يعيش مئات المواطنين السوريين في آفس بريف إدلب -التي دمرتها الحرب- في ظروف إنسانية صعبة، حيث يقيمون في بيوت مهدمة في بلدة تفتقر لأبسط مقومات الحياة.

ووفق تقرير نشرته صحيفة “إندبندنت” (Independent) البريطانية، فإن بيوت البلدة التي كانت في السابق موطنا لنحو 3 آلاف مواطن، تحوّلت إلى أكوام من الأنقاض وألواح الخرسانة الملتوية، ولم ينج بيت من بيوتها من الخراب الذي سببته الحرب.

وقد تحوّل مبنى مدرسة البلدة الذي كان ذات يوم يعج بالأطفال الضاحكين والمعلمين والكتب والسبورات، إلى أنقاض مدمرة مليئة بالحطام.

ويصف تقرير الصحيفة الذي أعدّه مراسلها للشؤون الدولية بورزو دراغاهي، ما آلت إليه حال سوق البلدة الذي كان ذات يوم سوقا مزدهرا يؤمه آلاف الناس ويعج بالباعة والبضائع، وكذلك ما آلت إليه حال أبرز أحيائها التي تحولت إلى أكوام من الأنقاض، ولم يعد في البلدة سوى محل بقالة صغير يديره رجل يدعى حسين (46 عاما) يلعب دور عمدة البلدة التي يعيش في مبانيها المدمرة نحو 400 شخص.

ويوضح حسين أنه لا يوجد في البلدة بيت سليم، وأن أسقف العديد من بيوتها منهارة جزئيًا. وتفتقر للخدمات الأساسية حيث لا توجد مياه للشرب أو نظام صرف صحي أو كهرباء، وقد استعان البعض بألواح شمسية مؤقتة لتوليد الطاقة.

نحو 400 شخص يعيشون في بيوت آفس المدمرة في ظروف إنسانية صعبة (مواقع التواصل الاجتماعي)

وتقع بلدة آفس -والكلام لمراسل الصحيفة- على خط المواجهة بين مقاتلي المعارضة في شمالي غربي سوريا وبين قوات النظام الموالية للرئيس السوري بشار الأسد في الجنوب.

وعلى الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار مدة عامين الذي توصلت له الأطراف المتصارعة، فإن الانتهاكات التي تتعرض لها البلدة وسكانها لم تتوقف، وقد قُتل رجلان وأصيب اثنان آخران يوم 27 فبراير/شباط الماضي في قصف تعرضت له البلدة.

ويعلق حسين على الوضع الأمني في البلدة قائلا “في كل يوم تسقط قذائف الهاون هنا. إذا كنت ترغب في إعادة بناء منزل، يمكنك ذلك. ولكن لماذا تعيد بناءه إذا كان من المحتمل القضاء على كل عملك في ثانية؟”.

ويشير مراسل الصحيفة البريطانية الذي زار آفس، إلى أن المملكة المتحدة تسعى إلى إرسال اللاجئين الذين يصلون إليها فرارا من ويلات الحرب والحرمان من شتى أنحاء العالم إلى رواندا في أفريقيا، وتسعى من وراء تلك الخطط المثيرة للسخرية إلى منع طالبي اللجوء من ركوب المخاطر والسفر إلى أوروبا وعبر القناة الإنجليزية.

ويرى أن آفس أبرز مثال على ما قد يتعرض له من يقررون عدم الخروج في رحلة اللجوء تلك والبقاء في أرضهم، ومحاولة العيش في ظروف محفوفة بالمخاطر هي بمثابة جحيم حقيقي على الأرض.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.