كانت هذه الصور الجديدة اختبارا للإجابة عن تساؤل مهم لباحثي جيمس ويب، بشأن حدّ السرعة الأقصى الذي يمكن أن يتحرك به جرم سماوي ولا يزال بإمكان جيمس ويب رصده والتقاط صور له.

بعد الضجة العالمية الهائلة التي أثارها التلسكوب جيمس ويب مؤخرا بصوره الجديدة، أعلنت ناسا في 14 يوليو/تموز عن مجموعة أخرى من الصور الصادرة من التلسكوب، كانت في أرشيف ميكولسكي (Mikulski) للتلسكوبات الفضائية التابع لمعهد علوم تلسكوب الفضاء الأميركي، وقد التقطت هذه الصور في فترة اختبار الأدوات العلمية قبل بدء العمليات العلمية رسميا.

المشتري بلون مختلف

وفي إحدى الصور الجديدة، يظهر المشتري بنفس الشكل المعتاد الذي نعرفه في كتب العلوم، لكن بألوان مختلفة تماما، وهذا لأن الصورة ملتقطة بكاميرا جيمس ويب المسماة “نيركام” (NIRCam)، التي تلتقط صورا في النطاق القصير للأشعة تحت الحمراء.

وتستخدم الأشعة تحت الحمراء لدراسة الغلاف الجوي للمشتري بدقة، حيث تخترق طبقاته معطية العلماء عمقا ثلاثي البعد.

ويبدو في الصورة أن المشتري ينقسم لطبقات كل منها فوق الأخرى، هذه الطبقات ما هي إلا حركة العواصف الهائلة التي تدور على المشتري بلا هوادة، بعضها داكن وبعضها فاتح اللون، يدور كل منها باتجاهات معاكسة للأخرى صانعة مناخ الكوكب القاسي.

لكن أكثر معالم المشتري تميزا هي البقعة الحمراء العظيمة (Great Red spot)، وهي أكبر عاصفة عملاقة في النظام الشمسي، لدرجة أنه يمكنك رؤيتها في تلسكوب متوسط، وهي تظهر في الصور بلون أبيض، لكنها في الواقع حمراء اللون.

كوكب المشتري وأقماره يوروبا وثيبي وميتيس تُرى من خلال أداة نيركام (ناسا)

حلقات المشتري

وبحسب بيان صحفي صدر من وكالة الفضاء والطيران الأميركية (ناسا)، فقد كان علماء الكواكب متحمسين لهذه الصور بشكل خاص، لأنها دليل على أن ويب يمكنه مراقبة الأقمار والحلقات بالقرب من كواكب النظام الشمسي الساطعة، مثل كوكب المشتري وزحل والمريخ.

وفي الصور الجديدة، يبدو واضحا أن لكوكب المشتري حلقات مثل كوكب زحل لكنها أصغر -وهذا معروف من قبل- ولأول مرة تظهر في الصور بهذا الوضوح.

وسيستخدم العلماء التلسكوب جيمس ويب لاستكشاف الأغلفة الجوية لأقمار مثل يوروبا الذي يدور حول المشتري، وإنسيلادوس الذي يدور حول زحل، مما سيمهد الطريق لدراسة وجود الحياة على تلك المناطق البعيدة جدا في المجموعة الشمسية.

في الصور الجديدة تظهر حلقات المشتري بشكل واضح (ناسا)
في الصور الجديدة تظهر حلقات المشتري بشكل واضح (ناسا)

الكويكبات المهرولة

بشكل عام، كانت هذه الصور الجديدة اختبارا للإجابة عن تساؤل مهم لباحثي جيمس ويب بشأن حدّ السرعة الأقصى الذي يمكن أن يتحرك به جرم سماوي (كويكب ما على سبيل المثل) ولا يزال بإمكان جيمس ويب رصده والتقاط صور له.

لهذا الغرض، استخدم الباحثون كويكبا يسمى “تينزينج 6481” (6481 Tenzing)، ويقع في حزام الكويكبات، لبدء اختبارات “حد السرعة”.

وصمم ويب لتتبع الأجسام التي تتحرك بسرعة كوكب المريخ، والتي تبلغ سرعتها بحد أدنى 30 ميلي ثانية قوسية لكل ثانية زمنية، وقد أظهرت نتائج الاختبارات أن ويب يتمكن من التقاط الأجسام بسرعة تساوي ضعف ذلك.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.