تنتقل 70% من الأمراض عن طريق تناول الأغذية خارج المنازل.

رمضان شهر كريم، فهو موسم لاجتماع العائلة والأصدقاء حول المائدة الرمضانية الحافلة بأطايب الطعام في الهواء الطلق. إلا أن حرارة أجواء الربيع والصيف، قد تزيد من احتمال التعرض للعدوى التي تنقلها الأغذية؛ حيث تتكاثر البكتيريا بسرعة مع ارتفاع درجة حرارة الطعام، ودرجة حرارة الجو.

فوفقا لعالمة التغذية، الدكتورة روزيتا فاسكوسكا، “تنتقل 70% من الأمراض عن طريق تناول الأغذية خارج المنازل”. وتُصنِف معايير الغذاء في أستراليا ونيوزيلندا، اللحوم النيئة والمطبوخة، والمأكولات البحرية، ومنتجات الألبان، والأطعمة التي تحتوي على البيض، والأرز المطبوخ والمعكرونة المطبوخة، والأصناف التي تحتوي على مزيج من الأطعمة، كالسندويشات والبيتزا، وبقية الأطعمة التي يجب أن تبقى باردة دائما؛ باعتبارها قد تكون خطرة.

ومن هنا تأتي أهمية توصية د. روزيتا، بالحفاظ على الطعام طازجا وآمنا، في الولائم أو الشواء في الهواء الطلق، لحماية نفسك وعائلتك وأصدقائك من الأمراض المنقولة عن طريق الغذاء.

بالإضافة إلى الإرشادات المُقدمة من “إدارة الغذاء والدواء الأميركية” (FDA)، للتأكد من سلامة الطعام، قبل أن يتحلق حوله الأهل والأصدقاء؛ بدءا من التنظيف والتبريد والإعداد، حتى النقل والطهي أو الشواء، وصولا إلى التقديم بأمان.

التنظيف والتعبئة والحفظ

لأن سلامة الغذاء تبدأ من التنظيف الجيد، يجب قبل البدء في إعداد وليمة في الهواء الطلق، التأكد من نظافة جميع الأواني والأطباق المُستخدمة، وتوفير ما يكفي من الملاقط للتقليل من لمس الأطعمة؛ والحرص على نظافة اليدين والأسطح، وتوفير مناشف مُبللة، لتنظيف الأيدي لمرة واحدة.

ثم غسل الفواكه والخضروات الطازجة، وفَرْك ذات القشرة الصلبة منها بفرشاة نظيفة، تحت ماء الصنبور الجاري، وتجفيفها قبل تعبئتها في أكياس تبريد منفصلة، في مبردات مُغلقة، تمهيدا لنقلها إلى مكان الأكل، بعيدا عن أشعة الشمس المباشرة. والتقليل من عدد مرات فتحها وإغلاقها، للحفاظ على برودة المحتويات لفترة أطول، والحد من تعرضها للتلف، بفعل حرارة الهواء الخارجية الدافئة.

وتجنب نقل أي عنصر مفتوح من الثلاجة، مثل علبة حليب أو عبوة لحم أو زجاجة مايونيز؛ إلى مكان الأكل في الهواء الطلق، “لأن ذلك سيزيد من فرص تعرضها لمستويات خطيرة من البكتيريا، بتأثير الظروف الدافئة والرطبة”، وفقا للدكتورة د. روزيتا. التي توصي أيضا، بإعداد السلطات الطازجة في اللحظات الأخيرة، وتقديمها على الأكل مباشرة، “كي لا تكون عُرضة للتلوث أو نمو البكتيريا، أو نقلها في مبرد محكم الإغلاق، إذا تم تقطيعها مُسبقا”.

ووضع المشروبات في مبرد منفصل، ليسهل الوصول إليها، دون الإضرار بالأطعمة القابلة للتلف؛ أما الأطعمة المُعلبة، فتُنظف أغطيتها قبل فتحها.

أيضا، يجب التأكد من تغليف اللحوم النيئة والدواجن والمأكولات البحرية بشكل جيد، لمنع عصارتها من تلويث الأطعمة المُجهزة أو المطبوخة، أو التي سيتم تناولها نيئة، كالفواكه والخضروات؛ وضمان استمرار برودة الأطعمة المجمدة، بوضعها في الثلاجة أو الفريزر، لمنع نمو البكتيريا.

