رغم أن السلطات الإيرانية لم تؤكد صحة مزاعم صحف أميركية حول مسؤولية إسرائيل عن قصف منشأة في أصفهان، فإن المنصات العربية انشغلت بالحادث بين مشكك في المسؤولية عن الهجوم، وفي طبيعة الرد الإيراني المتوقع؟

ومع أن صحيفة “وول ستريت جورنال” نقلت عن مسؤولين أميركيين أن إسرائيل هي التي نفذت العملية، فإن إسرائيل لم تعلن ذلك رسميا، كما التزمت طهران الصمت، وقالت إنها ستجري تحقيقاتها لتحديد المسؤول عن الهجمات.

ولعل ما يؤكد صحة مزاعم الصحيفة الأميركية تصريحات لرئيس الموساد السابق لإذاعة الجيش الإسرائيلي قال فيها إن “المؤسسة المستهدفة في إيران تقوم بتطوير صواريخ تفوق سرعة الصوت، وستكون سريعة جدًا، لدرجة أن أنظمة الدفاع الجوي ستواجه صعوبة في اعتراضها”.

بدورهم، اتخذ النشطاء العرب على مواقع التواصل الاجتماعي مواقف متباينة تجاه الهجمات التي استهدفت المنشأة الصناعية في أصفهان بإيران، إذ ذهب البعض للسخرية والتوجس من الرد الإيراني المرتقب، في حين رأى آخرون أن الأمر مسرحية تجري لإبعاد الأنظار عن قضايا أخرى أكثر أهمية.

ورصد برنامج “شبكات” بتاريخ (2022/1/30) بعض هذه التغريدات، ومن ضمنها تغريدة للناشط ديفيد ياسين الذي توقع أن يكون الرد الإيراني على الهجوم ليس على إسرائيل بل على المدنيين في العراق؛ فكتب “لم تحتفظ إسرائيل بحق الرد، بل سارعت لضرب العمق الإيراني، وبالمثل لن تضرب إيران إسرائيل بل سترد في العراق بقصف منازل المواطنين بحجة قصف مقرات إسرائيلية”.

ويرى ميثاق عبد لله أن ما حصل هو تبادل أدوار بين طهران وتل أبيب، فكتب “قصف منشأة عسكرية في عمق إيران ليس إلا مفرقعات، ليست هناك أي أهمية للمواقع، وما أتت هذه الاستهدافات إلا لتحويل أنظار الناس عن الهدف الحقيقي، وهو إسكات المظاهرات بغض النظر عن القاصف والمقصوف”.

في حين شكك السمنودي عمرو في صحة الاستهداف ومن يقف وراءه فغرد “إسرائيل بتقول يمكن أميركا، وأميركا بتقول يمكن إسرائيل، وإيران مش بتقول حاجة، وشكله فيلم في الآخر”.

في المقابل، رأى عبد الله سعود الديحاني أن الاحتفال باستهداف إيران ليس من المروءة، فقال “اللي يحصل في إيران لا يفرح فيه إلا قليل المروءة، نعم لدينا مشاكل مع إيران ولكن لا نفرح بضر حصل لها من صهاينة”.

وقال مصدر إيراني مطلع في تصريحات خاصة للجزيرة إن المؤشرات الأولية ترجح أن تكون المسيرات انطلقت من داخل إيران لتنفيذ الهجوم.

جدير بالذكر أن الطائرات المسيرة التي استهدفت المنشأة هي من طراز “كواد كوبتر”، وهو نوع معروف للاستخدامات المدنية ومتوفر في السوق، وتكون الطائرة صغيرة إذا كانت للتصوير أو الرصد وبحجم الكف، أما إذا كانت لأغراض هجومية فيصل وزنها إلى 200 كيلوغرام.

ولأن هذه المسيرات ليست حربية، فهي لا تطير مسافات طويلة، بل تبلغ المسافة المتوسطة التي تستطيع قطعها 30 كيلومترا، وقادرة على حمل أسلحة ذات قدرة تدميرية محدودة مثل القنابل الصغيرة.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.