخاصة نحو المدن الرئيسية الخاضعة للسيطرة الأوكرانية، وفقا للمراقب العسكري دينيس بوبوفيتش.

وبحسب بوبوفيتش، باتت باخموت بالنسبة للأوكرانيين حصنا للدفاع عن باقي مدن دونيتسك، ومنها توجه ضربات نحو المواقع الروسية في الأجزاء الخاضعة لسيطرتهم، بما فيها مدينة دونيتسك عاصمة المقاطعة.

الاقتصاد

تعد باخموت واحدة من أكبر مراكز صناعة الآلات الثقيلة في أوكرانيا، كما أنها تشكل عقدة مواصلات مهمة، حيث يمر فيها خط حديدي يربط جنوب وشرق حوض دونيتسك بالغرب والشمال.

وتعتمد باخموت بشكل أساسي على استخراج الملح الصخري، وهي تساهم بنسبة 30% من الإنتاج الوطني، وتقع مناجم الملح في مدينة سوليدار على بعد 10 كيلومترات شمال شرق باخموت.

كما تضم المدينة مصانع لمعالجة المواد غير الحديدية ومؤسسات صناعية أخرى، وتوجد فيها واحدة من أكبر الشركات المنتجة للنبيذ بالطرق التقليدية في شرق أوروبا.

وبالإضافة إلى الصناعة، يمارس سكان باخموت أنشطة زراعية، حيث توجد حول المدينة حقول الحبوب ودوار الشمس وغيرها.

أبرز المعالم

تضم باخموت بعض المعالم التاريخية، في مقدمتها كنيسة سانت نيكولاس التي يعود تاريخ بنائها إلى عام 1791، وهي من بين أقدم الكنائس في إقليم دونباس.

كما يوجد في المدينة متحف بني عام 1911 ويضم آلاف القطع التي تعود للعصر القديم والوسيط، ومعروضات تجسد الثقافة الأوكرانية.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.