أظهرت صور الأقمار الصناعية الجديدة مدى الدمار الذي سبّبته الفيضانات والأمطار الكارثية في باكستان، وبينما تحصي إسلام آباد الخسائر الفادحة في الأرواح والممتلكات، يطالب مسؤولون بمزيد من التبرعات والمساعدات.
وتوضح الصور التي التقطتها شركتا “بلانيت لابز” (Planet Labs) و”ماكسر” (Maxar) مساحات من الحقول الخضراء والقرى والمباني قبل الأمطار الموسمية والفيضانات التي تضرب البلاد منذ يونيو/حزيران الماضي.
وتظهر الصور ذاتها هذه المناطق مغطاة بالمياه البنية، وقد اختفت الطرق في بعض الأجزاء وخلقت مياه الفيضانات أنهارها الخاصة، وهو ما تظهره الصورتان أدناه، حيث يمكن سحب المؤشر يمينا أو يسارا لمشاهدة الفروق قبل الفيضانات المدمرة وبعدها.
تُظهر الصور التي نشرتها صحيفة “غارديان” (The Guradian) البريطانية فيضانات شديدة عبر البلاد، من إقليم السند في الجنوب إلى نهر كابل في الشمال.
ولم يخف المسؤولون الباكستانيون حجم الكارثة، فقد قالت وزيرة تغير المناخ شيري رحمان إن ثلث سكان باكستان “مغمورون بالمياه”، موضحة أن هناك “أزمة ذات أبعاد لا يمكن تصورها”.
من جهته، أعلن رئيس الوزراء شهباز شريف أن الأمطار الموسمية هذه “غير مسبوقة منذ 30 عاما”، وصرح بأن حجم الكارثة أكبر مما كان متوقعا.
أرقام وخسائر
وبالأرقام، فإن حصيلة هذه الفيضانات المدمرة ثقيلة، وقد أسفرت حتى الآن عن:
- مقتل 1162 شخصا، بينهم 384 طفلا و231 امرأة، حسب الهيئة الوطنية لإدارة الكوارث، مع توقعات بأن تزيد الأعداد في الأيام المقبلة.
- تضرر أكثر من 33 مليون شخص في نحو 116 من أصل 160 منطقة إدارية.
- نزوح أكثر من 500 ألف شخص.
- إعلان 72 منطقة منكوبة على الأقل.
- مئات الآلاف من الأشخاص يعيشون حاليا من دون غذاء ومياه نظيفة ومأوى وأدوية أساسية.
- غرق أكثر من مليوني فدان من الأراضي الزراعية.
- تدمير أكثر من مليوني بيت خلال شهرين.
- تدمير 160 جسرًا مقامة على الأنهار.
- تدمير 50 فندقا.
- تضرر 3400 كيلومتر من الطرقات.
- تضرر المرافق الصحية بشدة مع إلحاق أضرار بالغة بـ180 منها.
- دمار محاصيل القطن والأرز والتمور والطماطم والفلفل الحار وغيرها من الخضراوات.
- أضرار هائلة بالبنى التحتية وخصوصا الاتصالات والطرقات والزراعة وسبل العيش.
كارثة وانهيار
يشار إلى أن البلاد سجلت معدل أمطار موسمية يزيد بمرتين على المعتاد، لكن متوسط هطل الأمطار في إقليمي بلوشستان والسند بلغ 4 أضعاف معدلاته في العقود الثلاثة الماضية، حسب مكتب الأرصاد.
وتأتي كارثة الفيضانات في أسوأ الأوقات لباكستان التي يشهد اقتصادها انهيارا حادا، وأعلنت حكومتها حالة طوارئ، مناشدة المجتمع الدولي المساعدة.
وكان رئيس الوزراء الباكستاني شريف قد أعلن أن البلاد شهدت “أسوأ فيضانات في تاريخ باكستان”، لافتا إلى أن ما لا يقل عن 10 مليارات دولار ستكون ضرورية لإصلاح الأضرار في البلاد.
وأضاف “أعد بأن كل قرش (من المساعدة الدولية) سيكون إنفاقه في شكل شفاف، كل قرش سيذهب إلى من يحتاجون إليه”.
المصدر : الجزيرة + وكالات + الصحافة البريطانية
المصدر: وكالات + الجزيرة نت
