شهدت المنصات العربية دعوات وحملات لمقاطعة بعض العلامات التجارية العالمية؛ بسبب دعمها أو دعم وكلائها في إسرائيل للحكومة الإسرائيلية، وجيش الاحتلال الإسرائيلي في عدوانه على قطاع غزة.

فمنذ عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها كتائب عز الدين القسام -الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية حماس– في 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، أعلن بعض وكلاء العلامات التجارية في إسرائيل تقديم الدعم للجيش الإسرائيلي في عدوانه المستمر على غزة.

وعلى سبيل المثال، أعلن وكيل سلسلة مطاعم ماكدونالدز الأميركية للوجبات السريعة في إسرائيل، عن دعم جيش الاحتلال بنحو 4 آلاف وجبة يوميا.

بينما نشر حساب برغر كينغ في إسرائيل -أيضا- صورا لتوزيع وجبات مجانية على جنود الاحتلال الإسرائيلي، وكتب على المنشور باللغة العبرية، قائلا، “خرجنا لتقوية الأمة فرقنا تعمل بجد لمواصلة التبرع بآلاف الوجبات لأبطالنا، برغر كينغ يرسل التعازي إلى عائلات الضحايا”.

 

ومن جانبها نشرت دومينوز بيتزا مقاطع مرئية لعلم إسرائيل علّقت عليه باللغة العبرية، “من يستطيع أن يهزمنا”؟، ونشرت -كذلك- مرئيات لتوزيع البيتزا على جنود الاحتلال.

“بيتزاهت” ومتاجر كارفور في تل أبيب قدمتا -أيضا- الدعم للجيش الإسرائيلي في عدوانه على قطاع غزة المحاصر منذ 17 عاما.

 

ومع انتشار صور ومقاطع دعم الوكلاء للجيش الإسرائيلي، بدأ رواد العالم الافتراضي في العالم العربي بنشر العلامات التجارية التي يجب مقاطعتها، والبدائل عنها في الأسواق المحلية.

 

وحتى أصحاب الشركات والمقاهي المحلية بدؤوا بالبحث عن بدائل للمنتجات التي تدعم الاحتلال الإسرائيلي، وتواصلت الجزيرة نت مع عبد الله الملا، مالك شركة في مجال الأغذية والمطاعم. وسألناه عن دوره في مقاطعة المنتجات الداعمة للاحتلال الإسرائيلي، فأجاب أن المقاطعة أمر واجب، وأنه يشجع على شراء المنتجات المحلية ومن دول إسلامية.

 

وترافقت الحملات الشعبية مع من يعمل بشكل منظم، ويسعى إلى توجيه دفة المقاطعة إلى الشركات الأكثر دعما للاحتلال الإسرائيلي.

حركة مقاطعة إسرائيل “بي دي إس”، وهي حركة معنية برصد العلامات التجارية التي تقدم الدعم لإسرائيل، أطلقت سابقا حملات عدة دعت فيها إلى مقاطعة اقتصادية لعلامات تجارية عالمية تدعم تل أبيب.

فمثلا، شركة بوما للألبسة الرياضية، التي ترعى اتحاد كرة القدم الإسرائيلي، الذي يضم في صفوفه فرقا تابعة لأندية مستوطنات مقامة على أراض فلسطينية.

وشركة أكسا للتأمينات التي تستثمر في بنكي لئومي وديسكاونت الإسرائيليين، والمدرجين في قائمة الأمم المتحدة للشركات التجارية المتورطة في دعم وتمويل المستوطنات غير القانونية.

وبدورها رصدت حركة مقاطعة إسرائيل منشورات الوكلاء الداعمين لجيش الاحتلال، وأطلقت حملة لمقاطعة هذه العلامات. وقالت في منشور عبر صفحتها على فيسبوك:

“لا شك بأن كثيرا من الشركات العالمية، وضمن البنية العالمية للاقتصاد (الرأسمالية العنصرية)، هو شريك في حرب الإبادة الجماعية التي يشنها العدو الإسرائيلي اليوم على شعبنا في غزة المحاصرة”.

وأضافت بأن “بعض هذه الشركات مرتبط بالاقتصاد الإسرائيلي بدرجات متفاوتة. وجميع المحاولات الشعبية في منطقتنا لتدفيع هذه الجهات ثمن تورّطها ودعمها للعدو الإسرائيلي، هي مساعٍ محقّة، كونها تستخدم سلاح المقاطعة لإعلان موقفها الصريح من جهات أيدت إبادة أهلنا في قطاع غزة المحاصر”.

وأشارت إلى أنها “تعتمد في عملها على مبدأ المقاطعة المستهدفة. وتشجع على مواصلة الضغط على الجهات التي تدعم دولة الاحتلال الإسرائيلي وحربها الإبادية على شعبنا في غزة، ونضع بين أيديكم عددا من هذه الشركات التي برز اسمها خلال الحملة الدعائية المسعورة ضد شعبنا”، حسب تعبير البيان.

وبالفعل شهدت الحملة الجديدة لحركة المقاطعة تفاعلات واسعة على منصات التواصل في العالم العربي، حيث أشاد مغردون بالدور الذي تؤديه حركة المقاطعة.

بينما آخرون طالبوا باستمرار حملة المقاطعة حتى في حالة انتهاء العدوان الجاري على غزة، حسب بعض التغريدات.

ولشرح أكثر عن مفهوم المقاطعة والغاية منها، تواصلت الجزيرة نت مع المنسق العام لحركة مقاطعة إسرائيل محمود نواجعة، وسألته عن الهدف من المقاطعة المستهدفة، وما الفائدة المرجوة منها على المدى البعيد والقريب؟ وكيف كان صدى الحملة على المستوى العربي والعالمي؟

فأجاب بالقول، إن “المقاطعة تهدف بشكل أساسي إلى فرض عزلة على نظام الاستعمار الاستيطاني والفصل العنصري الإسرائيلي، لكي يخضع لحقوق الشعب الفلسطيني، ويتوقف عن الانتهاكات”، وفق تعبيره.

وأشار محمود إلى أن المقاطعة تتخذ أشكالا عدة؛ مثل: المقاطعة الاقتصادية والثقافية والأكاديمية، وتكتيكات تجبر الشركات الدولية المتورطة في الانتهاكات ضد الشعب الفلسطيني، لسحب استثماراتها من إسرائيل.

وأضاف أن المقاطعة تهدف إلى إضعاف هذه الشركات، وكذلك إضعاف الاحتلال من الناحية الاقتصادية، ووصف المقاطعة بأنها “شكل من أشكال المقاومة والعصيان المدني ضد الاستعمار”.

وعن الفائدة المرجوة من الحملات وأصدائها على المستوى العربي والعالمي، قال المنسق العام لحركة مقاطعة إسرائيل، إن التفاعل الشعبي غير مسبوق، خاصة على مستوى الشارع العربي ضد شركات تورطت في دعم الاحتلال الإسرائيلي، وأن المقاطعة تتخذ أشكالا ومستويات مختلفة.


المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.