يهتم الأولياء بمتابعة أطفالهم أثناء اللعب على الشاطئ أو في حمامات السباحة، وربما يصبح التحذير المتكرر هو عدم الدخول في حيز المياه العميقة خوفا من الغرق، حتى أن أهم دروس السباحة التي يحرص على تلقينها للأبناء هي السلامة وأساسيات البقاء على قيد الحياة.

لكن هناك خطر آخر قد يكون قاتلا، وهو “الغرق الجاف” أو “الغرق الثانوي” وهما من المصطلحات غير الطبية، لكنهما يشيران إلى مضاعفات نادرة أكثر شيوعا عند الأطفال، ويجب الحذر منهما، والتوجه إلى الطبيب أو الطوارئ في أسرع وقت عند حدوثهما.

ما الغرق الجاف؟

يحدث الغرق الجاف (Dry Drowning) عند نقص الأكسجين بالجسم، وهو لا يعني وصول الماء إلى الرئتين، لكن يرجع إلى استنشاق أو ابتلاع كمية بسيطة من الماء خلال السباحة عن طريق الأنف أو الفم، وهو ما يسبب تشنجا في الأحبال الصوتية للطفل ويؤدي إلى إغلاق الشعب الهوائية، مما ينتج عنه صعوبة في التنفس. وتبدأ هذه العلامات بعد ساعات أو تتطور خلال الأيام التالية من حدوث حادثة الغرق والنجاة منها.

لذلك فإن “الغرق الجاف” يصف سلسلة من الأعراض المتأخرة التي قد يعاني منها شخص ما بعد حادث متعلق بالمياه. فهو يختلف عن الغرق الفعلي لأنه لا توجد مياه تصل فعليًا إلى الرئتين.

ما الغرق الثانوي؟

أما الغرق الثانوي (Secondary drowning) فهو مصطلح آخر يستخدمه الناس لوصف مضاعفات الغرق الأخرى. ويحدث ذلك إذا دخل الماء إلى الرئتين، ويمكن أن يهيج بطانة الرئتين وقد يتراكم السائل بهما، مما يسبب حالة تسمى الوذمة الرئوية.

وتعد الوذمة الرئوية واحدة من أخطر الحالات التي يمكن أن تتعرض لها نتيجة دخول الماء إلى رئتيك. ويقول طبيب الطوارئ جيسون ميلك “تتوقف رئتاك عن العمل بشكل صحيح، ويمكن أن تكون هذه حالة طبية طارئة خطيرة”.

ومن المحتمل أن تلاحظ أن طفلك يعاني من صعوبة في التنفس على الفور، وقد يزداد الأمر سوءًا خلال الـ 24 ساعة التالية للسباحة.

 

لا يجب السماح للطفل بالسباحة إلا في المناطق التي يوجد بها رجال إنقاذ (شترستوك)

أعراض الغرق الجاف والثانوي

ينقل موقع “ويب إم دي” (webmd) عن طبيب الأطفال جيمس أورلوفسكي، من مستشفى فلوريدا في مدينة تامبا، قوله إن حالات الغرق الجاف أو الثانوي نادرة جدا وتشكل أقل من 2% من جميع حالات الغرق، إلا أنه يجب الانتباه إلى أعراض تلك الحالات والتي تشمل:

  • السعال
  • ألم الصدر
  • صعوبة في التنفس
  • الشعور بالتعب الشديد
  • قد يعاني طفلك أيضا من تغييرات في السلوك مثل التهيج أو انخفاض مستويات الطاقة، مما قد يعني أن الدماغ لا يحصل على كمية كافية من الأكسجين.

وعلى الرغم من أن الأعراض تختفي من تلقاء نفسها في معظم الحالات، فمن المهم فحصها.

ويقول الدكتور مارك رايتر الرئيس السابق للأكاديمية الأميركية لطب الطوارئ “السيناريو الأكثر ترجيحا هو أن الأعراض خفيفة نسبيا وتتحسن بمرور الوقت”.

وعادة ما تكون أي مشاكل قابلة للعلاج إذا حصل المصاب على رعاية طبية على الفور، وتبقى مهمتك هي مراقبة طفلك عن كثب لمدة 24 ساعة بعد تعرضه لأي مشاكل في الماء.

ويقول ريموند بيتيتي، المدير الطبي المساعد لقسم الطوارئ بمستشفى الأطفال في بيتسبرغ: إذا لم تختف الأعراض، أو إذا ساءت، اصطحب طفلك إلى غرفة الطوارئ، وليس إلى عيادة طبيب الأطفال.

وقاية

أهم شيء يمكنك القيام به هو المساعدة في منع الغرق بالمقام الأول، ولذلك يجب الحرص على:

  • مراقبة الطفل دائما عندما يكون في الماء أو بالقرب منه.
  • لا يجب السماح للطفل بالسباحة إلا في المناطق التي يوجد بها رجال إنقاذ.
  • لا تدع طفلك يسبح بمفرده.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.