الصرخي يمتلك مناصرين في محافظات الجنوب، ومعروف بآرائه المنتقدة للأحزاب التي حكمت العراق بعد عام 2003، ولديه مواقف رافضة للسيستاني خاصة إعلان الجهاد ضد تنظيم الدولة

أضرم محتجون غاضبون، فجر اليوم الثلاثاء، النيران في مكتب المرجع الديني الشيعي محمود الصرخي في محافظة بابل وسط العراق، على خلفية دعوة لهدم المراقد الدينية في البلاد.

ونقل عن شهود عيان، أن عشرات من المتظاهرين الرافضين لتصريحات خطيب “حسينية الفتح المبين” التابع للصرخي، في بابل أضرموا النيران بمكتبه في المحافظة.

وأوضح الشهود، أن المتظاهرين طالبوا قوات الأمن بملاحقة جميع المسيئين للرموز الدينية.

من جهتها، قررت قيادة شرطة محافظة بابل إغلاق جميع المقار والحسينيات التابعة للصرخي، وفق بيان صدر عن القيادة.

يأتي ذلك في وقت أعلن جهاز الأمن الوطني (مرتبط برئيس الوزراء)، في ساعة متأخرة من مساء الاثنين، إلقاء القبض على شخص دعا إلى هدم المراقد الدينية، عبر فيديو نشر على مواقع التواصل الاجتماعي.

وذكر بيان لجهاز الأمن الوطني، أنه استنادا إلى ما ورد في مقطع فيديو جرى تداوله عبر مواقع التواصل وتم رصده من قبل الأمن، وبناء على مذكرة قضائية، ألقت قوة من الجهاز في محافظة بابل القبض على شخص ينتمي إلى “الحركات الدينية المتطرفة يدعو إلى الإساءة إلى الرموز والطقوس الدينية وكذلك الدعوة إلى هدم المراقد المقدسة”.

الصدر يطالب بالمحاسبة

وأمس، دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، إلى عدم التغاضي عن انتشار العقائد الفاسدة في المجتمع العراقي.

وذكر الصدر في بيان أنه “لا ينبغي التغاضي عما يحدث في المجتمع العراقي من انتشار العقائد الفاسدة من هنا وهناك”.

وقال في بيانه “إن بعض من ينتمون بالتقليد إلى الصرخي ولا أعلم بأنه على علم بذلك أم لا، ممن يحاولون إدخال بعض العقائد المنحرفة إلى المذهب الشريف والعقيدة الجعفرية وآخرها ما صدر من إمام جمعة لهم في محافظة بابل وذلك بالمطالبة بهدم القبور”.

وتابع الصدر “من هنا فإني أنتظر من الصرخي التبرؤ من هذا المجرم.. خلال مدة أقصاها 3 أيام، وإلا فإنني أجد نفسي ملزما بالتعامل معهم ومع أمثاله بما يمليه عليّ ضميري وديني ومذهبي ووفقا للشرع والقانون والعرف الاجتماعي المعقول”.

الصرخي يعد من علماء الدين الشيعة المعتدلين وله آراء في نبذ الطائفية (مواقع التواصل)

من الصرخي؟

والصرخي الذي يحظى بمناصرين في محافظات الجنوب معروف بآرائه المنتقدة للأحزاب التي حكمت بعد عام 2003، ولديه مواقف رافضة لجميع مواقف المرجع الديني الشيعي الأعلى علي السيستاني الذي يعد المرجع الديني الأول لشيعة العراق، خصوصا إعلان الجهاد ضد تنظيم الدولة الإسلامية عام 2014.

ولد الصرخي بمدينة الكاظمية في بغداد عام 1964 ودرس في مسقط رأسه، وتخرج من كلية الهندسة في جامعة بغداد عام 1987، ولم يدخل الحوزة العلمية في النجف إلا عام 1994.

تعتبر الأوساط الدينية الشيعية الصرخي من المحققين البارزين، وله عشرات الكتب والرسائل في موضوعات دينية شتى.

أتباعه ليسوا بأعداد كبيرة، لكنهم يقدرون بعشرات الآلاف ويقيمون في محافظات عراقية مختلفة أبرزها كربلاء والناصرية والديوانية والبصرة.

ويعتبر الصرخي من علماء الدين الشيعة المعتدلين وله آراء في نبذ الطائفية، ويدعو إلى دولة يعيش فيها الجميع بغض النظر عن مذهبهم أو ديانتهم أو قوميتهم.

ويرى الصرخي أن مفهوم “الأعلم” لا بد أن يثبت من خلال الاجتهاد. ويتبنى آراء تختلف عن مواقف بقية علماء الدين، ويقول عن نفسه إنه يتبع المدرسة العلمية التجديدية أي مدرسة الصدريْن (محمد باقر الصدر الذي أعدم عام 1980 ومحمد صادق الصدر الذي اغتيل عام 1999).


المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.