عمّان – تفاعل الأردنيون بشكل واسع مع إعلان وزارة الصحة عن البدء بحملة تطعيم طلبة المدارس ورياض الأطفال والحضانات، بمطعوم (MR) ضد الحصبة والحصبة الألمانية، حيث ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالعديد من الآراء حول طبيعة المطعوم، ولماذا لا يتم الحصول على موافقة أولياء الأمور قبل تطعيم أطفالهم؟

وحسب وزارة الصحة، فإن “حملة التطعيم ستبدأ في منتصف شهر أكتوبر/تشرين الأول المقبل، وتستهدف جميع الطلاب في المدارس الحكومية والخاصة، بالإضافة إلى رياض الأطفال والحضانات ودور الإيواء والمبرات والأحداث، بهدف تلقيحهم بالمطعوم الهندي المنشأ”.

ووجّه النائب في البرلمان الأردني عدنان مشوقة، عددا من الأسئلة للحكومة، يستوضح من خلالها عن الأسباب التي دفعت وزارة الصحة، إلى اتخاذ قرار تطعيم الأطفال من عمر (سنة إلى 18).

وفي حديثه للجزيرة نت، أوضح عدنان أن رد الحكومة على أسئلته كان مطمئنا نوعا ما “من ناحية تأكيد أن المطعوم آمن، ومجاز من منظمة الصحة العالمية”، مستدركا “لكن هناك جملة من الأسئلة لم تصل أجوبة شافية بشأنها؛ مثل: ما الأسباب التي دفعت وزارة الصحة لاتخاذ قرار تطعيم الأطفال، ونحن لا نعيش حالة وبائية؟ ومن الجهة الممولة لتكاليف اللقاح؟ ومَن الشركة المصنّعة؟ وماذا عن تفاصيل تركيبته؟ وهل يوجد لهذا اللقاح أي أعراض جانبية على المدى القريب أو البعيد”؟

وأشار إلى أنه “تشاور بخصوص لقاح (MR) مع عدد من المختصين والأطباء في المجال الطبي، الذين بدورهم لم ينصحوا بالسماح بهذا اللقاح، وأنه يجب إجراء فحوصات كافية للتأكد من سلامته على صحة الأطفال”.

حملة التطعيم ستبدأ في منتصف أكتوبر/تشرين الأول المقبل، وتستهدف جميع طلاب المدارس في الأردن (رويترز)

توضيح حكومي

وقال الأمين العام لوزارة الصحة الأردنية للرعاية الصحية الأولية والأوبئة، الدكتور رائد الشبول، إن “الوزارة استخدمت مطعوم MR ضد الحصبة في 2013 بواقع 4 ملايين جرعة”، مؤكدا في تصريحات صحفية أن “الوزارة تستهدف استخدام مطعوم MR ضد الحصبة بواقع 2.6 مليون جرعة في الحملة الحالية”، وأن “مطاعيم برنامج التطعيم الوطني آمنة، وليست جديدة، وتُفحص في مؤسسة الغذاء والدواء”.

بدوره، أوضح مدير إدارة الأوبئة في وزارة الصحة الدكتور أيمن المقابلة، أن “إعطاء مطعوم  (MR)، ضمن البرنامج الوطني للتطعيم، وستنطلق المرحلة الثانية منه في منتصف أكتوبر/تشرين الأول المقبل”.

وحول الأسباب والتوقيتات التي دفعت وزارة الصحة لإعطاء مطعوم الحصبة، قال د. أيمن، بسبب “ارتفاع إصابات الحصبة في الأردن مؤخرا، إذ سُجّلت 164 حالة إصابة بالحصبة في المملكة خلال الفترة الماضية”، لافتا إلى أن 141 دولة حول العالم اعتمدت مطعوم  MR، حيث أُعطي نحو مليار و600 مليون جرعة من المطعوم بالتنسيق مع الصحة العالمية”، وفق قوله.

قلق الأهالي

ويبدو أن التطمينات الحكومية لم تجد لها آذانا مصغية، إذ رفض عدد كبير من أولياء أمور طلبة المدارس تلقي أطفالهم المطعوم بذريعة أنه قيد الدراسة، وليس آمنا على صحة أطفالهم.

وفي هذا السياق، تقول ربة المنزل خولة الزميلي (والدة 3 أطفال في المدارس)، إنها أبلغت أطفالها برفض أخذ المطعوم في المدرسة بالوقت الحالي”، مضيفة “وزارة الصحة لم تقم بما يكفي كي نطمئن حول جدوى المطعوم، لا سيما وأننا ما زلنا نعيش على وقع الإشاعات المتعلقة بلقاح فيروس كورونا، ولذلك أصبح هناك خشية لدينا من المطاعيم التي يُتداول الحديث بشأنها”.

وفي حديثها للجزيرة نت، طالبت خولة الحكومة بـ “توعية المواطنين أكثر عن المطعوم، والإجابة عن كثير من الاستفسارات التي يطرحها أهالي الطلبة حول طبيعة المطعوم، وآثاره الجانبية، خاصة ما يتعلق بالتوقيت”.

تطمينات طبية

من جانبه، قال مدير قسم الأمراض السارية في وزارة الصحة (سابقا) الدكتور نشأت الطعاني، إن “مطعوم MR آمن، وأستطيع القول بأن الأردن من الدول المتقدمة في إعطاء المطاعيم، وأعتقد أن برنامج التطعيم هو الوحيد الذي لم يدخله الفساد في الأردن”.

نشأت الطعاني الذي يترأس جمعية الصحة العامة في نقابة الأطباء، يرى أن أسباب تخوف الأهالي من المطعوم “قد لا تكون وجيهة، لكن لها ما يسوّغها، وهو عدم وجود ثقة ما بين المواطن والمسؤول، ومن ثم فإن الناس تصغي لآراء الشارع، وهذا أمر غير جيد في الحالات الطبية”.

وفي حديثه للجزيرة نت، أضاف د. نشأت “لدينا في الأردن مراقبة صارمة من مؤسسة الغذاء والدواء، وهذه مؤسسة ناجحة وتطبق المواصفات والمقاييس، وتفحص المطاعيم بما فيها مطعوم MR، ولهذا فإن تخوف أهالي الأطفال وطلبة المدارس غير مسوّغ من الناحية الصحية”.

وحسب الموقع الرسمي لمنظمة الصحة العالمية، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، فإن “لقاح الحصبة والحصبة الألمانية (MR) الذي سيُوفّر للفئات المستهدفة في الأردن، آمن وفعّال في حماية الأطفال من الأمراض الفتاكة وخطر تفشيها، وهما المنظمتان اللتان تقدّمان الدعم المستمر لوزارة الصحة الأردنية في حملة التطعيم الوطنية”.

وتقول منظمة الصحة العالمية، إنه قد بدأ استخدام لقاح (MR) في أواخر الستينيات للقضاء على مرض الحصبة، أو الحصبة الألمانية.

والحصبة مرض فيروسي مُعدٍ يسبب الحمى والتهاب الملتحمة والطفح الجلدي، ويمكن للإصابات الخطيرة أن تؤدي إلى العمى، وانتفاخ الدماغ والوفاة، وهو مرض شديد العدوى، وفترة حضانته 10 أيام.


المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.