قرر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت نشر تعزيزات أمنية في منطقة تل أبيب اعتبارا من اليوم الاثنين، بعد إجراء الجيش الإسرائيلي تقييما للوضع الأمني فيها.

يتزامن ذلك مع إعلان وزارة الخارجية الفلسطينية أنها تدرس تقديم شكوى دولية، بشأن مشاركة وزراء وأعضاء في الكنيست الإسرائيلي في مسيرة “لتعميق الاستيطان” شمالي الضفة الغربية اليوم الاثنين.

واعتبرت الخارجية أن هذه المسيرة “تصعيد خطير واستفزاز للشعب الفلسطيني، وامتداد لدعوات اليمين الإسرائيلي واليمين الفاشي التحريضية لتعميق الاستيطان على حساب أرض دولة فلسطين”.

وقالت إنها “تنظر بخطورة بالغة لهذه المشاركة الإسرائيلية الرسمية في مسيرة تعزيز وتعميق الاستيطان، وتحذّر من تداعياتها الخطيرة على الأوضاع في ساحة الصراع”.

وفي وقت سابق الأحد، كشفت القناة 12 الإسرائيلية الخاصة أن الجيش الإسرائيلي أصدر ترخيصا لتنظيم مسيرة للمستوطنين اليوم الاثنين، تنطلق من حاجز زعترة جنوبي نابلس باتجاه بؤرة “أفيتار” الاستيطانية المقامة على جبل صبيح في بلدة بيتا.

وبحسب القناة، فإن من المقرر أن يشارك في المسيرة وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، ووزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، إلى جانب وزراء وأعضاء آخرين في الكنيست.

والعام الماضي، أقام مستوطنون إسرائيليون بؤرة “أفيتار” الاستيطانية على الأراضي الفلسطينية الخاصة فوق جبل صبيح في بلدة بيتا جنوبي نابلس، قبل أن تقرر السلطات الإسرائيلية إخلاءها، بعد أشهر من احتجاجات الفلسطينيين.

اعتداءات مروعة

من ناحية أخرى، نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مسؤول إسرائيلي رفيع قوله إن الوضع قابل للاشتعال، وإن ما يحدث في المسجد الأقصى هو ما سيحدد ما إذا كانت موجة التوتر ستستمر أو تتلاشى. وأوضح المسؤول الإسرائيلي أن الشرطة اضطرت -بحسب قوله- إلى الدخول إلى المسجد الأقصى، لكن الاعتداءات كان مبالغا فيها وسيتم التحقيق فيها.

وأضاف أن صور اعتداءات الشرطة في الحرم القدسي مروعة وألحقت ضررا كبيرا بإسرائيل.

وبالتوازي مع اقتحام ما يقرب من ألف مستوطن باحات الأقصى بحماية قوات الاحتلال الأحد، انضم زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد إلى قائمة المحذرين من تداعيات التصعيد.

وشدد لبيد -بعد تلقيه إحاطة أمنية من رئاسة الوزراء- على أن حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو غير مؤهلة للتعامل مع الوضع الأمني الراهن، مطالبا بتغيير الطاقم الأمني المصغر، مع إشارة واضحة لوزير الأمن الداخلي إيتمار بن غفير الذي وصفه بـ”المهرج”.

وقال إن الحرم القدسي خلال شهر رمضان هو المكان الأكثر انفجارا في العالم، ولا يمكن أن يديره “مهرج تيك توك”، على حد قوله.

ويتوقع أن تتواصل اقتحامات المستوطنين والمتطرفين للأقصى بأعداد كبيرة اليوم الاثنين، تلبية لدعوات أطلقتها منظمات يهودية متطرفة لتكثيف الاقتحامات في باقي أيام عيد الفصح اليهودي الذي ينتهي الأربعاء المقبل.

تركيا وقطر

عل صعيد آخر، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو الأحد إنه أبلغ نظيره الإسرائيلي إيلي كوهين بـ”ضرورة إنهاء العنف بالمسجد الأقصى في أسرع وقت ممكن”.

وأشار جاويش أوغلو إلى أن “الحزن يخيم على شهر رمضان بسبب الاعتداء على المسجد الأقصى”، مؤكدا أنه هاتف نظيره الفلسطيني رياض المالكي وأبلغه دعم الشعب التركي للفلسطينيين.

بدوره، قال رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني -أمس الأحد- إن “الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة للمسجد الأقصى والاعتداء على المصلين فيه، أمر لا يمكن القبول به”.

 

 

وذكر وزير الخارجية القطري -في تغريدة على تويتر- أن “الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة ومحاولة تغيير الوضع التاريخي والقانوني للمسجد الأقصى عبر منع الاعتكاف والاعتداء على المصلين وتطبيع الاقتحامات وصولا للفصل الزماني أو المكاني في المسجد، هو أمر لا يمكن القبول به”.

وأضاف “يجب على المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته تجاه حماية حقوق الشعب الفلسطيني”.

بابا الفاتيكان

من جانبه، دعا بابا الفاتيكان -أمس الأحد، في رسالته للسلام والمصالحة بمناسبة عيد الفصح- لاستئناف الحوار بين الإسرائيليين والفلسطينيين؛ “حتى يعم السلام”.

يشار إلى أن الضفة الغربية تشهد توترا متصاعدا منذ بداية العام الجاري، ازدادت حدته بعد اقتحام الشرطة الإسرائيلية المصلى القبلي بالمسجد الأقصى في مدينة القدس الشرقية المحتلة الأربعاء، واعتدائها على المصلين والمرابطين فيه بالضرب واعتقال مئات منهم.

واتسع نطاق التوتر بإطلاق صواريخ على إسرائيل من غزة ولبنان، والرد عليهما بقصف جوي ومدفعي إسرائيلي ليلة الخميس الجمعة، ثم عمليتي إطلاق نار ودعس في الضفة وإسرائيل الجمعة، أسفرتا عن 3 قتلى بينهم سائح إيطالي وإصابة 5 آخرين.


المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.