تشن القوات الروسية هجوما بالدبابات والمشاة على مجمع آزوفستال لصناعة الصلب آخر جيب يتحصن فيه الجنود الأوكرانيون في مدينة ماريوبول جنوب شرقي أوكرانيا، وفي تلك الأثناء كشف الاتحاد الأوروبي عن عقوبات جديدة مقترحة ضد موسكو تحرمها من عائدات النفط.

وأعلنت الأمم المتحدة أمس الثلاثاء أنها نجحت في إجلاء أكثر من 100 مدني من آزوفستال حيث كانوا قد لجؤوا إلى الأقبية الضخمة في هذا المجمع الكبير للصناعات المعدنية.

ورصد مراسل الجزيرة وصول هؤلاء المدنيين -ومعظمهم من النساء والأطفال- إلى زاباروجيا، المدينة التي تسيطر عليها القوات الأوكرانية وتبعد 230 كيلومترا شمال غرب ماريوبول.

وصرح حاكم دونيتسك الأوكرانية بافلو كيرلينكو اليوم الأربعاء بأن مزيدا من حافلات الإجلاء غادرت ماريوبول باتجاه زاباروجيا.

وكانت إيرينا فيريشتشوك نائبة رئيس الوزراء الأوكراني قالت إنه من المقرر إجراء عملية إجلاء جديدة الأربعاء “إذا سمح الوضع الأمني بذلك”.

وأعلنت القوات الروسية أمس الثلاثاء أن طائرات ومدفعية الجيش الروسي و”جمهورية دونيتسك الشعبية” -وهي المنطقة الانفصالية الموالية لروسيا- بدأت الهجوم على آزوفستال بتدمير مواقع إطلاق النار، وذلك بعد أسابيع من الحصار والقصف المكثف.

وتسيطر القوات الروسية على سائر أجزاء ماريوبول (المدينة الإستراتيجية المطلة على بحر آزوف جنوب شرقي أوكرانيا) باستثناء مجمع آزوفستال الذي تحصن فيه مقاتلو كتيبة آزوف الأوكرانية.

محاولات لإنزال قوات

وقال سفياتوسلاف بالامار نائب قائد كتيبة آزوف في تسجيل مصور عبر تطبيق تليغرام إن “هجوما عنيفا على أراضي آزوفستال يجري حاليا بدعم من آليات مدرعة ودبابات، مع محاولات إنزال قوات بمساعدة قوارب وعدد كبير من جنود المشاة”.

ولا تزال القوات الروسية تركز هجماتها في شرق أوكرانيا حول منطقتي دونيتسك ولوغانسك في إقليم دونباس بعد أن أوقفت هجومها على العاصمة كييف في نهاية مارس/آذار الماضي.

وكان الانفصاليون المدعومون من روسيا يسيطرون بالفعل على أجزاء من المنطقتين قبل بداية الحرب الروسية على أوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي.

وقالت وزارة الدفاع البريطانية في تحديث استخباراتي نشرته عبر تويتر اليوم الأربعاء إن روسيا نشرت 22 كتيبة تكتيكية قرب بلدة إيزيوم، في مسعى للتقدم على طول المحور الشمالي لدونباس.

وأضافت الوزارة أن القوات الروسية تنوي على الأرجح التقدم إلى ما بعد إيزيوم والاستيلاء على كراماتورسك وسيفيرودونيتسك.

حريق في ماكييفكا

في غضون ذلك، أفاد مراسل الجزيرة باحتراق مستودع كبير للوقود في مدينة ماكييفكا شرق دونيتسك.

ونقل المراسل عن السلطات الروسية في المدينة قولها إن الحريق نجم عن قصف أوكراني على المستودع.

وأعلنت سلطات دونيتسك الانفصالية مقتل شخص وإصابة اثنين جراء قصف مستودع الوقود في ماكييفكا.

وفي سياق التطورات الميدانية أيضا، دعت القوات المسلحة الأوكرانية في بيان إلى تدمير جسر القرم الذي يربط شبه جزيرة القرم بالأراضي الروسية.

وأشارت إلى أن للجسر أهمية إستراتيجية، وأن قصفه سيؤدي إلى تعطيل الخدمات اللوجستية للجيش الروسي في منطقة الجنوب الأوكراني بأكملها، بما فيها الأسطول الروسي في البحر الأسود.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد افتتح الجسر عام 2018، ليربط البر الروسي بشبه جزيرة القرم عبر مضيق كيرتش بين بحر آزوف والبحر الأسود.

من ناحية أخرى، أعلنت وزارة الدفاع في بيلاروسيا (حليفة موسكو) بصورة مفاجئة أن قواتها بدأت اليوم الأربعاء تدريبات عسكرية واسعة النطاق لاختبار استعدادها القتالي.

وقالت الوزارة إن التدريبات لا تشكل أي تهديد لجيرانها أو للدول الأوروبية عموما.

العقوبات الأوروبية

سياسيا، أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين خلال كلمة أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ صباح اليوم الأربعاء ملامح الحزمة السادسة المقترحة من العقوبات الأوروبية على روسيا جراء حربها على أوكرانيا.

وقالت فون دير لاين إن دول الاتحاد الأوروبي ستتوقف تدريجيا وفي غضون 6 أشهر عن شراء النفط الخام الروسي، وكذلك عن شراء المنتجات النفطية المكررة بحلول نهاية العام.

وأضافت “سيكون هذا حظرا كاملا على استيراد النفط الروسي، بالشحن البحري وخطوط الأنابيب، الخام والمكرر”، مشيرة إلى أن الأمر لن يكون سهلا لأن بعض الدول الأعضاء “تعتمد بشدة على النفط الروسي”.

وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية إن على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن “يدفع ثمنا باهظا جراء الفظائع المرتكبة في أوكرانيا”.

وتتطلب حزمة العقوبات المقترحة موافقة جميع الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي حتى تدخل حيز التنفيذ.

وتستهدف الحزمة أيضا القطاع المصرفي الروسي، إذ تقترح استبعاد مزيد من البنوك الروسية من نظام سويفت للتعاملات المالية الدولية.

في غضون ذلك، قال دبلوماسيون إن روسيا ستقاطع اجتماعا يعقده مجلس الأمن الدولي اليوم الأربعاء مع اللجنة السياسية والأمنية للاتحاد الأوروبي، في خطوة نادرة من جانب موسكو تشير إلى مزيد من التدهور في العلاقات بينها وبين عدد من شركائها في الأمم المتحدة.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر دبلوماسي روسي أن قرار موسكو مقاطعة الاجتماع مرتبط بالوضع في أوكرانيا.

من جهة أخرى، قال دبلوماسي غربي للوكالة إنه لا يتذكر أن روسيا قاطعت اجتماعا لمجلس الأمن الدولي منذ بدأت حربها على أوكرانيا.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.