يجب أن يبقى الطعام ساخنا عند 140 درجة فهرنهايت (60 درجة مئوية) أو أعلى (بيكسلز)

الحفاظ على حرارة الأطعمة الباردة والساخنة

الحفاظ على الطعام في درجة حرارة مناسبة -من الداخل والخارج- يعد أمرا بالغ الأهمية لمنع نمو البكتيريا المنقولة عبر الأغذية. كذلك، عدم ترك طعام الوليمة المزمع إقامتها في الهواء الطلق، لأكثر من ساعتين -أو ساعة واحدة- إذا كانت درجات الحرارة في الخارج أعلى من 90 درجة فهرنهايت (32 درجة مئوية)؛ حتى لا تتكاثر البكتيريا الموجودة في الطعام بسرعة، وتُسبب العدوى.

كما يجب التوقف عن إذابة الطعام المُجمد بتركه على سطح المنضدة في درجة حرارة الغرفة، فهناك 3 طرق آمنة لإذابته؛ بنقله من الفريزر إلى الثلاجة لبعض الوقت، أو بغمر العبوات محكمة الإغلاق في الماء البارد، أو إذابته في الميكروويف، ومن ثم طهيه على الفور.

أيضا، يجب أن يبقى الطعام الساخن ساخنا، عند 140 درجة فهرنهايت (60 درجة مئوية) أو أعلى؛ بتغليفه جيدا، ووضعه في وعاء معزول حتى وقت التقديم. والشيء نفسه مع الأطعمة الباردة، فيجب حفظها في المبرد فورا، عند 40 درجة فهرنهايت (4.5 درجات مئوية) أو أقل.

كما يمكن وضعها في أطباق مع الثلج، أو في وعاء عميق مليء بالثلج؛ مع مراعاة تصفية ماء الثلج الذائب، ووضع ثلج جديد بشكل متكرر، حتى وقت التقديم.

إرشادات للشواء

في حالة الشواء، ومن أجل ضمان وصول الطعام المشوي إلى المائدة بأمان؛ يجب عدم ترك الأطعمة المُراد شيها منقوعة في التتبيلة على منضدة المطبخ، أو في الهواء الطلق؛ والتأكد من وضعها منقوعة في الثلاجة.

وعند الرغبة في استخدام بعض التتبيلة كصلصة على الطعام بعد طهيه، يجب الاحتفاظ بجزء منفصل لهذا الغرض؛ وعدم استخدام تتبيلة اللحوم النيئة مرة أخرى. وكذلك عدم تكرار استخدام نفس الأطباق أو الأواني التي تم استخدامها في اللحوم أو الدواجن أو المأكولات البحرية النيئة، تفاديا لانتشار البكتيريا من عصائر الطعام النيء إلى الطعام المطبوخ؛ وبدلا من ذلك، يتم تجهيز أطباق وأوان نظيفة بجانب الشواية لاستخدامها في تقديم الطعام.

لحوم الشواء يجب أن تنضج جيدا (بيكسابي)
يجب عدم ترك الأطعمة المُراد شيها منقوعة في التتبيلة بالهواء الطلق؛ والتأكد من وضعها منقوعة في الثلاجة (بيكسابي)

من المهم أيضا، استخدام مقياس الحرارة للتأكد من طهي الطعام جيدا، لقتل أي بكتيريا ضارة قد تكون موجودة؛ فعلى سبيل المثال، يجب طهي البرغر على 160 درجة فهرنهايت (70 درجة مئوية)، وإذا لم يتوفر مقياس حرارة، فيمكن التأكد من أن لون البرغر بني بالكامل، وليس ورديا.

ومن ناحيتها، توصي “هيئة الغذاء” الأسترالية، بـ 63 درجة مئوية، كحد أدنى لدرجة الحرارة الداخلية للحوم البقر، ولحم العجل، ولحم الضأن؛ و74 درجة مئوية للدجاج.

وفي حال طهي الطعام جزئيا، في الميكرويف أو الفرن أو على الموقد، من أجل تقليل وقت الشواء؛ يجب فعل ذلك قبل وضع الطعام المطبوخ جزئيا على الشواية الساخنة مباشرة، دون فاصل زمني بين الطهي الجزئي وبين الشي. ثم نقل الطعام “الجاهز” إلى رف المشواة، بعيدا عن الفحم، ليبقى ساخنا دون إفراط في الطهي، حتى موعد الأكل.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.