شيع مئات الفلسطينيين مساء أمس الاثنين في بلدة اليامون شمال غرب جنين جثمان طفل فلسطيني قالت وزارة الصحة إنه استشهد متأثرا بإصابته برصاص الاحتلال الإسرائيلي، خلال اقتحامه لمدينة جنين قبل أيام.

وقالت وزارة الصحة في بيان “استشهاد الطفل محمود محمد خليل سمودي (12 عاما)، متأثرا بجروح بالغة، أصيب بها قبل أيام، برصاص الاحتلال الحي في البطن، في جنين”.

ورفع المشاركون في التشييع علم فلسطين ورددوا شعارات تطالب بالثأر لمقتل الطفل، في حين أطلق مسلحون النار في الهواء.

وأدانت وزارة الخارجية والمغتربين ما وصفتها بـ”جريمة إعدام” الطفل سمودي، وقالت في بيان “إن هذه الجريمة الجديدة التي ارتكبتها قوات الاحتلال بحق الطفل سمودي جزء لا يتجزأ من مسلسل القتل اليومي بحق أبناء شعبنا بغطاء وموافقة المستوى السياسي الإسرائيلي”.

وطالبت الوزارة “الأمين العام للأمم المتحدة بسرعة تفعيل نظام الحماية الدولية لشعبنا”، ودعت في البيان ذاته “المحكمة الجنائية الدولية إلى البدء الفوري بتحقيقاتها في جرائم الاحتلال ومستوطنيه”.

وباستشهاده يحمل الطفل السمودي الرقم 41 من بين الأطفال الشهداء الفلسطينيين الذين وصل عددهم إلى 170 شهيدا منذ بداية العام الجاري، بينهم 51 في قطاع غزة و4 في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948.

الشهيد سمودي يحمل الرقم 41 من بين الأطفال الشهداء الفلسطينيين منذ بداية العام الجاري (رويترز)

حصار الفلسطينيين

وجاءت أنباء استشهاد سمودي في ظل مواجهات بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي الاثنين في مخيم شعفاط شمال شرقي القدس المحتلة، وقال شهود عيان إن قوات الاحتلال اقتحمت “ضاحية السلام” بالمخيم، ودهمت منازل مواطنين ومسجدا.

واستخدم الجيش الإسرائيلي قنابل الغاز، والرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وقنابل الصوت، لتفريق الشبان الفلسطينيين؛ مما أسفر عن إصابة عدد منهم بحالات اختناق.

وحاصرت أمس قوات الاحتلال الإسرائيلي لليوم الثاني على التوالي عشرات الآلاف من الفلسطينيين في عدد من البلدات في القدس الشرقية، مع إغلاق الحاجز المقام على مدخل مخيم شعفاط.

وقالت شرطة الاحتلال إنها تواصل البحث عن فلسطيني تشتبه في أنه أطلق النار على عناصر من الجيش الإسرائيلي عند حاجز عسكري على مدخل المخيم. وأسفرت العملية عن مقتل مجندة في الشرطة العسكرية الإسرائيلية وإصابة عنصري أمن إسرائيليين.

واستشهد 4 فلسطينيين بينهم طفل برصاص الجيش الإسرائيلي يومي الجمعة والسبت الماضيين، خلال مواجهات ومداهمات في الضفة الغربية.

ولقي أكثر من 100 فلسطيني من الضفة الغربية حتفهم هذا العام، معظمهم منذ أواخر مارس/ آذار عندما شنت إسرائيل عملية عسكرية في أعقاب سلسلة من الهجمات الدامية التي شنها فلسطينيون في شوارع مدنها، مما أسفر عن استشهاد 19 شخصا، وقبل الانتخابات الإسرائيلية التي تجري في الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني.

وقال الجيش الإسرائيلي إن الغارات شبه اليومية جزء من “عملية لمكافحة الإرهاب” تهدف إلى منع الهجمات الفلسطينية.

وردا على طلب للتعليق، رفض الجيش الإسرائيلي اتهامه بتعمد استهداف الأطفال، وقال إن قواته تستخدم الذخيرة الحية “فقط بعد استنفاد جميع الخيارات الأخرى ووفقا لإجراءات العمليات المتوافقة مع القانون الدولي”.

اقتحام الأقصى

ولم تخل أحداث يوم الاثنين من اقتحامات جديدة للمسجد الأقصى، حيث اقتحم 216 مستوطنا إسرائيليا المسجد الأقصى تحت حراسة الشرطة.

وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، في بيان مقتضب، إن “216 مستوطنا اقتحموا المسجد الأقصى على شكل مجموعات بالفترة الصباحية” أمس الاثنين.

وتتم الاقتحامات من خلال باب المغاربة في الجدار الغربي للمسجد.

ودعت جماعات يمينية إسرائيلية لتكثيف الاقتحامات للمسجد بمناسبة ما يطلق عليه اليهود عيد “العرش”، الذي بدأ الاثنين ويستمر أسبوعا.

Israeli Border Police force clash with Palestinians at the Shuafat refugee camp as a manhunt following a shooting incident at a check point in East Jerusalem continues
جنود الاحتلال الإسرائيلي اقتحموا ضاحية السلام بمخيم شعفاط ودهموا منازل مواطنين ومسجدا (رويترز)

إحراق نسخ من المصحف الشريف

في الأثناء، أقدم مستوطنون على إحراق وتمزيق نسخ من القرآن الكريم وإلقائها في حاوية نفايات بمدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة.

وقال مدير دائرة الأوقاف في الخليل نضال الجعبري لوكالة الأناضول إن “مستوطنين إسرائيليين أقدموا على رمي نسخ من القرآن الكريم في النفايات وحرق إحداها” قرب مسجد قيطون بالبلدة القديمة.

وأردف “في المنطقة المغلقة (من قبل إسرائيل) عثر موظفونا الأحد، على نسخة ممزقة ومحروقة من القرآن الكريم مُلقاة بجوار حاوية نفايات قرب مسجد قيطون، إلى جانب عدد آخر من المصاحف مُلقاة في الحاوية”.

ووفق الجعبري فإن “حرق وتمزيق النسخ القرآنية تم على الأرجح خلال الاحتفال بالأعياد اليهودية في الأيام الماضية، وقد تكون جزءا من احتفالاتهم”.

بدورها، طالبت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالرد على إحراق المستوطنين في الخليل نسخا من القرآن، واعتبرت ذلك “استفزازا لمشاعر المسلمين”.

وقال متحدث الحركة عبد اللطيف القانوع إن “إحراق المستوطنين نسخا من القرآن جريمة نكراء وتصعيد غير مسبوق، يجب الرد عليها”، ووصفه بأنه “سلوك عنصري” يؤكد أن الاحتلال والمستوطنين “يريدونها حربا دينية”.

وتخضع البلدة القديمة من الخليل للسيطرة الإسرائيلية الكاملة، ويسكن بها نحو 400 مستوطن ينتشرون في عدة بؤر استيطانية، يحرسهم نحو 1500 جندي إسرائيلي.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.